Sunday 17/11/2013 Issue 15025 الأحد 13 محرم 1435 العدد

في كلمة ضافية ازدان بها كتاب مسيرة مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات

خادم الحرمين: ليكن حوارنا مناصرة للعدالة في مواجهة الظلم .. والسلام في مواجهة الصراعات والحروب

الجزيرة - المحليات:

أصدر مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات «كايسيد» مؤخرًا، كتابًا يستعرض من خلاله مسيرة المركز وأبرز الإنجازات التي حققها لنشر ثقافة الحوار بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة وتهيئة الفرص لالتقائهم حول المشتركات الإنسانيَّة لإرساء قيم التفاهم والتسامح والتعاون في كلِّ ما ينفع الإنسانيَّة ويحفظ السَّلام العالمي.

وازدان كتاب مسيرة المركز بعبارات موجزة من خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله- للمؤتمر العالمي للحوار الذي عقد في مدريد، حيث قال فيها: «ليكن حوارنا مناصرة للإيمان في وجه الإلحاد والفضيلة في مواجهة الرذيلة والعدالة في مواجهة الظُّلم والسَّلام في مواجهة الصراعات والحروب والإخوة البشرية في مواجهة العنصرية».

وكتب معالي الأستاذ فيصل بن معمر الأمين العام لمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في مقدمة كتاب مسيرة المركز الذي سيتم إهداء نسخ منه للمشاركين في المؤتمر العالمي «صورة الآخر» الملامح والقيم المشتركة بين مختلف الأديان والثقافات، والذي ينظمه المركز خلال الفترة من 18-19 نوفمبر الجاري بالعاصمة النمساوية فيينا.

وأكَّد معالي الأستاذ ابن معمر في مقدمة الكتاب على ضخامة المسئولية المنوطة بالمركز في تنفيذ مبادرة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، مشيرًا إلى أن العمل جارٍ على تحقيق تطلعات خادم الحرمين الشريفين في إنشاء مؤسسة دوليَّة للحوار تمد جسور التفاهم والتعاون لما فيه خير البشرية بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة وأن هذه المسؤولية تشريف وتكريم وأمانة، فلا أنبل ولا أسمى من العمل من أجل تحقيق التعاون والتعايش السلمي بين أفراد الأسرة الإنسانيَّة الواحدة وزرع الخير بين الناس.

وأضاف معالي الأستاذ ابن معمر في تقديمه لكتاب مسيرة المركز «أن الحوار يقوم على تعدد وجهات النظر ليتشكّل في الأفق الحواري قدر من التساؤل المعرفي الذي ينأى عن التعصب للفكرة وينبذ الصدام بحثًا عن الحقيقة وعن الصورة الحوارية المثلى التي تجعل قيم المشترك الإنساني في الأخلاق والتسامح والتعاون هي الصوت الأقوى حضورًا في هذا الحوار».

وأضاف ابن معمر أن المعنى الكامن في تلاقي أتباع الأديان والثقافات يتجلَّى في كونه حوارًا إنسانيًّا بالدرجة الأولى وهو ما يسهم في التواصل المتميِّز الذي ينتج معرفة جديدة متنوعة تحترم الاختلاف الذي هو آية من آيات الله الواحد، لافتًا إلى أن مركز الملك عبد الله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات يتطلَّع بطموح كبير إلى تحقيق هذه الأهداف النبيلة وأن يكون مركزًا لإشعاع المعارف والثقافات والأفكار ومنبرًا للحوار المنفتح مع الجميع ومن أجل الجميع وإبراز القيمة الحضارية للتنوع البشري والعمل على إرساء القواعد والأسس التي تقوم عليها صروح التفاهم والتعاون بين الناس على اختلاف أديانهم وثقافاتهم.

وتَضمَّن كتاب مسيرة المركز عرضًا موجزًا لرؤية المركز التي تتلخص في أن الدين قوة فاعلة لتعزيز ثقافة الحوار والتعاون لتحقيق الخير للبشرية، وكذلك عرض لرسالة المركز في دفع مسيرة الحوار والتفاهم بين أتباع الأديان والثقافات المُتعدِّدة والعمل على تعزيز ثقافة احترام التنوع وإرساء قواعد العدل والسَّلام بين الأمم والشعوب.

وتروي صفحات الكتاب مسيرة المركز مترجمة لرؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز التي تجلّت بإطلاق مبادرته -حفظه الله- للحوار بين أتباع الأديان والثقافات ومراحل مأسسة هذه المبادرة التي توّجت بإنشاء مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات بدءًا من القمة الإسلاميَّة الاستثنائية التي عقدت بمكة المكرمة عام 2005م وزيارة خادم الحرمين الشريفين التاريخية للفاتيكان عام 2007م ولقائه بالبابا بنديكتوس السادس عشر وتبادل الأفكار حول المبادرة، وأيْضًا دعوة خادم الحرمين الشريفين للمؤتمر الإسلامي العالمي للحوار الذي عقد بمكة المكرمة عام 2008م وتأييد علماء العالم الإسلامي لطرح المبادرة وما أسفر عنه المؤتمر من تبني الدعوة إلى إنشاء مركز عالمي متخصص في الحوار بين أتباع الأديان والثقافات وكذلك خلال المؤتمر الدولي الذي عقد في مدريد عام 2008م الذي أصدر بيانًا وضع فيه اللبنة التأسيسية العالميَّة الأولى للمركز، وكذلك تبني الأمم المتحدة للمبادرة في اجتماعها الاستثنائي الذي عقد في 2008م وأيدت فيه بيان مؤتمر مدريد، وجميع تلك المؤتمرات تمَّت بإشراف رابطة العالم الإسلامي التي قامت بدورها في تأسيس هذه المبادرة وتحويلها لواقع ملموس، وما تلا ذلك من إجراءات توّجت بالتوقيع على اتفاقية تأسيس المركز بين المملكة العربيَّة السعوديَّة وإسبانيا والنمسا واختيار مدينة فيينا مقرًا للمركز، وصولاً إلى حفل تدشين المركز في 26 نوفمبر 2012م بحضور أكثر 850 شخصيَّة من القيادات الدينيَّة والسياسيَّة والمفكرين وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجيَّة نيابة عن خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله-.

وتَضمَّن الكتاب أبرز إنجازات المركز منذ تدشينه التي تضمنت إطلاق ثلاثة برامج هي:

1- «صورة الآخر» الذي يهدف إلى استبدال المفاهيم الخاطئة بين أتباع الأديان والثقافات بنظرة أكثر موضوعية ومصداقية واحترامًا، وتَضمَّن عقد عدد كبير من اللقاءات وورش العمل في النمسا وإثيوبيا والهند والأرجنتين.

2- مشروع الزمالة الدوليَّة الذي يستهدف الشباب الطامحين للعمل في مجال الحوار بين أتباع الأديان والثقافات بما يمهد لوجودهم القيادي المستقبلي كسفراء للحوار في مجتمعاتهم.

3- برنامج «تعاون أتباع الأديان والثقافات من أجل سلامة الأسرة والطفل وحمايتهم» الذي يقدم المركز من خلاله نموذجًا لمجالات التعاون بين القيادات الدينيَّة فيما ينفع البشرية.

وازدان الكتاب بعدد كبير من الصُّور الفوتوغرافية التي توثق لمسيرته وتحول رؤية خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات إلى هذا الصرح الكبير الذي يعد أول مؤسسة عالميَّة مستقلة للحوار بين أتباع الأديان والثقافات.

موضوعات أخرى