Friday 18/10/2013 Issue 14995 الجمعة 13 ذو الحجة 1434 العدد

ظهور تنظيم القاعدة في شمال سوريا يشكل أزمة لتركيا

ظهور تنظيم القاعدة في شمال سوريا يشكل أزمة لتركيا

اسطنبول - رويترز:

مع ظهور تنظيم القاعدة في أجزاء من شمال سوريا باتت تركيا في مواجهة تهديد أمني جديد على حدودها المعرضة للخطر أصلاً وثارت تساؤلات حول تأييدها الشامل للمعارضين الذين يقاتلون الرئيس بشار الأسد. فتركيا تقود منذ فترة مساندة قوية للمعارضة السورية المسلحة دافعة بأن ذلك سيسرع بإنهاء حكم الأسد ويعطي السلطة لمعتدلين مطلوبين لفرض سيطرة أكبر على التيارات الإسلامية الأكثر تشدداً. حيث وجدت أنقرة نفسها في مواجهة اتهامات بأن تأييدها المطلق للمعارضة أتاح دخول السلاح والمقاتلين الأجانب إلى شمال سوريا وسهل ظهور جماعات متطرفة. وقال مصدر مقرب من الحكومة التركية: نواجه اتهامات بدعم القاعدة. وأضاف أن مسؤولين أمريكيين أبدوا قلقهم من ذلك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الشهر الماضي. وفي خطوة تحمل دلالة فيما يبدو قال الجيش التركي أمس الأول الأربعاء إنه أطلق النار على مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام عبر الحدود بعد أن سقطت قذيفة مورتر طائشة على الأراضي التركية. ودأبت تركيا على الرد في مثل هذه الحالات لكن يبدو أن هذه أول مرة يستهدف ردها مقاتلين على صلة بتنظيم القاعدة. وانتهجت تركيا سياسة الباب المفتوح على مدى الحرب الدائرة في سوريا منذ عامين ونصف العام فوفرت شريان حياة للمناطق التي يسيطر عليها المعارضون بالسماح بمرور المساعدات الإنسانية ووفرت ممراً آمناً لخروج اللاجئين وسمحت للجيش السوري الحر المعارض بتنظيم نفسه على أراضيها. وتنفي تركيا رسمياً تسليح المعارضين أو تسهيل مرور المقاتلين الأجانب الذين اكتظت بهم صفوف فصائل على صلة بتنظيم القاعدة مثل جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام. وقال لؤي مقداد المتحدث باسم الجيش السوري الحر «لوجيستياًً لا يمر شيء عبر الحدود الرسمية في تركيا أو أي دولة أخرى بأية حال. لكن الحدود الممتدة مسافة 900 كيلومتر تصعب مراقبتها وتمكن لاجئون ومهربون ومقاتلون من عبورها دون أن يلحظهم أحد في المناطق النائية متجنبين نقاط العبور الرئيسية». من جهته نفى وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو مراراً تقديم بلاده أي دعم لجماعات ذات صلة بتنظيم القاعدة في سوريا ووصف هذه الأقاويل بأنها محاولة لإضفاء الشرعية على تصرفات الأسد وتصويره على أنه يقاتل الإرهاب. وقال مسؤول بارز بوزارة الخارجية: هذا ما يريده الأسد. إنه يحاول تغيير طبيعة الصراع بحيث لانظر إليه باعتباره صراعاً بينه وبين شعبه بل قتالاً ضد جماعات متطرفة. وكانت هذه رسالة حاول الأسد توصيلها بشكل مباشر للشعب التركي هذا الشهر عندما حذر في حديث مع محطة تلفزيون تركية من أن تركيا ستدفع ثمن إيوائها «إرهابيين». وقال: إنهم سرعان ما سينقلبون على مضيفيهم. ونشرت عدة مواقع إلكترونية تقارير عن تهديد لتركيا من جماعات جهادية في سوريا بعد أن أغلقت أنقرة مؤقتاً جزءاً من الحدود الشهر الماضي بعدما اقتحمت جماعة على صلة بتنظيم القاعدة بلدة مجاورة. ولم يتضح ما إذا كان التهديد حقيقياً.

 
موضوعات أخرى