Friday 18/10/2013 Issue 14995 الجمعة 13 ذو الحجة 1434 العدد

نص

ماذا ينقصنا؟!
فاتن العيد

هذا البلد جاف على كل الأصعدة، تلفحك رياح جافة، تحيط بك صحراء مترامية الأطراف ومن حولك بشر جافون. لا تناسبني الحياة هنا، ليس لأن هذه المدينة مملة فأنا منشغلة على أي حال بالدراسة.

ولا لأنني لا أستطيع القيادة، فأنا أفضل أن أريح رأسي وقدمي وأدع القيادة لرجل أو امرأة غيري .. لا يهم!

ولا لأنني لا أجد سينما تسليني عندما أكون ضجرة للحد الذي لا أمتلك أن أكمل قراءة الفصل الأخير من الكتاب الذي شرعت بقراءته من عدة أيام ماضية. بل لأن البشر هنا جافون. صحيح، نحن مشهورون بأن لدينا وعلى أرضنا القفر أكثر الحيوانات تحملاً للجفاف على الإطلاق، لكن ما حاجتنا لتخزين عواطفنا كجمل يسير في الربع الخالي بلا أن يمر بواحة أو يسقيه راعي.

لمن تخزن عواطفك عزيزتي - عزيزي!.. نعم ladies first لا أعلم لماذا يبدؤون بالذكور هنا! .. من طلب منا أن نكون جمالاً ومن ثم فهل ستغير الخضرة من طبيعتنا شيئاً؟ أشك في ذلك.

نعود لأمر العواطف! لمن سيشرع في الحديث عن الحلال والحرام أرجوك عزيزي أو عزيزتي إكمال القراءة . لماذا عندما تُعرج على أحد عمال النظافة لا تلقي بتحية صباحية تصحبها ابتسامة؟

أرجوك لا تلتقط هذا المشهد وترفقه بنصيحة تدعو للتواضع مع العمالة. صدقني لو علم هذا العامل أن هذه الابتسامة لمتابعينك على تويتر لأبي السلام عليك. افعل ذلك بصمت، نعم على كل شخص تعرج عليه أكان المدير أم عامل النظافة .. لماذا لا نبتسم بود إذا صافحتنا عينا غريب؟!

فبدل أن نتبادل التحديق كدجاج على وشك الدخول في عراك. نعم! إذا حدق فيك غريب فقابله بابتسامة وأشح بوجهك، صدقني سيبادلك بإحدى اثنتين: إما أن يبتسم أو يحدق فيك كأبله، في كلتا الحالتين أنت رابح.

ماذا نفتقد هنا؟ الود! وللإناث صحيح لن تبادلي غريباً بابتسامة لكن قابلي بنات جنسك بابتسامة. لماذا عندما نذهب للمجمعات التجارية أو المطاعم هنالك دوماً فئة الإناث اللاتي توشك بؤبؤتهن على النتوء من محجرها من شدة تحديقها فيك؟! ارتداؤك النقاب لا يضفي على نظراتك أية شرعية كما كونك لا تأبهين لأننا لا نستطيع معرفتك فلا تغضبي إن حدقت أنثى في زوجك لأنك لا تعرفين وجهها كذلك!

كل ما أريد قوله إن قليلاً من الود سيحسن حياتنا بمقدار، وأن الابتسامة لها مفعول السحر في نفوس الناس. لا أقل فلنكن كالجوكر بابتسامة نقابل بها القاصي والداني، آناء الليل وأطراف النهار حتى والنعاس يغشانا. بل ابتسامة مواقف، عندما نقابل الناس أو تخطر في بالنا قصة طريفة، صحيح، لا أجد حرجاً في الثانية! فلننشر المودة والابتسامة، بلدة ميتة تلك التي يعيش فيها الناس بلا مشاعر، المشاعر ما تصنع الفرق بيننا والآلات، لنكن بشراً!

* خلجة من قلب خالد ورفيقه..

خالد: لو أن للبشر عشرة قلوب، كل قلبٍ يفي لمحبوب، لزاد الأخلاء واحداً بعد العشرة. الخائن سيخون، والوفي سيفي بقلبٍ واحد.

الخيانة تنم عن نفس جشعة لا تشبع، كلما ظفرت بقلب تناهى بصرها لحب آخر وتخيلت السعادة قائمة تمشي على أربع. نايف: تقصد اثنتان! خالد: نعم .. نعم .. أصبت، دعني أخبرك بشيء يا صديقي، الخائن يلقي بشباكه ولا يبالي، لا يدقق في التفاصيل كما يفعل المحبوب. نايف: أشك بأنك صياد!

خالد: ربما، وربما أنا أرقب الصيادين فقط.