Wednesday 30/10/2013 Issue 15007 الاربعاء 25 ذو الحجة 1434 العدد

تُبْكِيْنِي الذكرياتِ أيَا جَدَّاهُ

رغم بُعْد الفراق؛ الذي يُحدْثني من الأعماق؛ ويبني كواكبه التي فيهاصدق الهمس؛ من نوافذ اليوم والأمس؛ في كل نافذةٍ من نوافذها بلابلٌ صادحةٌ بالذكريات؛

صادحةٌ بكلِّ معانٍ للحب

صادحةٌ بكلِّ أنفاسِ الود

صادحةٌ بكلِّ أنَّاتِ البُعد

نعم تُبكيني الذكريات أيَا جدَّاه؛ أراه في خطواتي؛ وفي كلِّ هَمْسٍ في ذاتي.

- ها أنَا أرى العيد؛ يرسم بطلته لوحةً سعيدةً قَد بَهُتَ لونها منها تنسابُ؛ جداول الذكريات وفيها صباح العيد الذي نُسائله؛ وبدموعٍ الذكرى نُقابِلُه:

صباحُ العيدِ يبقى في اشتياقٍ

إذا طلَّ الهلالُ على البلادِ

صباحُ العيدِ يسألُ عنكَ جدِّي

ويحييَا ذكرياتٍ في فُؤادي

وها هي يا جدَّاهُ تلكم الشجرة؛ التي تمرونا بجوارها تخيَّلتها تقولُ لي:

سأذكر جدكمْ عند الأذانِ

يمرُّ بقربنا نحو الصلاةِ

تعلّمْتُ السكينةَ دوَّمَ منهُ

وأيقنْتُ الرحيلَ من الحياةِنعم

تُبكيني الذكريات أيا جدَّاه.

وها هو باب المسجد الذي تدخلُ منه شاهدتُه فقلتُ له:

ستبقى أيها البابُ

بحزنٍ ذاكراً جَدَّيٍ

ويبقى فيك إحساسٌ

وتبقى خافقَ الودِّ

ها هيَ حروفُ الكلمات فيني؛ أيَا جدَّاه أقول عنها عندما سَمِعتْ خبر وفاتك:

حروف الشعرِ منِّي في مآتمْ

وتبقى ناشراتٍ للمكارمْ

وتبقى فائحاتٍ فيك ذكرى

أيا جدَّاه يا طيبَ المراحمْ

تُبكيني الذكريات أيَا جدَّاه؛ ها أنا أشاهدك؛ في مكانك التي تجلسُ فيه؛ بمسباحكَ الذي في يدك فأنشدتُ قائلاً:

ستبقى أنتَ يا جدي

نميرَ الشَّوْقِ كالكنزِ

سأذكرُمنك تسبيحاً

بمسْباحٍ؛ من الخرز

تُبكيني الذكريات؛ أيا جدَّاه؛ يا أنسَ اللقاء؛ وبرغم وداعكم ستبقى ذكرى في ضياء:

ستبقى أنتَ يا جدي

ضياءً ساكناً قلبي

وتبقى مثل أمطارٍ

ستسقي الذكرى في دربي

تُبكيني الذكريات أياجدَّاه؛ وها هو منزلكم نَسأله فيقولُ:

لماذا أنت تسألني

وتبكين من الألَمِ

أغادر جَدّكُم؛ يبقى

بذكرٍ ناصع ِالقممِ

تُبكيني الذكريات أيَا جدَّاه؛ ها هو هواء ذكرياتكم؛ الجميلة شممتُها مع نسائم الهواء العليل فقلْتُ:

هواءٌ كلّهُ جدِّي

بنفح العطرِمن نجدِ

هواءٌ يغتدي لغةً

يصافحُ قمّةَ الودِّ

هواءٌ فيه ذكراهُ

يُعطرني من المجدِ

وبرغم الوداع؛ تبقى أنت يا جدَّاهُ بطيب الأخلاق وسمو الأفعال قصراً شامخاً في حياتي رغم رحيلكم عن الدنيا:

جدَّاهُ تبقى مثل قصرٍ شامخٍ

في وسط قلبي بالمعالي تُغردُ

جدّاه يا جبلاً أشمَّاً أخضراً

بالدينِ يسمو والسَّحائبُ تُرْعِدُ

جدّاهُ يا بدْرٌ رأيتُ ضياءه

في وسط دُنيانا كشمعٍ يُوْقَدُ

هذي مآثركم وهذا نُبلُها

أمطارها فوق القلوب ستشهدُ

تبقى نَسيماً وسط دنيانا التي

قدْ عطَّرتنا في المآسي تَسْهَدُ

جدَّاهُ أنتَ النورُ في غسق الدجى

وخَيَامُ حُبٍّ؛ شامخاتٌ تُشْهَدُ

تبقى عِمادَ الحب في قلب الذي

أضناه بُعْدًا للأحبة يَفْقِدُ

(ومْضَةٌ)

عندما يدنو الغروب ويرسم لوحةَ الختام ليومٍ

غَرُبَ فيه جزء من حياتنا؛ نتذكر أحبةً أتاهم غروب حياتهم قبل غروبنا..

رحمهم الله تعالى رحمةً واسعةً؛ وأسكنهم ربي فَسيح الجنان.

- مُطْلَقٌ بْنُ عَبْدِاللهِ بْنُ حَمَدٍ آلُ حَمَّادٍ