Tuesday 05/11/2013 Issue 15013 الثلاثاء 02 محرم 1435 العدد
05-11-2013

وتمت محاكمة الرئيس المعزول

بدأت محاكمة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي وانتهت أولى جلساتها دون أن يحدث ما كان يتخوف منه الكثير من المصريين، على أساس التهديدات التي أطلقها أنصار الإخوان المسلمين.

المحاكمة عقدت في أكاديمية الشرطة في المجمع الخامس، الذي يُعدُّ امتدادًا لضاحية نصر. وكانت وزارة الداخليَّة قد أعلنت قبل ذلك أن المحاكمة ستتم في معهد أمناء الشرطة في ضاحية طرة، إلا أنّه وقبل 12 ساعة من بدء المحاكمة غيَّرت الموقع في إجراء وصفته المصادر المصريَّة بأنه (خدعة أمنيَّة) كانت تهدف إلى تشتيت تحرُّكات أنصار الرئيس المعزول وعدم تمكينهم من تحقيق حشد جماهيري، وإفشال خططهم لعرقلة المحاكمة، وفعلاً تمَّت الجلسة الأولى للمحاكمة بصورة عادية مثل باقي المحاكمات التي شهدتها أكاديمية الشرطة، وأحبطت الجماعات التي توجهت إلى ضاحية طرة، التي قدمت لها من المحافظات بحافلات استأجرت لهذا الغرض، كما أفرغت من جديد (الشقق) وأماكن السكن التي استأجرت في المنطقة القريبة من معهد أمناء الشرطة في طرة، حيث استأجرها أنصار الإخوان لغرض الاحتشاد وحتى الاعتصام لفترة تتواصل مع تواصل جلسات المحاكمة، إلا أن كل ذلك باء بالفشل بعد الإعلان عن تغيير مكان المحاكمة أو الإعلان عن الموعد الحقيقي الذي كان متفقًا عليه مع محكمة الاستئناف وأن إعلان معهد أمناء الشرطة في طرة كان للتمويه فقط...!!

بداية المحاكمة كانت عادية ومثلها مثل باقي المحاكمات التي شهدتها أكاديمية الشرطة، كمحاكمات الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، إلا أن هذه المرة دخل الرئيس المعزول محمد مرسي وهو يرتدي بنطلون جينز وجاكيت والمعتقلون الآخرون ثيابًا بيضاء (جلابيات) وهو ما جعل رئيس المحكمة أحمد صبري يوسف يوقف المحكمة ويطلب من محمد مرسي ارتداء الملابس البيضاء «الملابس التي يمثلون بها أمام القضاء» إلا أن مرسي رفض ذلك، مؤكِّدًا أنّه الرئيس الشرعي ويجب ألا يحاكم وأن يفترض خروجه من مقر احتجازه...!!

وبعد عودة المحكمة للانعقاد مرة ثانية ومع استمرار المتهمين في إطلاق الهتافات التي يقودها محمد البلتاجي وعصام العريان اللذان يطالبان بضم وزيري الدفاع والداخليَّة ومع استمرار هذه الهتافات استكمل القاضي جلسة الإجراءات، وتم إنهاؤها على أن تعاود الانعقاد في 8 يناير من العام القادم أيّ بعد شهرين وأمرَّ القاضي بنقل محمد مرسي إلى أحد السجون المصريَّة وتردّد لأول مرة سجن برج العرب في الإسكندرية بهدف عزل مرسي عن باقي قيادات الإخوان وأركان الحكم السابق.

وهكذا جرت الجلسة الأولى بشكل اعتيادي حتَّى وإن شهدت بعض الأماكن في القاهرة تجمعات وتظاهرات احتجاجية إلا أن الوضع اعتيادي يسجل نقاطًا إضافية لصالح السلطات الجديدة وتأكل من جديد رصيد الإخوان وفشل رهانات أنصارهم.

jaser@al-jazirah.com.sa

مقالات أخرى للكاتب