Friday 06/12/2013 Issue 15044 الجمعة 02 صفر 1435 العدد
06-12-2013

حساب إبراء الذمة هل حقق المأمول؟

لا يختلف اثنان على أهمية إبراء الذمة وبكافة أشكالها وألوانها، إنها تريح النَّفْس وتزيل حملاً ثقيلاً وتبعد شبح تأنيب الضمير الذي يلاحق الإنسان في كلِّ أوقاته. بناءً على الأمر السامي رقم: 5597 - م ب وتاريخ 29-04-1426هـ فقد تَمَّ فتح حساب خيري وقد أنشئ هذا الحساب للراغبين في إبراء ذممهم تجاه المال العام أو على سبيل الهبة أو الوقف. هناك التباس من هم الفئة المستهدفة من هذا الحساب؟ حيث هناك اعتقاد أن هذا الحساب لمن اختلس من المال العام هذه فئة، لكن هناك فئات أخرى وهي موظفو الدَّوْلة الحاصل منهم تقصير في الدوام أو في أوقات العمل أو في الانتدابات أو العمل خارج الدوام وغير ذلك، كذلك أيّ شخص يريد تقديم أموال على سبيل الوقف أو الهبة وأي شخص يريد تقديم أوقاف عينية يعود ريعها إلى حساب إبراء الذمة.

قد يتساءل البعض: من المستفيد من هذه الأموال؟ الحمد لله حكومتنا خصصت هذه الأموال ليتم صرفها بالكامل على برنامج القروض الاجتماعيَّة لذوي الدخل المحدود (زواج - أسرة - ترميم). حتَّى نهاية شهر أكتوبر 2013 تَمَّ إيداع ما مجموعه (252.923.591) ريال وبواقع (28.545) عملية إيداع هل هذا يكفي؟ وهل هذا هو المأمول؟ في الواقع هذا الحساب فرصة سانحة لأولئك الذين أخطأوا في حق أنفسهم، هذا الحساب هو خطّ الرجعة الآمن بالنسبة له في الدنيا وفي الآخرة يوم يلقى الله سبحانه وتعالى. جميل وجميل جدًا أن يبرئ الإنسان ذمته من حقوق العباد ويخلّص نفسه وينقيها مما وجب عليه شرعًا لعباد الله يقول الله تعالى: {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إلى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فريقًا مِنْ أموال النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}. في مجتمعنا والحمد لله الجميع يسعون إلى إبراء ذمة المتوفى من أيّ دين قبل توزيع تركته أو سداد الدين لكنّ هناك بعض ضعاف النفوس يسعون استغلال إبراء الذمة خصوصًا حين تنشر في وسائل الإعلام للمطالبة من أموال بغير وجه حقٍّ أيّ إنسان هذا.

في الختام إبراء الذمة من الأموال العامَّة أو العباد راحة للنفس وإعادة الحق لصاحبه وطريق الخلاص من تأنيب الضمير لأولئك أصحاب الضمائر الحية.

sureothman@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب