Sunday 24/11/2013 Issue 15032 الأحد 20 محرم 1435 العدد
24-11-2013

العبرة في مشاريعنا

نقرأ دوماً عن نسب عالية للتوطين في وظائف المؤسسات العامة للدولة، ونتساءل عن أسباب النسب العالية للبطالة بين شبابنا وشاباتنا. ولمعرفة الأسباب، فإنَّ علينا أن نعرف الفارق بين نسبة التوطين في الإدارة العامة للمؤسسة، ونسب التوطين في الشركات المشغّلة لها أو العاملة معها.

ولتوضيح ما أقول، فلقد بيّنَ رئيس المؤسسة العامة للموانئ المهندس عبدالعزيز التويجري، في حواره مع الجزيرة، بأنّ المؤسسة تعمل على تنفيذ مشروعات حيوية تطويرية تبلغ قيمة تكلفتها أكثر من خمسة مليارات ريال، وأنّ نسبة التوطين بلغت 99 %، في حين وصلت النسبة في الشركات العاملة مع المؤسسة 35 %. وهنا تكمن المشكلة في رأيي. خمسة مليارات لعقود مبرمة مع هذه الشركات، دون أن تكون هناك آلية لضبط نسبة توطين الوظائف فيها. ثم نفتخر بنسبة التوطين في إدارات المؤسسة!

يجب على المؤسسات العامة للدولة، وعلى بقية القطاعات الحكومية، أن ترفض رفضاً قاطعاً هذه النسب العالية من الأجانب في الشركات التي تعمل لها، ومن لا يعجبه هذا الرفض، فلينسحب وليأتِ غيره. أما إذا استمر هذا التطنيش، واهتممنا بأن يُنجز المشروع، دون أن نهتم بعدد الشباب والشابات الذين يعملون فيه، وهو ما يحصل اليوم، فقل على التوطين السلام. وقل أيضاً على المشاريع السلام، ولنا في هشاشة هذه المشاريع وانهيارها أمام هبّة هواء أو حبّة ماء، عبرة يا أولي الألباب.

مقالات أخرى للكاتب