Tuesday 12/11/2013 Issue 15020 الثلاثاء 08 محرم 1435 العدد
12-11-2013

جمعية (الرأي) .. والرأي الآخر!

معالي الوزير الحبيب، قرأت عن جمعية كتاب الرأي وأنا وعشرات الكتاب لم نعرف عنها، فهل هي جمعية عامة أم خاصة؟ لك سلال من الود.

هذه الكلمات كانت إحدى تغريدات كاتب سعودي قدير في موقع التواصل الاجتماعي الشهير (تويتر)، على خلفية خبر اختيار مجلس إدارة الجمعية السعودية لكتاب الرأي، التي عُقدت جمعيتها التأسيسية مساء يوم الجمعة 20 ذو الحجة 1434هـ الموافق (25 أكتوبر 2013م) في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض.

وقد عقبت على تلك التغريدة متعجباً، لأن خبر عقد الجمعية كان منشوراً بشكل بارز ومساحة كبيرة في الصفحة الأخيرة لصحيفة (الجزيرة) في ذات يوم انعقاد الجمعية التأسيسية، فضلاً عن أخبار وإعلانات نشرت عن الجمعية منذ خبر موافقة الوزير على تأسيسها، وفي أكثر من صحيفة من أبرزها صحيفة (الجزيرة)، التي دعمت الجمعية صحافياً بشكل كبير، لحث جميع الكتاب السعوديين على المشاركة في جمعيتهم (الحلم).

تغريدة ذلك الكاتب لم تكن الوحيدة، التي تطرقت لجمعية كتاب الرأي، أو على جمعيتها التأسيسية، إنما على الأقل كانت قليلة الكلمات ومحددة العبارة، لكن الإشكال في بعض المقالات التي نشرت لكتاب وكاتبات عن الجمعية وضدها! كانت مدار حديث هاتفي دار بيني وبين الأستاذ خالد السليمان نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية، حيث بدت الحيرة بيننا تجاه هذا الموقف المتسرع ضد الجمعية، في وقت كنا نتوقع الدعم المعنوي، فضلاً عن الدعم المالي، ولكن كما يقول إخوتنا المصريين (لا خيرهم ولا كفاية شرهم).

غير أني والأستاذ السليمان كنا على رأي واحد كما هي حال بقية أعضاء الجمعية بتجاوز تلك الكتابات والتعليقات السلبية، فمن يريد البناء لا يهتم لضجيج المثبطين. رغم أن أحدهم توجس منها خيفة لأنها بنظره مجرد حلم هلامي، متسائلاً ماذا ستقدم هذه الجمعية وقد سبقتها هيئة الصحفيين، وهذا قياس غريب، كما تساءلت كاتبة عن طبيعة الجمعية، وهل ستكون (ذكورية)، رغم أن جمعية (كتاب الرأي) لا تختلف عن الجمعيات الأخرى التي هي عضو فيها، فهي مفتوحة للجنسين بدلالة أن الدكتورة عزيزة المانع عضو في مجلس إدارة جمعية الرأي بعد فوزها بالانتخابات، أما الأغرب بين تلك المقالات فهو حديث أحد الكتاب، الذي اعتبرها إهدارا للجهد ومضيعة للوقت، معلناً بكل غرابة الحرب عليها، وهو هنا يذكرنا بفتوة الحارة (ألعب أو أخرب)! ومنطقه في هذه الحرب أن المجتمع لا يؤمن بالرأي فكيف نقول (جمعية الرأي)، وفات عليه أنها جمعية (كتاب الرأي)، وتعجب من هذا الكاتب الذي يتحدث عن الرأي وهو لم يناقش عمل الجمعية وأهدافها، وفق هذه القيمة الحضارية، إنما كال التهم لأشخاص تعبوا ودفعوا من جيوبهم الخاصة لتقف هذه الجمعية على قدميها.

إن تجاوز مثل هذه المقالات السلبية جاء من المبدأ الفكري الإستراتيجي لهذه الجمعية بأن تتقبل (الرأي الآخر) مهما كانت حدته، لهدف تحقيق مسألتين الأولى تكريس فضيلة النقد وقيمة الرأي، والأخرى ترك خط رجعة لأولئك الكتاب المتسرعين فهذا أفضل من الدخول معهم في سجالات لا طائلة منها، بل قد تخسرهم بشكل نهائي.

alkanaan555@gmail.com

تويتر @moh_alkanaan

مقالات أخرى للكاتب