Monday 28/10/2013 Issue 15005 الأثنين 23 ذو الحجة 1434 العدد
28-10-2013

جيش دولة الإسلام في العراق والشام (داعش) .. أو القاعدة الإيرانية

قبل أن أدخل في موضوع هذه المقالة اطل إطلالة سريعة على هذا التنظيم الخطير الذي عُرف باختصار (داعش) وذاع صيته في العراق والآن توغل في سوريا، وخاصة في المنطقة المحاذية لتركيا، وتحديداً في مدينة أعزاز ذات البعد الإستراتيجي، إن التنظيم (جيش دولة الإسلام في العراق والشام) والذي بدأ كتنظيم جهادي على أرض العراق يتكون من عراقيين وسوريين هذا في الأصل ويغلب على قادته سجناء أبو غريب الذين قامت إيران وحكومة المالكي بتهريبهم من هذا السجن بشكل مكشوف يعطي انطباعاً بأن الهدف كان مرسوماً من قبل حكومة المالكي وأسياده في إيران.

انضم إلى هذا الجيش بعض العرب المغرر بهم حيث إن رسالة (داعش) رسالة سنية جهادية بحتة، فهم يقولون إنهم يقاتلون الخونة والمرتزقة والمارقين والمنافقين، ولكنهم في الحقيقة يحاربون من أجل السيطرة وفرض الأمر الواقع وإقامة دولة تدعمها إيران، ولذا فإن ما يحصل الآن في سوريا هو في الحقيقة بدعم ومساندة من جيش بشار لطرد الجيش الحر، بل محيه من الوجود كما فعلوا في العراق، حيث قضوا على جميع التنظيمات السنية هناك، حتى مع من حصل تعاون معهم في يوم ما لما تفردوا بهم قتلوهم شر قتلة، فهدفهم هو أن لا يبقى في الساحة غيرهم.

مما يؤسف له أن بعض الشباب المتعطشين للجهاد انضموا اليهم وصاروا تحت ألويتهم في قتال قذر يستهدف أهل السنة، بل ويستهدف المسالمين، والأمر الأشد خطراً أن بعض الدعاة هنا انساقوا خلف دعايتهم وصاروا يدافعون عنهم ويدعون لهم.

لعلي استطعت ان اوضح حقيقة هذا التنظيم او هذا الجيش الخطير, ولا أنسى أن أشير الى ان أعداداً كبيرة من أفراد هذا الجيش لا يعلمون عن الأهداف الخفية، فهم يقاتلون من منطلق أنهم جيش جهادي سني صادق.

أعود لباعث هذه المقالة وهو ما يدور في الساحة الآن سواء الساحة القتالية في سوريا أو الساحة الإعلامية، ففي الساحة القتالية هناك حرب لا هوادة فيها بين داعش وكل من يحمل السلاح في وجه جيش بشار، فسلاح داعش موجه لصدور المحاربين من الجيش الحر وجيش الشمال وغيرها من التنظيمات التي تلتقي مع الجيش الحر في الهدف، وقد قتلوا جمعاً من الشرفاء من مقاتلي الجيش الحر، بل ونقضوا العهد واغتالوا! مما يثبت خبث النوايا وسوء الهدف.

إن هذا التنظيم التكفيري الموالي لإيران والمدعوم من حكومة المالكي للأسف, الكثير ممن انضم اليه يعتبرون من المغرر بهم، فهم يعتقدون بأنه جيش كما أسلفت ضد الرافضة وضد النصيرية، والواقع خلاف ذلك تماماً، فهو جيش مخترق ويعمل وفق أجندة كل أهدافها تسيء للإسلام وتضر بقضايا المسلمين.

في الجهاد الأفغاني كان هناك جهاد حقيقي في بداياته لكنه مع الوقت دخله من الأفكار والمعتقدات ما دخله حتى بلغ الأمر مُقاتلة المسلم للمسلم بحجة أن هؤلاء مرتدة أو عملاء أو منافقون، وهذا ما يحصل الآن من تنظيم (داعش) فهم يكفرون الكثير من الكتائب المقاتلة، ولذا يرون قتالهم واجباً جهادياً.

إن الحماس المبني على العاطفة هو ما يجر المجتمعات إلى أتون الفوضى ويقذف بشبابها في حمم البراكين دون وعي ولا تعقل، وإنني أرى عدم التروي من البعض في الحكم بنقاء وسلامة مقصد هذا التنظيم او ذلك من الأمور الخطيرة التي يجب علينا وجوباً الوقوف معها وقفة محاسبة ومراجعة فكلنا معرضون للخطأ، وليكن شعارنا، وفوق كل ذي علم عليم، فليس من العيب ان يرجع من يفتي لأهل الدراية الموثوق بهم الذين تبحروا في دراسة هذه الفرق الجهادية وهذه الجماعات، ومن ثم تكون فتواه على بينة ولا يحمل نفسه دماء المسلمين.

إن ما يخشاه عقلاء الأمة أن تفرز لنا الأزمة السورية مجموعات ترى أن الامة جميعاً خارجة عن الإسلام ويجب قتالها ويستحل تفجيرها وتقتيلها كما حصل من مجموعات القاعدة في السنوات الماضية، فعثوا في الأرض فساداً بهذه الدعوى وهذا الفكر الخوارجي الخطير.

إنها دعوة للوقوف وقفة مراجعة وتمحيص ومن ثم إصدار رأي موحد حول ما يدور بعيداً عن العاطفة وبعيداً عن مقولة - عدو عدوي صديقي - فبعد هلاك عدوك سيكون عدوه عدوك ولكن بشراسة أكبر وأخطر، فلنتنبه لهذا الخطر وهذا المنزلق.

almajd858@hotmail.com

تويتر: @almajed118

مقالات أخرى للكاتب