Wednesday 30/10/2013 Issue 15007 الاربعاء 25 ذو الحجة 1434 العدد
30-10-2013

قيادة المرأة للسيارة والوضع المروري والاقتصادي

منذ سنوات وحتى الآن لا يخلو منتدى ولا جريدة وحتى حديث المجالس إلا ويتم فيه تناول قيادة المرأة للسيارة بين مؤيد ومعارض، بالرغم من أنهم مجمعون إن القيادة بحد ذاتها ليست محرمة شرعاً فالمؤيدون يرون ضرورتها لاعتبارات اجتماعية واقتصادية، وأن القاعدة الفقهية درء المفاسد مقدمة على جلب المصالح ليس موقعها في قيادة المرأة، وإنما في وجود السائق الذي أصبحت معه الخلوة مشاهدة، أما المعارضون فينظرون أن قيادة المرأة للسيارة سوف يعرضها إلى مشاكل ومضايقات كثيرة، ولاسيما أن المملكة مترامية الأطراف، فالتنقل بين مدنها وقراها يحتاج إلى الآلاف من الكيلوات مما يجعل المركبة التي تقودها المرأة عرضة للأعطال ويجعلها تستعين بالرجل الأجنبي، هذه الآراء هي السائدة في أحاديث الناس وتطلعاتهم، أما بالنسبة لرأيي فأنا في الوقت الحاضر أنظر إلى أن قيادة المرأة للسيارة وقتها غير مناسب وسوف يحدث انقسام داخل المجتمع السعودي وربما يقود إلى فتنة عظيمة لأن الغالبية لا تريد ذلك، فطالما أن الانقسام موجود، فلماذا لا نفكر في الجانب السلبي الذي سوف يحدث عندما تقود المرأة السيارة، والتي من أهمها زيادة مشاكل المرور التي تعاني منها كافة مدن المملكة ولاسيما الكبيرة منها مثل الرياض ومكة وجدة والمدينة، والذي أصبح ظاهرة مقلقة للسكان والقادمين لهذه المدن لما يلاقونه من زحام شديد والتأخر في قضاء حاجاتهم والوصول إلى أعمالهم، أما بالنسبة للمشاكل الأخرى فهي تتعلق بأمور اقتصادية سوف تزيد من معاناة بعض الأسرة السعودية، لأن بعض المواطنين يعاني من الديون حيث إن المنزل والسيارة والحاجات الكمالية الأخرى كلها عن طريق التقسيط، فما بالك عندما تقود المرأة السيارة؟ ماذا سوف يحدث؟ بلا شك سوف يربك ميزانية الأسرة ويهدد تماسكها.

ونتذكر عندما تم السماح بخادمات المنازل، ماذا حدث في الأسرة السعودية من مشاكل داخل الأسرة؟ فمعظم الأسر أصرت على رب الأسرة أن يستقدم لها خادمة بالرغم من أن الحاجة غير ملحة إليها، ولكنه التقليد الأعمى (وشن زودنا عن غيرنا) ونتيجة لهذه الضغوط استجاب رب الأسرة مكرهاً أخاك لا بطل، إذا أخذنا بالاعتبار المعاناة التي يعيشها أرباب الأسر مع أولادهم الذكور الذين يطالبون آباءهم وهم في المرحلة الثانوية في شراء سيارات لهم، محتجين بزملائهم الآخرين، بالرغم من أنهم لم يبلغوا السن القانونية للحصول على رخصة القيادة والذي عادة يكتفى بتصريح من المرور، وهذا السيناريو سوف يتكرر مع البنات، وربما أشد تأثيراً لأن المرأة تعيش الرومانسية في حياتها كلها، فترغب أن يكون بيتها جميلاً وأثاثها وسيارتها كذلك وما تحويه من إكسسوارات التي نشاهدها في سياراتها التي يقودها السائق، فكبف عندما تقود السيارة بنفسها؟.

أيضاً أحب أن أشير قبل أن أختم إلى ورش صيانة السيارات داخل المملكة، نجد أن معظم أصحاب هذه الورش غير متخصصين مهنياً ويتعلمون في بلادنا من خلال إخضاع سياراتنا لتجارب التعلم في إصلاحها، وقد عانى الكثير من المواطنين من سوء الخدمة المقدمة منهم، فكيف عندما تقود المرأة السيارة؟ سوف يزيد الطين بلة. والله من وراء القصد.

mid@abegs.org

مقالات أخرى للكاتب