Wednesday 23/10/2013 Issue 15000 الاربعاء 18 ذو الحجة 1434 العدد
23-10-2013

جدة ستلحق بالبصرة!

مثل ما هو متوقع سُحب رسمياً تنظيم بطولة خليجي 22 من مدينة البصرة العراقية إلى مدينة جدة السعودية لتقام في موعدها العام القادم.

مبررات السحب قبل أن تكون دولية بقرار الفيفا منع العراق من استضافة المباريات الرسمية والودية الدولية، وقبل ان تكون (تنظيمية) تتعلق بالنواحي الأمنية ونواحي السلامة؛ فهي رياضية تتصل بالبنية التحتية الرياضية وجاهزة المنشآت الخاصة بها وتقارير لجان تفتيش اللجنة المنظمة.

تقريرا فريق المهندسين ولجنة التفتيش الخاصين بالبطولة كانت مؤشراتهما تؤكدان أن العراق لن يكون قادراً على تنظيم البطولة في عام 2014م؛ فالبلد الذي لم يضع حجراً واحداً في البناء الخاص بـ(ملاعب) عمال استضافة البطولة خلال السنوات الثلاث التي تلت السحب الأول للبطولة (خليجي 21) عام 2011م وتم ترحيلها لتقام في اليمن في موعدها عام 2012م، من الصعب إن لم يكن من المستحيل أن يكون جاهزاً خلال عام هي الفترة الحالية حتى موعد إقامة البطولة عام 2014م، وبالتالي كان الخيار الحتمى هو الدولة البديلة أو التالية في ترتيب (الاستضافة) ومدينتها المقترحة.

ولكن هل مدينة جدة ستكون جاهزة لاستضافة البطولة عندما يحين موعدها؟ ربما يرى البعض أن السؤال غريب أو تافه أو ليس له داع أو هو بلا معنى، ولكنى أطرحه بجدية حقيقية ورياضية ووفقا لطلبات واشتراطات الكراسة المفروضة لاستضافة البطولة، والحديث هنا لن يكون عن البنية التحتية التي تتعلق بالفنادق التي ستخصص للبطولة ولا مطار (محطة) وصول واستقبال المنتخبات والجماهير، ولا حتى المواصلات التي ستستخدم أو حتى الجانب الأمني في المدينة؛ ففيها جميعها وغيرها أيضا بإمكان (عروس البحر الأحمر) أن تستضيف البطولة لو أقيمت غداً وليس بعد شهر أو عام، أيضا الحديث ليس عن الاستاد أو المدينة الرياضية (المخصصة) لإقامة المباريات عليها، فرسمياً استاد الملك عبدالله بن عبدالعزيز سيكون جاهزاً في الموعد، إذا عرفنا أن موعد افتتاحه سيكون في أكتوبر القادم، بالإضافة إلى استاد الأمير عبدالله الفيصل و(ترميمه) سيكون حتماً جاهزاً قبل الموعد بوقت طويل جداً وربما في أوائل العام الميلادي القادم، ولكن ماذا عن اشتراطات الملاعب الأخرى (الهامة) والمتعلقة بالاستضافة التي تهيئ وتخصص كملاعب تمارين للمنتخبات المشاركة، والتي لا يجب أن تقل عن (عشرة) ملاعب؟ أين هذه الملاعب إذا كانت الجهات المعنية تصر على أن جدة ليس فيها (ملعباً) جاهزاً بعد استادها الرئيسي الوحيد؟ والذي أضيف إليه مؤخراً استاد الأمير محمد العبدالله الفيصل بالنادي الأهلي؛ بعد (الاعتراف) به، فيما لا تقر ولا تعترف ولا تقبل بالملاعب الأخرى، لأنها حسب تقييمها ليست (صالحة) لاستضافة الجماهير، وانساقت خلفها لجنة المسابقات في الاتحاد السعودي لكرة القدم، وأيدت بشكل قاطع، دون أن يكون لها تدخل أو رأي أو مراجعة أو اشتراطات خاصة بها!!

على ذلك؛ إذا كان أحد أول وأهم مطالب تنظيم بطولة الخليج وجود ثمانية ملاعب (صالحة) لتمارين المنتخبات مع ملعبين احتياطيين بحيث يصل العدد إلى عشرة، وهو ما ليس موجود حالياً في جدة بشهادة لجنة المسابقات فهل يمكن تجهيزها وتهيئتها قبل الوقت المحدد لتأكيد الاستضافة من قبل لجنتي التفتيش والمهندسين الخاصتين بالبطولة في زيارتهما القريبة جداً؟

كلام مشفر

* الإجابة الإنشائية عن إمكانية الاستضافة قد تكفينا وتقنعنا لكنها لا بد أن تكون عملية وعلمية في نفس الوقت للجان التي تعتمد عليها اللجنة المنظمة للبطولة في زياراتهما القادمة.

* في يومي 12 و13 من شهر نوفمبر القادم ستأتي لجنة التفتيش الخاصة ببطولة الخليج التي يرأسها (القطري) سعود المهندي وتضم ثلاثة أسماء من عمان واليمن والكويت لوضع التقرير قبل إعلان تأكيد الاستضافة.

* قبل لجنة التفتيش سيأتي (فريق المهندسين) الذي يرأسه أيضاً (القطري) المهندس غانم الكواري مع ثلاثة مهندسين وهذا الفريق سيعاين الملاعب المخصصة ويجلس إلى المسؤولين عنها ويطالب بجدول و(برنامج زمني) فيما يتعلق بالملاعب المخصصة.

* في زيارة لجنة التفتيش وجلسة فريق المهندسين هل سيقدم لهم اتحاد الكرة تقرير (الجهات المعنية) أن جدة ليس فيها ملاعب صالحة سوى ملعبين فقط! وهل سيستقبلهم أحمد العقيل نائب رئيس لجنة المسابقات بتبريراته التي ملأ بها الفضاء ووسائل الإعلام؟ إذا حدث ذلك فأبشركم من الآن أن جدة ستلحق بالبصرة!

* بعض الفكر في رياضتنا متأصل ولن يتغير مع الأسف حتى مع قدوم المختصين والكرويين وأصحاب الكار (كما أسميهم) مع الأسف؛ أحد الشواهد على ذلك ما حدث بعد عودة المنتخب من مباراة العراق.

* كل العالم توقف في تلك الأيام وعاد اللاعبون (المحترفون) بعد أيام الفيفا مباشرة إلى أنديتهم واستأنفت المباريات فيما منحت إدارة المنتخب السعودي لاعبيه ثلاثة أيام إجازة (وسلملي على الاختصاص والاحتراف)!

مقالات أخرى للكاتب