Sunday 27/10/2013 Issue 15004 الأحد 22 ذو الحجة 1434 العدد

حفيد القائد النشمي لـ(الجزيرة):

الملك عبدالعزيز قائد بارع وصاحب حنكة وفكر قيادي وعسكري ومدرسة في فنون الإدارة والقيادة

الجزيرة - حاوره سليمان الظفيري:

موحد البلاد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه رجل ذو حنكة يقرأ في وجوه الرجال علاماتهم وقدراتهم وكيفية التعامل مع كل شخصية، ولعل النشمي من الرجال الذين صدقوا في إخلاصهم وسخروا أنفسهم وعقولهم في خدمة هذا الوطن مع تنفيذ لتوجيهات وخطط الملك عبدالعزيز في بداية تأسيس الدولة، حيث نفذ وقاد وأصلح وشرح وحكم في فترة كانت هي الأصعب على الإطلاق حين ذاك.

قبل ما يقارب 10 عقود مضت استثمر النشمي تجارته في السلاح في وقت كان الإنسان يحفظ هيبته وحق ما يملكه بالسلاح وفي زمن افتقد الأمن والأمان، ولعل النشمي حينما بدأ موحد البلاد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه في لم شمل أطراف الدولة السعودية الثالثة استعان برجال لهم في الحكمة والقيادة والإدارة قوة تساعد في إعادة البناء للدولة، فقد ساهم النشمي في تأمين السلاح والذخيرة وشارك في قيادة الجيوش في فتح الشمال والجنوب والمدينة المنورة وأُمر (بضم الألف) على الخرج ونجران وينبع وتربة آنذاك.

ولد إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن صالح بن محمد الحميدي النشمي في مدينة شقراء بالوشم سنة 1313هـ .

واستطرد حفيد القائد النشمي حديثه.. عاش جدي إبراهيم النشمي طفولته في بلدته شقراء - الوشم حيث تعلم القراءة والكتابة آنذاك ثم انتقل إلى مدينة عنيزة بالقصيم وأخذ يمارس التجارة والأسفار مع التجار المسمون بالعقيلات بين القصيم والمدينة المنورة والشام ومصر.

وقد تعلم جدي من خلال ممارسته للتجارة ورحلاته الطويلة على القوة والصلابة والشجاعة والحكمة وبعد زمن تفرغ جدي إبراهيم النشمي لتجارة السلاح الرائجة آنذاك بين المدينة المنورة وبلدان نجد رغم ما يحفها من مخاطر ومغامرات نتيجة للأحوال السياسية المضطربة في أواخر العهد العثماني وعهد الأشراف وكانت بداية اتصال النشمي بالملك عبد العزيز حينما اتفق مع مندوبه محمد بن صالح الشلهوب مسؤول خزانة المالية على تزويد الملك بالبنادق والذخيرة وذلك في نهاية الثلاثينات - من القرن الرابع عشر الهجري.

(3أ) وقد نجح جدي إبراهيم النشمي في المهام الموكلة إليه من قبل الملك عبدالعزيز مع أن جدي تعرض لسجن والإيقاف في المدينة المنورة مما جعلها لصالحه في فهم مواطن القوة والضعف للمدينة المنورة وقيادتها ومعرفة الكثير عن أهلها مما جعلها في صالحه حينما أوكل له محاصرة المدينة المنورة في إحدى المهام التي كان لجدي الأثر الكبير فيها وبعد توجيهات وخطط الملك عبدالعزيز مما جعله أهلا لثقة في الكثير من المهام التي كان الملك عبدالعزيز يوكله فيها.

ومن خطط الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه الإدارية تعيينه الأمير عبد العزيز بن مساعد آل جلوي، أميرا على حائل ومناطق القصيم والجوف والحدود الشمالية وخيبر تحت إمرته، وتزويده بما يحتاج من القوة الكافية والصلاحيات الواسعة.

وبعد تعيين الأمير بن مساعد كلف جدي إبراهيم النشمي في 11-2-1342هـ (1923م)، مسؤولا عن أعمال المدينة المنورة وهذا التكليف جاء بتوجيهات من الملك عبدالعزيز وذلك لثقته به، ومعرفته بالمدينة المنورة وعلاقاته الجيدة مع رجال القبائل المحيطة بالمدينة، خاصة حرب.

