Wednesday 23/10/2013 Issue 15000 الاربعاء 18 ذو الحجة 1434 العدد
23-10-2013

الحزن الشفيف

ثمّة هاجس يطارد الذاكرة ولايبرح الوجدان عن سر العلاقة الأزلية بين المبدع عموما والشاعر على وجه الخصوص هذا الهاجس يتمحور حول الحزن الشفيف الذي يستعمر الشعراء ويلهب قرائحهم ويتلذذ بنزفهم واحتراقهم ويطل بوجهه من خلال قصائدهم وكتاباتهم.. هو هاجس يفضي إلى أسئلة منطقية فحواها هل الحزن قدر الشعراء والمبدعين عموماً؟.. هل هو ضريبة يدفعها الموهوب والمبدع؟.. هل الشعر توأم الحزن وخليله؟ هل الحزن متلازم مع الموهبة؟.. قائمة الأسئلة تطول وإجاباتها معلّقة بين الأمل واليأس والممكن واللاممكن.

من عرفنا الشعر في بدايته حتى وقتنا الراهن وهذا الحزن المعتق هو القاسم المشترك في قصائد الشعراء واللون الأكثر وضوحاً في طيف القصيدة والزفرة الأكثر تجذّرا في رئة الإبداع.. وسيظل هكذا لا يمكن أن تحجبه قصائد شذّت عن مداره وانعتقت من حصاره.

كتبت في حلقة ماضية من هذه الزاوية عن فئة من الشعراء تقاتل بشراسة من أجل الانعتاق من قبضة هذا الحزن المتأصل من خلال كتابة قصائد باسمة وذكرت حينها أن هذه الفئة أوطان دائمة للحزن وأن هذا التحايل على المتلقي لن يحجب براكين حزنهم المستقر في الأعماق.

هذا الحزن القاطن في أعماق الشعراء والمبدعين حزن نبيل رغم ألمه منتج رغم سطوته لذيذ رغم تبعاته عميق متأصل يتوارى لفترات قصيرة ثم يعاود الظهور بكل مطرة وخطرة! القصيدة.. الكلمة.. الجملة.. الصورة وعاء هذا الحزن.. حزن الشعراء والمبدعين ندي رغم وجعه بهي رغم كثافته أليف رغم تتابع جراحاته.. هو أقل قسوة من الحزن المتعارف عليه عند الناس لكنه أقوى سطوة وأكثر ديمومة.. لن أغامر واتحدث عن تأثير هذا الحزن على القصائد ذاتها وهل هو نابع منها لو منسكب عليها فالحديث عن هذا الجانب طويل ومتشعب.. هي إشارة فقط إلى هذا الطيف النبيل والضيف الثقيل المقيم في أعماق أغلب الشعراء والمبدعين.

خطوة أخيرة

لـ(عثمان المجراد)

ابكي واصوّت ياهوى البال وينك

ليتك تجاوب صرخة الميت/ الحي

الموقف اللي صار بيني وبينك

أنسه ترا والله ما يعتبر شي

alahmad9090@hotmail.com

تويتر AhmedALNasser99

مقالات أخرى للكاتب