Sunday 24/11/2013 Issue 15032 الأحد 20 محرم 1435 العدد
24-11-2013

البخلاء!

مواقف البنوك، والشركات الكبرى، ومؤسسات المقاولات الضخمة من أضرار السيول كانت (مخيبة لآمالنا) وتوقعاتنا (كمواطنين)، بأنها بالفعل مؤسسات وطنية، تشعر بما نشعر به، وتشاركنا الألم، كما نصنع لها الأمل في غد أفضل وأكثر ربحية!

لن أتحدث عن تلك الشركات التي نفذت مشاريع وتضررت بسبب سوء التنفيذ، فهؤلاء لهم حسبة أخرى!.

لكن كم يوجد لدينا في البلد من بنك؟! وكم من شركة كبرى (من اللي بالي بالكم)، والتي عادة ما ترسي عليها المشاريع بأرقام (فلكية) ليحصد أصحابها أرباحاً مخيفة؟!

هل كان لهؤلاء أي دور في تخفيف الألم الذي أصاب المجتمع، أو إعادة تأهيل ما خلفته السيول والأمطار من أضرار في بعض المشاريع أو المنشآت أو حتى منازل المواطنين؟!

قد يقول قائل (الدولة قوية) وليست في حاجة لمثل هذه المساعدات والمبادرات، صحيح بلدنا بخير وقادر، ونشكر الله أنه من يساند ويشارك الآخرين في مصائبهم ونكباتهم دائماً، وسيظل كذلك بإذن الله، ولكن الدور الاجتماعي والتكاتف الداخلي مطلب وموقف لا يحتاج أن يذكرك به أحد، خصوصاً أن هذه البنوك والمؤسسات إما قائمة على أموال المواطنين ومدخراتهم، أو مشاريع الدولة وأرصدتها، مما يلزمهم أخلاقياً وأدبياً بالمشاركة الوجدانية والمادية في مثل هذا الظرف!

لماذا لم نر تبرع (أي بنك) بمساعدة من تضررت سياراتهم أو منازلهم أو تعرضوا لإصابات أو وفيات من المواطنين؟! لنشعر أن هذا المصرف أو البنك معنا في السراء والضراء!

للأسف لم تكن هناك أي مبادرات (خلاقة) للقرب من المجتمع، والفوز برضاه، ليشعر أن هذا البنك أو هذه الشركة تمثله فعلاً وتعنيه؟!

الأمر لا يتطلب دفع المليارات، ولكن المشاركة بموقف إنساني، أو تأهيل مكان تضرر بفعل السيول والأمطار، سيكون أفضل وأقوى إعلان صادق لهذا البنك أو هذه الشركة!

أخشى أن يكون أصحاب رؤوس الأموال بيننا، يعدون العدة الآن للدخول في مناقصات جديدة لبناء وتأهيل ما تضرر، أو تمويلها (كفرص) لجني أرباح (بملايين الريالات)؟!

أن تصل متأخراً خير من أن لا تصل أبداً، الفرصة قائمة للخروج من (دائرة البخلاء)!

وعلى دروب الخير نلتقي.

fahd.jleid@mbc.net

fj.sa@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب