Sunday 24/11/2013 Issue 15032 الأحد 20 محرم 1435 العدد
24-11-2013

التوقيت الشتوي

في عام (1390هـ - 1970م)، وتحديداً عند غروب الشمس ورفع الأذان، يُخرج منصور ساعته من جيبه الأمامي، ويضبطها على الساعة الثانية عشرة تماماً حيث يؤذِن النهار بالرحيل ويحل ظلام الليل.

ما يفعله منصور يقوم به أهل نجد عامة حيث يتم التعامل مع التوقيت الغروبي، ولا يعترف معظمهم بالتوقيت الزوالي؛ لأنه بزعمهم توقيت الكفار!

ورويداً رويداً صار التوقيت الزوالي يحتل الزمان، ويسيطر على المكان، عندما أصبح يؤقت به في الدوام الرسمي للدولة، حيث المدارس والدوائر الحكومية والشركات والمؤسسات الخاصة، بينما أصر (الشيبان) على التمسك به؛ لأنه بزعمهم شرعي حيث تكمل الساعة دورتها النهارية، وتجتمع عقاربها، وتتعانق عند الثانية عشرة تماماً وقت أذان المغرب، وعندها تتوقف الأعمال المرتبطة بالضوء والنور، وتبدأ السكينة والهدوء!

ولا أكتمكم حديثاً بأنني أميل للتوقيت الغروبي لملاءمته للطبيعة الإنسانية، حيث تبدأ به ساعات النهار والليل الحقيقية، فالساعة الثانية ليلاً تعني انقضاء ساعتين على غروب الشمس وبداية الليل، والساعة الخامسة ظهراً تعني أن النهار قد بدأ منذ خمس ساعات! إلا أن التزامن مع العالم والتناغم مع سكان المعمورة يعد من ضرورات الحياة ومقتضيات العصر!

وتبعاً لذلك فإن دولاً من العالم الفسيح لديها توقيت شتوي وتوقيت صيفي، وهو فطري من الدرجة الأولى، ولو لاحظ القراء الكرام أنه يرفع أذان المغرب شتاء بالرياض عند الساعة الخامسة مساء، أما في الصيف فينطلق الأذان نحو السابعة، وبفارق ساعتين، بينما يمر اليوم بشكل عادي وبرامج التلفزيون تبث في أوقاتها المعتادة صيفاً وشتاء، ويخرج الطلبة شتاء لمدارسهم في شدة الظلام. ولو تم تأخير التوقيت ساعة مع دخول فصل الشتاء، وبالتحديد من بداية شهر أكتوبر من كل عام، وإعادته في شهر مارس، لأصبح الفارق بين أذان المغرب في التوقيتين ساعة واحدة بدلاً من ساعتين، ولخلد الناس إلى نومهم باكراً لما تقتضيه طبيعة الشتاء الباردة ورغبة الناس في النوم وتناغماً مع طبيعة الجسد، فضلاً عن انبلاج الضوء قبل توجُّه الطلبة لمدارسهم والموظفين لأعمالهم.

وبرغم سرعة دوران عجلة التنمية عالمياً، وتسارع الشعوب لتحديث معلوماتها والمنافسة على أشدها، إلا أن البعض يعد الوقت باكراً على تطبيق هذا التوقيت الحضاري، ولاسيما أننا ما زلنا نحلل مدى مناسبة الدراسة والعمل يوم الخميس بدلاً من السبت! وما فتئت ثلة من الناس تترحم على (ربوعنا فَـلـَّة!). ولكن ما يدريك لعل مقالة قصيرة تساهم في التغيير!

رحم الله تلك الأجساد الطاهرة التي وافاها الأجل وهي تعتقد أن التوقيت الزوالي (توقيت الكفار)!!

rogaia143@hotmail.com

Twitter @rogaia_hwoiriny

مقالات أخرى للكاتب