Sunday 10/11/2013 Issue 15018 الأحد 06 محرم 1435 العدد
10-11-2013

ARAMCO FOUNDATION

كتبت في المقال السابق عن تراجع مساهمات أرامكو ذات العلاقة بالمسؤولية الاجتماعية في جانبها النوعي والمستدام وتحول برامجها في هذا الشأن إلى برامج دعائية تصب في خانة بناء العلاقات العامة، لا أكثر. وللتوضيح فإن دعم حفلة تخرج أو حفلة عيد ليست من أعمال المسؤولية الاجتماعية المستدامة وإنما هي من أعمال العلاقات العامة التي تتيح للشركة ومسؤوليها أرامكو التواصل الإعلامي.

ولكي تستطيع أرامكو أن تكون مقنعة في هذا الشأن، فإنني أقترح عليها فصل أعمال المسؤولية الاجتماعية المتمثلة في دعم المبادرات والأبحاث العلمية ودعم الخدمات الاجتماعية والإنسانية والمدنية المتنوعة عن أعمال الشركة الرئيسة ليتم تقديمها عبر مؤسسة مستقلة تنشأ لهذا الغرض. هذه المؤسسة (ARAMCO FOUNDATION) المقترحة لها أمثلة عالمية وأقليمية، واقرب مثالين يعرفهما الكثيرون أقترح الاطلاع عليهما على المستوى الإقليمي هناك مؤسسة قطر وعلى المستوى العالمي مؤسسة فورد ذات العراقة التاريخية وهناك مئات المؤسسات المشابهة.. بل إن إدارة المؤسسات غير الربحية كتلك التي نقترحها أصبح علم يدرس على مستوى الدراسات العليا بالعديد من الجامعات العالمية.

هل تعلمون أن مؤسسة فورد أسسها هنري فورد وولده ادزيل عام 1936م بمنحة تقدر بخمسة وعشرين ألف دولار فقط، آنذاك، بغرض دعم المشروعات المحلية المحيطة بمصانع سيارات فورد بمتشجان والآن وقد توفي الأب والابن ومازالت المؤسسة تنمو حتى أصبحت نشاطاتها تغطي أرجاء العالم وتقدر أصولها بما يزيد عن اثني عشر ملياراً.. فهل تعجز أرامكو منفردة أو بالتضامن مع مؤسسات أخرى عن تأسيس مؤسسة برأس مال جيد تتولى تنفيذ البرامج النوعية الهادفة وذات الصفة المستدامة؟.. مؤسسة غير ربحية ذات مجلس إدارة مستقل وإدارة تنفيذية متمكنة تقدم برامجها وفق أسس مؤسسية علمية واضحة؟.

لا نهضم مبادرات أرامكو تاريخياً وقد يبرر البعض تراجعها كون القيادات العليا بأرامكو تعاني من الضغوطات التي تواجهها من قبل الجهات المختلفة و تضطر أحياناً تقديم بعض التبرعات دون دراسة كافية لجدواها الاجتماعية والخيرية والتسويقية عليها أو على المجتمع بصفة عامة أو أنها لا تجد الحافز المعنوي في البرامج المستدامة بقدر ما تجده في الأعمال الدعائية والإعلامية.. أو ربما أننا لا نلمس حجم الدعم الذي تقدمه أرامكو في مجال المسؤولية الاجتماعية بسبب عدم تقديمة ضمن إطار مؤسسي يحصره في مرجعية واحده تبرزه بالشكل الكافي.. من هنا نعتقد بإيجابية تأسيس مؤسسة غير ربحية مستقلة عن إدارة أرامكو التنفيذية تسهم في تقنين وتطوير تلك المبادرات لتتم وفق رؤى علمية منظمة ومخططة بشكل واضح.

مؤسسة أرامكو غير الربحية ستحقق الأهداف التالية:

1 - تؤسس لعمل مؤسسي في مجال الدعم الذي تقدمه أرامكو.

2 - تؤسس لعمل وقفي مستدام يجعل مشروعاتها الاجتماعية ذات تمويل ذاتي مستمر.

3 - تؤسس لنظام علمي في اختيار وتوثيق مبادراتها ومشروعاتها غير الربحية.

4 - تؤسس لعمل إعلامي وترويجي منظم يبرز مبادراتها بشكل أوضح.

5 - تؤسس لعمل محاسبي ورقابي في متابعة تنفيذ مشروعاتها وتبرعاتها ومخرجاتها.

6 - تؤسس لهوية (براند نيم) بارزه لأرامكو كمؤسسة غير ربحية رائدة في المسؤولية الاجتماعية.

أقترح أن تتبنى أرامكو تأسيس هذه المؤسسة مستقلة أو مع جهات أخرى كسابك والخطوط السعودية وغيرها، على غرار المؤسسات العالمية التي أشرنا إلى مثالين أو ثلاثة منها.. بل أتمنى أن تبدأ أرامكو لتحتذي بها بقية القطاعات المماثلة الكبرى كشركات الطيران وسابك والجامعات وشركات الأعمال الكبرى، لنجد بلادنا تنافس في الأعمال غير الربحية والمبنية وفق تأسيس علمي وتنظيمي واضح ومتميز.

malkhazim@hotmail.com

لمتابعة الكاتب على تويتر @alkhazimm

مقالات أخرى للكاتب