Thursday 31/10/2013 Issue 15008 الخميس 26 ذو الحجة 1434 العدد
31-10-2013

بؤساء مخيم لابرتي يواجهون الموت

يومٌ أجبر المعارضين الإيرانيين من مناضلي مجاهدي خلق في معسكر أشرف في محافظة ديالى رحيلهم إلى معسكر لبرتي قرب بغداد، كان الاتفاق أنهَّم لن يبقوا في هذا المخيم سوى أشهر قليلة ينقلون بعدها إلى خارج العراق وإلى دول أوروبيَّة تقبل بهم كلاجئين. وكانت أحد الأسباب التي تحججت بها حكومة نوري المالكي بأن معسكر لابرتي سيكون أكثر أمنًا وأنه سيكون أكثر تنظيمًا سواء من حيث النظافة أو توفر الخدمات الطّبية، ليظهر بعد ذلك كذب كل هذه الادعاءات، فبالنسبة للأمن تعرض معسكر لابرتي في ثلاث مرات للقصف الصاروخي الذي تسبب في مقتل العديد من سكان المخيم من اللاجئين الإيرانيين. كما قامت قوات «سوات» التابعة لمكتب نوري المالكي باقتحام المخيم أكثر من مرة مما تسبب في وفاة العديد من سكانه وخصوصًا النساء والأطفال. أما الخدمات الصحيَّة فاختفت بل غابت كليًّا لعدم نقل المراكز الصحيَّة والمستشفيات التي كانت معسكر أشرف، كما أحكم الحصار على المقيمين في المعسكر ومنع دخول وخروج أيّ شخص له باستثناء رجال المخابرات، الذين يحصلون على تراخيص من مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي.

ولاحظ المتابعون لمأساة اللاجئين الإيرانيين في العراق أن مأساة هؤلاء تتفاقم وتزداد قتامة كل ما زار مسؤول من نظام طهران العراق.

إِذْ يلجأ المسؤولون العراقيون إلى التضييق بل وحتى تعذيب سكان مخيم لابرتي. ولهذا ونتيجة للصمت المريب الذي يغشى المجتمع الدولي والسكوت عن جرائم حكومة نوري المالكي ومن أجل لفت انتباه الأسرة الدوليَّة وبالذات المهتمون بحقوق الإنسان نظم سكان مخيم لابرتي، الذي يبلغ عددهم أكثر من ثلاثة آلاف لاجئ إضرابًا عن الطعام منذ أكثر من ستين يومًا مضت، وهو ما أوصله لحالة يرثى لها وأصيب عدد منهم يإغماءات وتشنجات زاد من تفاقمها ندرة الأدوية وعدم وجود الأطباء والمراكز الطّبية، وهو ما رفع الحالة المأساوية في المخيم ودفع العديد من المنظمات الدوليَّة في كندا وألمانيا وبريطانيا وأستراليا وطبعًا بعض منظمات المجتمع المدني في العراق إلى الطلب من حكومة نوري المالكي مساعدة سكان مخيم لابرتي بتوفير الأغذية والأدوية والسماح بدخول المحامين إلى داخل المخيم لمقابلة المتضررين.

صرخة البؤساء في مخيم لابرتي تردد في أرجاء المخيم دون أن تجد صدى لها خارج المخيم، مما سيؤدي إلى تضرر، بل وفاة العديد من سكانه طالما لا يتحرك أحد لنجدتهم، ونحن إِذْ تلقينا هذه الاستغاثة نتعاطف مع هؤلاء البؤساء إنسانيًّا ونرجو أن ينضم كل الشرفاء إلى حملة إنقاذ هؤلاء اللاجئين، الذين يحاصرون بالجوع والمرض للقضاء عليهم في تواطئ فاضح من قبل حكومة نوري المالكي مع حكام طهران الذين أجبروا الملايين من الإيرانيين على الهرب من إيران ومع هذا يطاردونهم في الخارج للقضاء عليهم.

jaser@al-jazirah.com.sa

مقالات أخرى للكاتب