Wednesday 06/11/2013 Issue 15014 الاربعاء 03 محرم 1435 العدد
06-11-2013

أغلال..!

قد يبدو الانزعاج من بعض المواقف غامضاً لا تستطيع الإمساك بأسبابه.. كالتقزز حد “القرف” من الكذاب في أغلب حديثه.. لن تجد له موطئ عذر.. إلا أن ما يزعجك حقاً ليس عدم ثقته بك.. إنما الإهانة السافرة بوجهها القبيح لعقلك وإدراكك.. وألف سؤال يلفه حول عنقك كحبل مشنقة يدفع صبرك بوقاحة نحو الانفجار.. فهل ترمي الحقيقة بوجهه وتحرجه؟.. أم تتحمل الوقت المهدر في عبثه كي يمضي! الخيار يخضع لظرف الزمان والمكان وطبيعة العلاقة.

لا شك أنها لعبة أقحمت بها ولا تروقك.. والوضع هناك يشبه إلى حد قريب تلك اللحظة الفاصلة في علاقة روتينية أخذت من حياتك الكثير.. دون أن تمنحك سبباً للبقاء.. أو نتيجة نحو المستقبل.. وجدت نفسك فيها على مفترق الطرق دون هدف.. سوى أن وقتك مشاع للآخرين دون قيد أو شرط.. مرت السنوات وأنت نفسك لم تتقدم خطوة واحدة.. ولست مرتاحاً.. تشعر بلسعة احتياج للتغير.. وتردك اعتبارات شتى.. كالعشرة.. والصداقة..والعرف.. والقرابة.. والمصلحة أحياناً.. وفي ميزان حياتك الضائعة.. بالطبع لن تزن تلك الاعتبارات شيئاً عندما يحين الموت وأنت لم تكن يوماً أنت.. إنما مخلوق يسير وفق ما يشده القيد ولا يكسره!

وعندما تقرر التغير.. أو الاختلاء بنفسك لنفض الغبار عن أوراقك المكدسة في غرفة التأجيل والتسويف.. ستقابلك رياح عاتية لتنال من أولوياتك.. في محاولة يائسة أو متمردة.. لرفض انسحابك من الدائرة المغلقة لنحر الوقت والأهداف.. وقد تكون استثارة عاطفتك السلاح الأقوى لثنيك عن العيش لنفسك.. وبعده نثر بذور التشكيك في صحة قرارك.. وإثارة مخاوف لم تخطر ببالك.. وكل محاولاتهم ليست أكثر من زوبعة بفنجان.. ما أن تبدي الجزم.. حتى تتراجع تلك الأيادي الممتدة عن قلبك وعقلك.. لأن من يحبك فعلاً تسعده سعادتك وإن كانت خارج نطاق حياته أو سيطرته.. ومن يحترمك يقدر معنى الخطوط الجديدة التي ترسمها لحدود مملكتك.. أما من يستفيد من استعبادك.. أو تنقطع مصلحته بابتعادك.. تأكد أنه سيقاتل ليستردك ويعيدك لذات المعتقل.. تحت جناحه الثقيل!

وتلك سنة الخلق في مصالحهم المادية والمعنوية.. نادراً من تجده يستقبل قرارك بدعم وتأييد.. ويتنحى عن طريقك لتكمل مسيرك بعيداً عن طريقه.. ويكتفي بالتلويح ودعوات صادقة أن يكون دربك سهلاً وموفقاً.. فهو لم يعتبرك من ممتلكاته الخاصة.. إنما يريد منك بقاءً حراً طليقاً.. ولا يقبل صحبة جبرية.. أو سلطوية.. ويعلم يقيناً أن رفقته جنة يشتاق لها الراحلون.. لذا هو الواثق والصديق الصدوق.

amal.f33@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب