Tuesday 05/11/2013 Issue 15013 الثلاثاء 02 محرم 1435 العدد
05-11-2013

مقهى القطط!

يسعى جون إيلي وكيري كرادوك بافتتاح مقهى جديدة في بريطانيا يحمل اسم (كونيكو)، وهو المرادف الياباني لكلمة (قطة صغيرة). وقد اعترضت مؤسسة (حماية القطط) على وضعها في فضاء محصور مع جماعات متغيرة من الناس بحجة أنه قد يتسبب بإجهاد وتوتر وضغط على هذه القطط!

لازلنا في حديث عن القطط وليس البشر الذين يعانون في معظم بلاد العالم من الجوع والتشرد وانتشار الأوبئة، إما بسبب الحروب أو الجفاف أو الأوضاع الاقتصادية المختلفة.

فبين قطط بريطانيا المدللة وبين أطفال سوريا المشردين بون شاسع؛ ففي حين أن أطفال سوريا بالذات يموتون بسبب الجوع والهزال الشديد وتداعي الأمراض؛ تخشى منظمة حقوق الحيوان أن تتعرض القطط للإرهاق والتعب عندما توضع على قرب شديد من العديد من القطط الأخرى، لذا فإنها اعترضت على المقهى بوضع 8 أو 10 أو 12 قطة أو أكثر في مكان محصور، حيث يبدو مرهقاً جداً للقطط!

ولم ينسَ مالكا المقهى الاستعانة بعلماء نفس الحيوان وإجراء البحوث المناسبة لهذا الغرض التي أظهرت أن القطط ربما تكون (سعيدة جداً) بالعيش مع بعضها، بل إن البعض منها يفضل رفقة الآخرين من بني البشر! وأظهرت قطط أخرى أنها يمكن أن (تترفع) وتبتعد إذا كانت لا تريد الاتصال مع الناس في المقهى!

أشعر ببوادر ارتفاع في الحرارة وأنا أكتب هذا المقال الذي يظهر مدى العناية بالقطط في بريطانيا، بينما تعاني سيدات وأطفال وخدم من العنف والإيذاء في الشرق الأوسط على وجه التحديد، وفي البلاد الإسلامية عموماً دون وجود أدنى تفاؤل برفع الضرر. هذا عدا عن قططها التي لم تسلم من حجر يتبعها، أو حذاء يتعقبها حينما تفكر في التسلل إلى البيوت برغم أن وجودها يحقق التوازن بين القوارض والحشرات.

ما يثير الحنق ويؤجج الأسى أن المشردين واللاجئين في سوريا عمدوا لأكل القطط حينما عز الغذاء ونقص التموين في بلد كانت تمد العالم العربي بجميع أنواع الخضراوات والفواكه والبقوليات. وأجزم أن صورة الطفل التي تظهر في التلفزيون وهو يقول: (جئت أبحث عن خيارة) تهز الضمير وتدمي القلب.

يا طفلي الصغير: عذراً عن عجزي، وتخاذل العالم عن نصرتك، فنصفهم مشغول بمصالحه، والنصف الآخر مأخوذ بمقهى القطط!!

rogaia143@hotmail.com

Twitter @rogaia_hwoiriny

مقالات أخرى للكاتب