Thursday 31/10/2013 Issue 15008 الخميس 26 ذو الحجة 1434 العدد
31-10-2013

أوباما... الحلفاء الجدد!

سأعود بكم قليلا إلى العام 2008، وهو العام الذي شهد فورة لم يسبق لها مثيل في متابعة الانتخابات الأمريكية، في كل أنحاء العالم، وفي البلاد الإسلامية، والعربية تحديدا، وما ذلك إلا لأن المرشح الأبرز كان من أصول أفريقية، ووالده مسلم، ثم أعقب ذلك احتفالات صاخبة بفوزه، وما زلت أذكر أن بعض الوعاظ تحول إلى محلل سياسي، وكتب يبشر بقرب فتح القدس، بمساعدة من هذا الرئيس الذي يشبهنا!، وحتى حينما كتبنا عن تاريخ أوباما السياسي، والطريقة التي تم تقديمه بها، وقلنا إنه يظل، رغم أصوله العرقية، والدينية، رئيس للولايات المتحدة، التي يحكمها نظام مؤسساتي صارم، ومرسوم، فإن كثيرين لم يأخذوا ذلك على محمل الجد، بل ظنوا أن ساعة الفرج آتية لا ريب فيها مع هذا الفارس الجديد، كما أسماه أحدهم، في مقال غزلي، وعاطفي طويل!

أثناء مناظرة أوباما مع خصمه الجمهوري، السيناتور جون مكين، قبيل انتخابات 2008، ركز أوباما حديثه على أهمية مشروع إنتاج النفط الصخري، وغيره من المشاريع التي ستمكن الولايات المتحدة من الاستغناء عن نفط الخليج مستقبلا!، وكان قد كرر ذلك مرارا، قبل، وبعد تلك المناظرة الشهيرة، وقد قرأ كثير من المعلقين ذلك على أنه خط جديد لبناء الأحلاف السياسية، وهذا الخط لا يؤمن بأهمية المحافظة على العلاقات التاريخية الوطيدة بين الولايات المتحدة، ودول الخليج، ثم جاءت الثورات العربية، وأثبتت بما لا يدع مجالا للجدل أن إدارة أوباما هي رأس الحربة في مخطط تمكين تنظيم الإخوان من الحكم في منطقتنا الملتهبة، وهذا ليس خط أوباما كرئيس، بل رؤية تبلورت بعد أحداث سبتمبر من خلال كبار المفكرين الأمريكيين، وعلى رأسهم فريد زكريا، وقد كتبت، وكتب غيري عن ذلك منذ سنوات سبقت الثورات العربية، أو ثورات تمكين الإخوان المسلمين من الحكم، إن شئت الدقة، فما هي هذه الرؤية؟!

هذه الرؤية ترى أنه لا سبيل للقضاء على الإرهاب، أو تخفيف حدته على الأقل، إلا من خلال تمكين الأحزاب الإسلامية المسيسة من حكم البلاد العربية، وهذا - من وجهة نظرهم- سيخفف من حدة احتقان الشعوب العربية ضد الغرب، والولايات المتحدة خصوصا، لأنها -أي الشعوب العربية والإسلامية- ترى أن الولايات المتحدة تدعم -تاريخيا- الديكتاتوريين العلمانيين في العالم الثالث، إذا فتمكين المتأسلمين (تنظيم الإخوان) من حكم الشعوب العربية سيساهم في القضاء على الإرهاب، أو تخفيف حدته، فهل يا ترى نجحت هذه الخلطة العبقرية، التي تبنتها إدارة أوباما حرفيا، ولا تزال، رغم كل المعوقات، ورغم الفشل الذي منيت به الثورات الإخوانية في العالم العربي، والإجابة تحتاج إلى مقال مستقل.

ahmad.alfarraj@hotmail.com

تويتر @alfarraj2

مقالات أخرى للكاتب