Sunday 17/11/2013 Issue 15025 الأحد 13 محرم 1435 العدد
17-11-2013

افتح مدرسة تغلق سجناً

أعلنت السويد مؤخراً أنها أغلقت خمسة سجون، بسبب تناقص إعداد المساجين، وبالتالي انتفاء الحاجة إلى تلك السجون. إنه حدث ملفت للنظر حقاً، خصوصاً وهو يأتي خلافاً لما هو قائم اليوم في العالم العربي والإسلامي. اليوم تثبت كلّ الدراسات والبحوث أنّ انتشار التعليم وتحسُّن جودته يؤدي بالضرورة إلى خفض كبير في معدّل الجريمة. لدينا اليوم 25 ألف مدرسة، فهل أدى هذا العدد الكبير من مدارسنا إلى تقليص عدد السجون وعدد المساجين؟، لا أظنُّ ذلك. هنا يصبح السؤال التالي منطقياً وضاغطاً: لماذا تزيد أعداد المدارس دون أن يصاحبها انخفاض في أعداد السجون والمساجين؟ الإجابة بكلِّ بساطة هي: لأنّ هناك خللاً فيما تقدمه تلك المدارس لطلابها. لكن السؤال يبقى قائماً: من أين أتى هذا الخلل؟، والإجابة بكلِّ بساطة أيضاً: الخلل حدث بسبب تواضع التعليم الذي تقدمه تلك المدارس لطلابها، لكن ما الذي أدى إلى تواضع التعليم الذي تقدمه مدارسنا؟ اسمحوا لي هنا أن أقدم لكم أهم أربعة أسباب لتواضع التعليم الذي تقدمه مدارسنا، وهي كما يلي: 1- ضعف آليات اختيار معلمي المستقبل وتواضع برامج إعدادهم (أسألوا قياس)، 2- غياب مساءلة ومحاسبة منسوبي التعليم بمستوياتهم المختلفة عن ضعف أدائهم (ما لم يرتكبوا فضائح أخلاقية)، 3- عدم قدرتنا على ترشيد اختيارنا لقياداتنا التعليمية في ضوء الكفاءة المهنية، بعيداً عن التأثيرات الجانبية، 4- بيئة مدارسنا القريبة من بيئة السجن (مبانٍ كئيبة وضيّقة ، وتعامل لا إنساني مع الطلاب - عبارات جارحة للطلاب مثلاً).

أستاذ التربية بجامعة الملك سعود

مقالات أخرى للكاتب