حيث كتب الملك عبدالعزيز خطاباً مؤيداً به جدي على ما قام به من أعمال في الإدارة والقيادة.. «ما عرفت كان معلوم مخصوص من قبل أخبار المدينة، واجتهادك والسياسة معهم، وأنك إن شاء الله ترجي أنك تدخلها بسياسة، أرجي إن شاء الله يحقق علم الخير.. وأنت إن شاء الله فيك بركة لا تذخر الأمور الذي فيها حزم وفيها سياسة ودارجهم على كل علم، إذا الله هداهم هو المطلوب وإلا المسلمين مثل ما ذكرنا لك عازمين بعد الحج يرسلون لهم قوة كافية هم وغيرهم من أهل الجهات، وأنت إن بغيت تخبرهم أو تخبر غيرهم، ترى هذا أمر حقيقة إن شاء الله ولا فيه شك..».

(2أ) وفي 18 ربيع الثاني 1344هـ وصلت رسالة إلى جدي النشمي من الملك عبد العزيز مضمونها وصول مندوب حكومة إيران للاطلاع على حقيقة أن قبة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم لم نقم بهدمها كما زعم الأعداء كما أننا نوصيكم بأن يكتب المندوب رسالته في حين رؤيته للقبة وترسل في وقتها . وهذا إن دل فإنما يدل على حنكة الملك عبدالعزيز في توثيق الأمور كتابياً واحترام السفراء والوزراء المرسلين من قبل الدول والاهتمام بهم وإكرامهم كما أوصى بها جدي إبراهيم النشمي في حسن الاستقبال والضيافة.

(4أ) وقد حرص الملك عبدالعزيز على نجران وأهلها في وقت عين جدي أميراً عليها حيث أوصاه بها وأوصاه على أهلها في برقية كتبت عام 8 شعبان من عام 1354هـ.

(5أ) وقد كان الملك عبدالعزيز حريص كل الحرص على ترتيب وتنظيم الشئون العسكرية في برقية أرسلت لجدي إبراهيم النشمي يوصيه على تنقيح العسكر وترتيبهم على أكمل وجه وجاءت هذه الوصايا من الملك لجدي في ذاك الحين لكونه قائداً للجيوش ومحارباً وذو حنكة في الإدارة.

(6أ) ثم وصلت رسالة أخرى من الملك إلى النشمي بتاريخ 27 من عام 1355هـ تتضمن اهتمام الملك عبدالعزيز بالآثار حيث أمر جدي بإستقبال المستشرق «فلبي» لعمل خريطة والاطلاع على الآثار والكتابه عنها وحفظها وهذا الأمر جاء من حب الملك عبدالعزيز لتوثيق الآثار وعمل تنظيم جديد في الخرائط الخاصة بالدولة.

(7أ) وفي إحدى الرسائل التي كانت تصل جدي من قبل الملك عبدالعزيز رسالة يوصي الملك عبدالعزيز جدي النشمي بتقوى الله والإمتثال لإوامره وتقديم الشريعة في جميع الأمور والسيرة الحسنة مع الرعية، هكذا كان الملك حريصا على تطبيق الشريعة والتذكير المستمر للقادة والأمراء الذين كانوا يتأمرون على الإمارات في ذاك الحين.

(8أ) ومن ثقة الملك عبدالعزيز بجدي الكبيرة منحه خطابات مختومة يكتب عليها ويخاطب من يشاء، وإن دل فإنما يدل على الثقة الكبيرة التي منحها الملك عبدالعزيز لجدي. حيث أن للملك عبدالعزيز مقولة مشهورة وهي «يرى الحاضر مالايرى الغائب».

وفي ختام اللقاء تحدث حفيد القائد النشمي محمد بن سعود بن إبراهيم وعبر منبر الجزيرة أن المملكة وحدها الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه بخططه وحكمته وحنكته ومع رجال هم أجدادنا الذين ساهموا بأرواحهم الغالية ثمناً في توحيد هذا البلد والطاعة لولي الأمر والامتثال له في مسيرة طويلة لا يمكن لكائن ما كان أن يهز أعمدة هذا البلد المعطاء الذي تتمركز هويته على كلمة التوحيد لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وما نراه الآن من أمن وأمان ورغد في العيش ما هو إلا ترجمة لما كان له أجدادنا في بناء هذا البلد من أجلنا ومن أجل توحيد الكلمة والطاعة لولي الأمر والبعد عن كل من يحاول تدنيس هذا البلد بأفكار وقصص ليس لها من الواقع صلة، ومن هنا أدعو الله عز وجل أن يتم الأمن والأمان وأن ينعم على قائد ومسيرة هذا البلد خادم الحرمين الشريفين أطال الله بعمره وألبسه لباس الصحة والعافية ولولي عهده الأمين والنائب الثاني.