Sunday 01/12/2013 Issue 15039 الأحد 27 محرم 1435 العدد
01-12-2013

مكاتب عقارية للتقبيل

عندما أتجوَّل في بعض الشوارع الرئيسة في مدينة الرياض، ألحظ انتشار يافطات (للتقبيل) وضعت على مكاتب عقارية، وقد يكون ذلك مدعات للاستغراب، فلو كانت موضوعة على متاجر تجزئة أو ورش صيانة أو محلات حلاقة لكانت مقبولة إلى حد ما، حيث إن التستر في تلك الأنشطة كبير وهو الوضع الدارج، أما أن يَتمَّ إغلاق مكاتب عقارية وبشكل ملحوظ؛ ففي ذلك كثير من علامات الاستفهام.

ولعل أول ما يدور في الذهن أن من كان يعمل بها ويديرها هم من العمالة مخالفي نظام الإقامة خصوصًا مع تزايد إغلاقها هذه الأيام على الرغم من عدم إجازة النظام للأجانب في العمل في المكاتب العقارية، أو بسبب عدم تفرغ مالكيها وارتباطهم بوظائف أخرى وعدم توفر العمالة للبقاء بها. وقد يكون هناك أسباب أخرى خفية ومنها على سبيل المثال الغموض الذي يحيط بالنشاط العقاري في المرحلة الحالية بسبب التخوف في وسط العقاريين من خطط وإستراتيجيات وزارة الإسكان التي بكلِّ تأثير سوف تكون ذات تأثير على مستقبل تلك المكاتب العقارية التي تعتمد على بيع الأراضي والفلل والعمائر أو تأجير الوحدات السكنية. والسبب الآخر الأكثر قوة هو تطبيق النظام الجديد الذي أقرته الإمارة بتنظيم المكاتب العقارية وربطها بمراكز الشرط في المدينة، ويشمل التنظيم الجديد إغلاق جميع المكاتب العقارية غير المرخصة من قبل أقسام الشرطة والبحث الجنائي.

أيا كانت الأسباب، فلا يوجد أيّ مبررات لإغلاق تلك المكاتب وعرضها للتقبيل من قبل أصحابها، ولو قام أصحابها بإدارتها بأنفسهم وحصلوا على التراخيص النظامية، فسوف يجدون منها الخير إن شاء الله، ولعل من الخيارات المتاحة لأصحابها توظيف شباب سعودي بها وليس بالراتب فقط بل مقاسمته حصة من الملكية وبهذا نكون قد حققنا أكثر من نتيجة إيجابيَّة، استمرار عملها وتوظيف وتشغيل شباب سعودي.

smlhft2010@gmail.com **** sulmalik@hotmail.com

sultan_almalik@ تويتر

مقالات أخرى للكاتب