Wednesday 06/11/2013 Issue 15014 الاربعاء 03 محرم 1435 العدد
06-11-2013

أرامكو وتراجع برامجها الاجتماعية

أرامكو تعتبر أكبر شركة بترول عالمية، وفي المملكة تحظى بسمعة متميزة كشركة رائدة في أعمالها وتنظيمها وانضباطيتها العملية. هذه السمعة الطيبة على المستوى الوطني جعل الحكومة توكل إليها بعض الأعمال التي تعتقد أنها تتطلب تميزاً معيناً في الأداء والدقة في التنفيذ حسب الأوقات المحددة، مثل جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وملعب جدة، ومدينة جازان الاقتصادية وغيرها. هذا التكليف يأتي من منطلق خبرة أرامكو والثقة فيها. حتى لقد خشينا على أرامكو من مثل هذا التوجه، فكتبنا في أحد المقالات «أرامكو ليست شركة مقاولات» وحذرنا من هذا الاندفاع في تكليف أرامكو بأعمال ليست من صلب تخصصها.

أرامكو امتازت تاريخياً في مجتمع المنطقة الشرقية بتوليها أعمال المسؤولية الاجتماعية مبكراً في وقت لم يكن مصطلح المسؤولية الاجتماعية رناناً كما نعهده اليوم. ومن أعمالها المشهورة دعمها في إنشاء مدارس وفق تصاميم متميزة ودعمها في تخطيط مشاريع ومدن المنطقة الشرقية وإنشاء أحياء متكاملة لمنسوبيها ودعمها لجامعات المنطقة وغير ذلك من المساهمات المجتمعية المتميزة.

السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل لا زالت أرامكو تقدم برامجها في المسؤولية الاجتماعية بنفس الكفاءة والتميز؟

وفق ملاحظتي فإن الإجابة هي النفي. برامج أرامكو في مجال المسؤولية الاجتماعية تحولت إلى الجانب الدعائي وتحولت إلى جانب مجاملة الأشخاص والمؤسسات الكبرى. فبدلاً من أن تسهم أرامكو في بناء مشاريع تعليمية كما كانت تفعل بالسابق أصبحت ترعى معارض ومناسبات لأهداف دعائية ولمجاملة أصحاب تلك المناسبات الاستعراضية، وأجزم أن مسؤولي أرامكو يدركون أن بعض تلك المناسبات ليس لها مردود اجتماعي موضوعي وليس لها مردود مفيد لأرامكو ومنسوبيها ومجتمعها، باستثناء الجانب الدعائي وجانب العلاقات العامة. افتقدنا مشاركات أرامكو ذات الهدف الاجتماعي والتنموي المستدام، والتي كانت تقوم بها دون دعاية أو تسويق إعلامي. افتقدنا برامج كانت لها قيمة مادية وتنموية كبرى ولا أعتبر مساهمة أرامكو في الإشراف على بناء ملعب أو جامعة ضمن برامج المسؤولية الاجتماعية التي اختارتها وإنما هي كلفت بها كشركة مقاولات تقبض ثمنها مضاعفاً.

أرامكو توسعت أعمالها في مناطق عديدة، وفرح الناس بتواجد أرامكو في مناطقهم علها تساهم في بعض مشاريع التنمية والإسكان والتعليم مثل ما فعلت في الماضي بالمنطقة الشرقية، لكنها لم تفعل وكأن ما فعلته سابقاً كان مرحلة تاريخية وانتهت. أرامكو تدرك أنه إذا كانت احتياجات المجتمع في الماضي كانت في إنشاء مقرات تعليمية فإن المجتمع بصفة عامة ومنسوبي ومتقاعدي أرامكو بحاجة الآن أكثر إلى خدمات صحية متميزة ومراكز اجتماعية متميزة. رغم ذلك هي لا تحرك ساكناً في هذا الشأن وتكتفي بتحويل منسوبيها السعوديين إلى المراكز الطبية التجارية وبعضها متواضع في بعض المناطق. بدلاً أن تفعل مثل ما فعلت في التعليم بأن تنشئ مراكز صحية نموذجية واجتماعية نموذجية في جميع المناطق التي تعمل بها. باعتبار هذا ما يحتاج إليه موظفوها ومتقاعدوها وعوائلهم وليس رعاية حفلات ومؤتمرات ومناسبات لأهداف الدعاية والعلاقات العامة.

في المقال القادم ساقدم - مجاناً- فكرة لأرامكو في مجال تطوير برامج مسؤوليتها الاجتماعية.

malkhazim@hotmail.com

لمتابعة الكاتب على تويتر @alkhazimm

مقالات أخرى للكاتب