Saturday 02/11/2013 Issue 15010 السبت 28 ذو الحجة 1434 العدد

الهلال صانع الحدث دائماً

لم يعد خافياً على المتابع الرياضي بأن مسألة شعبية الفرق السعودية قد حُسمت بصورة قطعية لصالح فريق الهلال، هذه الحقيقة ليست نابعة من العاطفة والميول ولكنها تنطلق من لغة المال والأعمال التي لا مكان فيها للعاطفة إطلاقاً ولا تعتدّ بأي مقاييس سوى مقياس الربح والخسارة، وإلا كيف نفسّر إخفاق تكتل (الشباب والاتحاد والأهلي والنصر) في إقناع شركة الاتصالات السعودية لمواصلة رعاية الشركة لفرقهم في الدوري؟! فيما الهلال لوحده (يتدلل) على شركة (موبايلي) في كل موسم!! لماذا رفضت الاتصالات السعودية الاستمرار مع فرق كبيرة وذات قاعدة جماهيرية وتاريخ بطولي حافل بل و(حظوة إعلامية غير مسبوقة) فيما (موبايلي) تنفّذ في كل عام معظم تعديلات الهلاليين على عقد الشراكة الاستراتيجي؟! بل سأذهب إلى أبعد من ذلك إذ أكاد أجزم بأن نادي الهلال لو قرر فسخ عقده مع (موبايلي) ستكون أول شركة تخطب ودّه هي شركة الاتصالات السعودية، حيث ألمح بعض مسؤوليها السابقين إلى شيء من هذا في تصريح إعلامي سابق! إذن كل ما حدث ليس له إلا تفسير واحد فقط بأن (الهلال هو النادي الجماهيري الأول في المملكة) وشعبيته الجارفة مغرية لكل رأس مال يطمح بزيادة مداخيله، وبالتالي فإن السؤال الجدلي المستهلك حول أكثر الفرق شعبية في المملكة بات يُوضع في الغالب لتحريك الأجواء في الوسط الرياضي عبر البرامج الرياضية أو وسائل التواصل الاجتماعي وهو حق مشروع لكل من يريد تسويق نفسه أو برنامجه لكن عندما يحين وقت الجدّ لا يصح إلا الصحيح، إذ لا يمكن لشركة محترمة أن تقامر بأموالها بسبب العاطفة! لأن المكاسب المادية هي الدافع الأول والأخير لرعاية هذا الفريق أو ذاك، أقول ذلك رغم أنني أتفهّم الأثر السلبي الكبير على أندية التكتل عندما تُضرب ميزانياتها في الصميم ويتم تكبيل أيديها، فلا هي تستطيع التحرك لتصرف الأموال على تجديد عقود اللاعبين على حساب انتظام أوقات تسليم مرتباتهم ومرتبات الأجهزة الفنية والعاملين في النادي، ولا تستطيع بذات الوقت الوفاء بالتزاماتها المُسبقة مع الجهات الأخرى المبنية على أساس استمرار العقد السابق مع شركة الاتصالات، فأصبحت الحالة كئيبة ذات طابع درامي موغل في (التراجيديا) عندما تتصور الحالة بعد عشرات الملايين التي كانت تضخّها الاتصالات ينقلب الحال إلى مبالغ زهيدة من شركات للمخابز وزيوت السيارات بالكاد تغطي مصاريف الفريق الأساسية مع كامل الاحترم للجميع، بل قد وصل الحال بأحد أندية (التكتل) إلى عدم الحصول حتى على دعاية محل بسيط للتموين المنزلي! فاضطرت إدارته إثر ذلك لوضع الموقع الإلكتروني للنادي على قميص الفريق ليبدو القميص كما لو كان صفحة (ماسنجر) بعد أن كان يزهو بشركة الاتصالات العريقة! نعم إنني أدرك تماما حجم هذا التغيير ولا شك بأن العمل الجاد مطلوب من جميع أندية التكتل أكثر من أي وقتٍ مضى للقيام بكل متطلبات فرقهم والتزاماتها.

إن فريقا بحجم وكمال (الهلال) يُغري بفخامة اسمه ورسوخ رسمه كل شخص أو منظمة لكي ينال نصيبه من بريقه الوهّاج الذي يضمن الشهرة لكل من يسعى إليها بأسرع وقت، حتى وإنْ كانت الوسيلة إلى ذلك موغلة في السوء وعدم المهنيّة، أحدهم يكتب في الشأن العام يزعم بأنه ينطلق من (ضمير متصل) ويوشك على القول بأنه يملك عصا (موسى) لحلّ المشكلات، هذا الأكاديمي الذي يُفترض أنه يعرف أبجديات الكتابة الصحفية، حيث البحث والتقصّي عن المعلومة والتأكد من صحتها ثم عرضها على القراء، خرج علينا ذات يوم - ولست أدري إنْ كان قد أسرف في تناول لحوم الأضاحي - ليقول بأنه غير متابع للرياضة ولا يعلم شيئاً عنها لكنه تحدث بإسهاب عن موضوع العنصرية وصبّ جام غضبه على الهلال وجمهوره ووصفهم بأبشع الأوصاف!! لاحظوا أنه (ليس له علاقة بكرة القدم)!! مما دعاني للتساؤل: هل هذا النموذج الأكاديمي يستحق الاحترام وهو يُصدر حُكْماً فاصلاً في موضوع لم يتم بعد حسمه في لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم - وقت نشر مقاله -؟! لا أعتقد بأنه يستحق الاحترام. نموذج آخر ولكنه هذه المرّة من منسوبي الشريك الإستراتيجي!! وربما أنه لم يزل (مغبوناً) من عقد الهلال مع شركة موبايلي! هذا (المغبون) على ما يبدو أخرج (المتصدر) المتربع في صميم فؤاده ليتحدث إلى وسائل الإعلام بكل كبرياء كما لو كان أحد أحفاد الذي وقّعوا وثيقة استقلال الولايات المتحدة!! ولا يملّ من تكرار المزايدة على الفوائد المهولة التي جناها هو شخصيا قبل الشركة بعد الشراكة مع الهلال! يا للعجب!! كيف يسمح لنفسه التحدث بهذه الطريقة والناس لم تعرفه أصلاً إلا بعد توقيع العقد مع الهلال؟! ثم إن لغة (عطيناهم وزدناهم) هذه تقال عندما تصبح (موبايلي) من أملاك السيد الوالد وتصبح أنت أيها (المغبون) وصيّاً على الورثة!! لكن ماذا عساي أن أقول وأنا بصدد نموذج أُصيب بصدمة التحول المفاجئ من (عمومي للخصوص)! وفعلاً ( إذا لم تستح فاصنع ما شئت!)، وهنا أتساءل هل يُرضي إدارة الهلال أن يأتي شخص في موقعه ليتحدث بكل هذه الصفاقة؟! هل يرضيهم ذلك؟! أم هل يوجد في عقد الشراكة نقطة تنصّ على السماح لهذا المغبون التحدث بما شاء وكيفما شاء والتقليل من شأن الهلال؟! أسئلة حائرة يتمنى المدرج الهلالي الكبير الاستماع إليها.

تغريدات

- بغضّ النظر عن محتوى الحديث الإعلامي الأخير للكابتن سامي الجابر مدرب نادي الهلال لكن الغريب ردود الفعل الواسعة والغريبة.

- أشخاص ليس لهم أي حضور في المشهد الرياضي خرجوا عندما تحدث سامي.

- (مهنيّة البطيخ) كانت حاضرة بوضوح في التعاطي مع حديث سامي.

- موضوع حديث سامي يستحق مقالا مستقلا لأنه كشف الكثير من الأوراق.

- النجم الوفيّ صالح السلومي حامي عرين الهلال السابق هو الآخر تحدث بحديث مختلف.

- السلومي من جيل الكبار الذين حفظ التاريخ لهم منجزاتهم وعندما مُنح الفرصة كاملة تحدث بصراحته المعهودة وقال ما يودّ الكثيرون قوله تجاه الهلال ووضع الرياضة السعودية عموما.

- وسم (متصدر لا تكلمني) في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) كشف بجلاء ووضوح مستوى الأمل وفارق الطموح.

- التفاعل الهائل عبر كل الوسائل مع وسم (متصدر لا تكلمني) يكشف مدى المعاناة الحقيقية للجمهور الأصفر.

- المشجع النصراوي الذي وُلد عام 1975م لم يفرح حتى الآن ببطولة مسابقة كأس سمو ولي العهد!! فيما مواليد عام 1991م لم يشاهدوا فريقهم النصر فائزاً بكأس الملك حتى تاريخه! أما مواليد عام 1996م فلم يشاهدوا فريقهم حتى الآن يحمل كأس الدوري.

- من هنا ربما يُلتمس العذر جراء صدمة الصدارة والاحتفاء غير المسبوق بها كما لو كانت بطولة.

محمد السالم

موضوعات أخرى