Wednesday 13/11/2013 Issue 15021 الاربعاء 09 محرم 1435 العدد
13-11-2013

(وش تقصد؟!)

توقفت عند هذا السؤال قبل أكثر من عقدين من الزمن .. تناولت بعضاً من بواعثه من وجهة نظري.. وهاآنذا أعود له مرة أخرى لنقف معاً على بعض مسبباته ودوافعه .. عدد من الشعراء حين يكتب نصاً ناضجاً استخدم فيه أدواته الفنية بوعي وتمكّن بحيث تجاوز بالنص حدود الفهم لدى القارئ العادي يُطرح عليه هذا السؤال المربك رغم بساطته.. من يطرح هذا السؤال يقول للشاعر بشكل غير مباشر أنا لم أفهم نصك بالكامل او بعضاً منه.. وهو في ذات الوقت يطلب من الشاعر أن يكتب في حدود فهمه ومساحة إدراكه وليس على استعداد أن يبذل أدنى جهد ذهني وفكري لاكتشاف النص ومحاولة فهمه.. هذا المتلقي الكسول تعّود أن يتعامل مع القصيدة بذات الاسترخاء الذي يمارسه حين يقرأ تحليلاً لمباراة في كرة القدم أو حفلة غنائية أحياها مطرب ما!

بعض المتلقين يريدك أن تكتب بسطحية لكي يفهمك ويطلب منك توضيحاً ما هو واضح ..وليس لديه استعداد لبذل جهد يسير من أجل فهم قصيدتك متى ما تجاوزت مساحة ما تعوّد عليه.. أثناء طفرة القصيدة الجديدة في الشعر الشعبي كان هذا السؤال هو الطبل الأسهل الذي يقرع عليه معارضو التجديد طرقاتهم .. لكن قطار التجديد سار وركب فيه الكثيرون وفات على الكثيرين اللحاق به وخبت جذوة هذا السؤال كثيراً إلا أن البعض ما زال يجتّره.. من يطرح هذا السؤال يريدك أن تنزل له مسافات كبيرة دون أن يصعد لك أمتاراً.

مغزى هذا السؤال مطلوب منكم أيها الشعراء أن تكتبوا قصائدكم الوجدانية والذاتية والوصفية وغيرها من الأغراض وفق الفهم الضيق للمتلقي العادي.. وعليكم أن تجعلوا كلماتكم وجملكم وصوركم وأخيلتكم حبيسة فهمه المحدود لأنه ليس على استعداد للتحليق في فضاءاتكم العالية.. أعلم أنكم لن تفعلوا ذلك.. فهل يعلم هو؟!!..

خطوة أخيرة:

لـ(الحميدي الثقفي)

أنام وأدخل قميص الليل من كمّه

وأخرج صلاة الفجر من كمّه الثاني

alahmad9090@hotmail.com

تويتر AhmedALNasser99

مقالات أخرى للكاتب