Friday 08/11/2013 Issue 15016 الجمعة 04 محرم 1435 العدد
08-11-2013

تفعيل مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية

واصل وزير خارجية أمريكا جون كيري جولات الصيانة الدورية لمفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

كيري وكالعادة استمتع بجولاته المكوكية بين رام الله وتل أبيب، يسمع من نتنياهو لينقل إلى محمود عباس، ثم يعاود نقل ما سمعه من الرئيس الفلسطيني إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية.

لا جديد فيما يفعله كيري سوى سماعه مزيداً من المطالبات الإسرائيلية التي تعمل على تعقيد مهمة الأمريكيين الذين يريدون أن يحسنوا صورة أمريكا في الوطن العربي، فيصدمون بالتعنت الإسرائيلي الذي استمرأ الاسترخاء الذي تبديه إدارة أوباما، وانشغالها في تحسين الأوضاع الاقتصادية الداخلية الأمريكية، ليذهب الإسرائيليون إلى أبعد ما يمكن أن يفعلوه لتعقيد المفاوضات مع الفلسطينيين، وكان آخر عراقيلهم اشتراطهم أن يكون جدار الفصل العنصري حدود الدولة الفلسطينية المرتقبة والتي إن حصلت وفق هذه الحدود فلن يحصل الفلسطينيون سوى على 16 بالمئة من أرض فلسطين الحقيقية. أما الطلب التعجيزي الآخر فهو الاحتفاظ بغور الأردن تحت السيطرة الإسرائيلية سواء بالتأجير أو بتبادل الأراضي، أو بوضع اليد لفرض أمر واقع مثلما يفعلون في توسعهم بإقامة المستوطنات التي أصبح معروفاً لدى المتابعين بطرح عطاءات جديدة كلما شَّرف كيري للمنطقة..!!

إذن، ماذا سيجني الفلسطينيون من هذه المفاوضات العبثية التي تكرس «الأمر الواقع» الإسرائيلي الذي سيصبح من المستحيل تغييره خصوصاً في ظل الرعاية الأمريكية التي تجاوزت كل الحدود.

الأمريكيون يقولون إنهم لديهم الرغبة السياسية في تحقيق تسوية سلمية على أساس إقامة الدولتين، إلا أنهم يفتقدون إلى جدية الحسم في التنفيذ وخصوصاً فيما يخص وقف الاستيطان الإسرائيلي الذي يشكل أكبر عقبة في وجه تحقيق التسوية. وهنا لم يعد أمام الفلسطينيين سوى إعادة ملف قضيتهم إلى الأمم المتحدة لمعالجته سواء عبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، أو حتى مجلس الأمن الدولي، والطلب برفع يد أمريكا وإنهاء دورها الحصري في قيادة مفاوضات السلام بتوسيع «رباعية السلام» من خلال ضم الدول النامية المهمة، كالصين والبرازيل والهند وجنوب إفريقيا، وتغيير مبعوث الرباعية السيد طوني بلير الذي يحرص على تنفيذ شروط إسرائيل فيما يتجاهل الطلبات الشرعية للفلسطينيين.

كما أن على الدول العربية والدول الصديقة من دول عدم الانحياز أن تعمل على إيجاد قوة دولية من عدد من الدول لمعادلة الدعم الأمريكي المنحاز لإسرائيل، وقوة دولية من العرب والمسلمين إضافة إلى الهند والبرازيل وجنوب إفريقيا والصين وروسيا كفيل بإحداث التوازن لإعادة عملية السلام إلى الطريق الصحيح وإنهاء حصرية إدارة السلام على الأمريكيين وحدهم الذين أثبتوا عدم قدرتهم من التخلص من هيمنة القوى المساندة لإسرائيل حتى من داخل الإدارة الأمريكية والمؤسسات التشريعية والمالية الأمريكية.

jaser@al-jazirah.com.sa

مقالات أخرى للكاتب