Monday 21/10/2013 Issue 14998 الأثنين 16 ذو الحجة 1434 العدد
21-10-2013

لوبيز .. استمر واستقر

بعد فوزه القوي على العراق بطل آسيا 2007م ووصيف كأس خليجي21 وتصدره بالعلامة الكاملة في مرحلة ذهاب التصفيات المؤهلة لنهائيات أمم آسيا 2015م في أستراليا، لا أظن أن أحداً عاقلاً يستطيع أن ينكر أو يقلل من تفوق الأخضر وتميزه في هذه التصفيات, وتحديداً بعد تولي الإسباني لوبيز كارو الإشراف عليه فنياً, كما أن هذا التطور اللافت للمنتخب يلغي كل مبررات الهجوم والانتقاد العنيف تجاه المدرب والأجهزة الإدارية لأسباب وقناعات هي للتعصب للأندية أقرب من أي شيء آخر.

ما كنا نقوله عن تراجع وتدهور الأخضر في بطولات ومناسبات كروية سابقة أمر بديهي ومطلوب، تفسره وتفرضه مستوياته ونتائجه التي نقلته من منتخب بطل وعالمي إلى آخر متواضع وبائس, أما اليوم وفي ظل ما نلمسه وتؤكده صدارته لمجموعة تضم اثنين من أقوى المنتخبات الآسيوية العراق والصين, فإن المسئولية الوطنية والمهنية تستدعي إنصافه قبل إلزامية دعمه والوقوف معه, خصوصاً في هذه المرحلة التي يحتاج فيها لاستعادة حضوره وهيبته وثقة الجماهير به وبقدرته على أن يعود كما كان من كبار آسيا على صعيد بطولة القارة والوصول إلى المونديال.

الأكيد أن فوز منتخبنا الأخير كشف الكثير من متذاكي ومدعي حب منتخب الوطن على حقيقتهم, ففي الوقت الذي يبدع فيه ويتألق، نجدهم ينتقصون من انتصاره المهم على المنتخب العراقي بل ويشككون فيه, كل ذلك بسبب أن لاعبي فريقهم لم يشاركوا في المباراة, وكأن واجب التعاطف مع المنتخب من الجماهير السعودية مرتبط بوجود أسماء بعينها، وبدونها يكون المنتخب كما الفريق المنافس, والأسوأ من هذا أن مثل هذه الأطروحات تصدر من إعلاميين ومن أعضاء شرف ومسئولي أندية, لدرجة أن أحدهم ممن يتقلَّد منصباً قيادياً في القناة الرياضية بجدة كتب يقول إن اختيارات المنتخب يحددها هل اللاعب هلالي أم من فريق آخر؟.. وهذه مصيبة إن كان يدري أو لا يدري أن غالبية من شارك في لقاء العراق كأساسيين هم (5) لاعبين من الأهلي ثم الاتحاد والهلال والشباب بواقع لاعبين من كل نادٍ, ومع هذا لا يليق ولا يحق ولا يجوز أن يأتي من يقول: لماذا نصف المنتخب من الأهلي؟..

حالياً كل ما نتمناه من المدرب لوبيز أن يحرص على تحقيق ما افتقده الأخضر في السنوات الأخيرة وهو الاستقرار على قائمة مثالية لا تتغير إلا في الظروف الفنية أو الصحية الطارئة, وألا يلتفت لأصوات المتشنجين المتعصبين المطالبين بتشكيلة (إرضاء كل الأذواق)!

انضباط (الشايب المربط)!

بغض النظر عن مضمون ما سيصدر من لجنة الاستئناف حيال طلب نادي الهلال الاستئناف على قرار لجنة الانضباط, فإن ما قامت به هذه الأخيرة يُعد إجراءً مُريباً لا يطعن بثقة ومصداقية الانضباط فحسب، وإنما بسمعة وقيمة ومكانة اتحاد الكرة بصفة عامة, زادها سوءاً وتشكيكاً وتعرية الظهور الإعلامي المرتبك المتناقض لرئيس اللجنة إبراهيم الربيش, حين برر قراراتها الأخيرة بكلام غريب لا يتوافق مع طبيعة عمل اللجنة ولوائحها وأنظمتها, فضلاً عن كونه يتنافى مع الواقع ومع حقيقة ما كان يجري.

الجزيرة عبر الزميل النشط سلطان الحارثي ومن خلال نفي مدير القناة الرياضية ونائبه وكذلك الشركة العالمية المكلفة بإنتاج وإخراج وجودة النقل التلفزيوني لمباريات الدوري وتأكيدهم على أن لجنة الانضباط لم تطلب منهم شريط المباراة, قدمت عملاً مهنياً قلب موازين وتصريحات وتأكيدات رئيس اللجنة رأساً على عقب, وكشفت في أول اختبار حقيقي للجنة أنها تعمل بمزاجية المتأزمين وعقلية المشجعين المتعصبين، وليس وفق أنظمة ولوائح مفهومة ومعروفة ومعتمدة ومقنعة من جهة يفترض أن تكون أكثر اهتماماً وتعاملاً مع الإجراءات والمواد القانونية.

لجنة الانضباط بتصرفاتها المشبوهة هذا الموسم، حينما غابت تماماً عن تجاوزات وتصريحات وبيانات اتهمت وشتمت الحكام واتحاد الكرة ولجانه وضربت بالأنظمة عرض الحائط عيني عينك, في الوقت الذي كانت فيه حازمة حاضرة في مواقف بسيطة ومخالفات لم تتأكد ولم تستطع هي إثباتها بالدليل القاطع كما في هتافات جمهور الهلال, أقول إنها لم تحرج نفسها لأن الأمر لا يعنيها بقدر ما ورطت اتحاد الكرة وأجبرته على أن يُبادر إلى اتخاذ قرار لا بد منه وهو حل اللجنة, كي يحفظ له قيمته ويجسد عدالته ومساواته بين جميع الأندية بلا تمييز أو تفضيل لنادٍ على حساب حقوق آخر, وقبل أن تضعه - أي الاتحاد - لاحقاً في مواقف أسوأ يصعب احتواؤها أو تبريرها، وبالذات عندما تتطور الأمور وتصل إلى الاتحاد الدولي (الفيفا).

في المقابل ستكون إدارة الهلال مطالبة من جماهيرها بالقيام بدورها وتحمُّل مسئولياتها، ليس فقط في الدفاع عن حقوق النادي الكيان ورد الاعتبار لجماهيره، بل بمحاسبة اللجنة في حالة ثبوت أنها استهدفت الهلال دون وجه حق وبدافع الميول أو بتأثير أو تدخل أو ضغوط من أطراف خارجية.

من الآخر

كل شيء توقعناه إلا أن يتبنى مجموعة من الشرفيين المحسوبين على النصر فكرة رفض ذهاب أي لاعب نصراوي للمنتخب بسبب عدم مشاركتهم كأساسيين في لقاء العراق الأخير, على أن يسري هذا القرار لحين وجود ضمانات من مدرب المنتخب بمشاركتهم في اللقاءات المقبلة..!!

قلتها وأكررها, ليس أمام بعض كُتَّاب الرأي غير الرياضي لاكتساب المزيد من الشهرة والأضواء وإثبات الوجود سوى الهلال والهيئة.

نسمع بمحامي الهلال، لكن لا نراه ولا نسمع صوته ولا ندري ما هو دوره وما الداعي له طالما أن إدارة الهلال لا تريد أن تُحرِّك ساكناً في كثير من القضايا والقرارات التي تستهدف الهلال وتسعى إلى تدميره وتشويه صورته والتطاول على رموزه والنيْل من مكتسباته..؟

abajlan@hotmail.com

 
مقالات أخرى للكاتب