Friday 06/12/2013 Issue 15044 الجمعة 02 صفر 1435 العدد
06-12-2013

الفساد المالي في الأندية .. عثرة في طريق الخصخصة

بصراحة... يصعب على من يتمعن في وضع الأندية الرياضية لدينا أن يحكم أو يقيم أين تسير وفي أي اتجاه رغم أن نظرتي الشخصية أنها لا تسير في الاتجاه الصحيح نحو أي نوع من الاستثمار أو أنها متجهة إلى عالم الخصخصة أو أي نوع من أنواع مجال الاستثمار الرياضي، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تطرح في أي مشروع من هذا النوع، فما يحصل حالياً في الأندية مؤلم وقاسي، وأنا متأكد أن النماذج الموجودة الآن والتي أصبحت عبئاً على الرياضة السعودية، بل على سمعة البلد بكامله حتى أضحت لا تتوقف عند نادي أو اثنين، بل وصلت إلى أن تكون ظاهرة، وبدأت تتكشف الأمور في أكثر من ناد في مناطق مختلفة، وهذا كله ناتج مع الأسف لفساد مالي غير مسبوق؛ متذرعين من يقف خلف هذا بما يسمى بالاحتراف والتعاقدات الفلكية يقابلها مردود سيئ ومنتج أسوأ حتى أصبحت جميع هذه الكيانات غير قادرة على القيام ولو بدفع أبسط المستحقات والاستحقاقات والمؤلم لنا جميعاً أن معظم هذه المديونيات والمبالغ الضخمة قد حدثت نتاج جهل كبير فيمن يقوم بعقد هذه الصفقات ناهيك أن أكثر من يقف خلفها هم من السماسرة والوكلاء المقربين من الرئيس أو أحد أعضاء الشرف حتى أصبحت هذه الأندية ضحية لأشخاص تغلب عليهم الأنانية، والتي يتلبسون بالميول من أجلها، وهذا ما هو واضح للعيان، والمؤسف له أن من يوافق على هذه الصفقات بل يقوم بمباركتها هم بعض منسوبي الأندية الذين يجهلون إمكانيات اللاعب الفنية، إضافة إلى قيمته المالية وفي النهاية الضحية هي الأندية والمسيرة الرياضية للبلد وسمعتها الرياضية حتى وصلت إلى مستوى أنها غير قادرة على تسديد أبسط ما عليها من حقوق، وأصبحت تئن وتشتكي من الضائقة المالية وغير قادرة على الوفاء بأي نوع من الالتزامات، وهذا جرس إنذار بل قنابل موقوتة قد تنفجر في أي وقت ولا أستبعد أن تعلن عدة أنديه إفلاسها وتسليمها للرعاية التي لا حول ولا قوة لها في ظل استمرار العمل العشوائي الذي يقابله محسوبيات جعلت الرياضية وسيلة لشهرتها غير مبالية بمستقبل ينتظره أجيال قادمة.

مسئولو القناة الرياضية لا يأخذون بالنصيحة

استوقفني كثيراً القرار السريع الذي اتخذته القناة الرياضية بإنهاء خدمات المهرج وليس المعلق محمد غازي صدقه، ورغم أنني أرى من وجهة نظري انه كان فيه نوع من الاستعجال إلا انه في المقابل أرى انه قرار فيه نوع من الصواب، وقد يكون موفقا إلى حد ما فما عمله ذلك المهرج في لقاء مباراة الاتحاد والنصر أمر مخجل جداً وينم على مدى الجهل وعدم تحمل المسئولية بل اسمحوا لي أن قلت انه لا يدرك معنى أي كلمة يقولها أو يتفوه بها، وقد حذرت القناة ومسئوليها في أكثر من مقال عن خطورة تواجد بعض المعلقين الذين لا يعون ولا يدركون خطورة ما يذكرونه ويتحدثون به من خلف المايك وما حدث في ذلك المساء إلا نموذج لبعض المهرجين الذين لا يجدون إلا الصراخ وإطلاق بعض العبارات المقلدة مثل كلمة أو عبارة (يا رباه) أو من يحاول أن يقول (يا من تشاهد ويا من تسمع) فجميع ما سبق ذكره لا يتمنى أي رياضي أو مواطن أن يسمع مثل هذه العبارات أو تجيش الجماهير أو تأليب طرف على آخر، مثلما حدث من ذلك المهرج في ذلك المساء والمشكلة الأعظم منبثقة من القناة ومسئوليها والذين لم يوجدوا حتى الآن أي معايير أو ضوابط من خلالها يتم تقييم الشخص المناسب في المكان المناسب فما يجب أن يكون هو معرفة واطلاع على إمكانيات كل شخص يعمل في مجال لا يقبل أنصاف الحلول فكل إعلامي مهما كان موقعه يجب أن يدرك انه يحمل رسالة مؤتمن عليها لبث روح المحبة والتقارب والتنافس الشريف، وليس كما حاول فعله ذلك المهرج والذي أبعد أو أقيل في نفس اللحظة، وحاول أن يتذاكى ويستعطف الجماهير النصراوية لتقف معه عندما حاول إلصاق إبعاده بسبب مديحه للنصر وهذا دليل على جهله بالنصر وجمهوره؛ فالنصر دائماً وأبداً ليس بحاجه لشهادة أحد فهو يعتمد على أبنائه وإنجازاته التي لا يخفيها التاريخ وليس كما ذكر معلق (يا رباه).

نقاط للتأمل

- تأهلت الفرق الـ16 لكأس سمو ولي العهد بدون أي مفاجأة، ولكن كشفت لنا أن هناك فرقا جديرة بالاحترام ومكانها دوري عبداللطيف جميل وأولها فريق أبها الرائع.

- انتهى ديربي القصيم كما توقعت؛ فرائد التحدي لم يستطع الصمود أمام الحصان الأسود للدوري فالتعاون فريق جدير بالاحترام وسيكون له كلمه وبصمه إن هو استمر على هذا النهج.

- تجاوز الهلال ظروفه وتعادل مع الشعلة بشق الأنفس، وهذا تأكيد لما سبق ذكره بان الهلال يعاني فنياً والحلول لديه ضئيلة.

- أكبر مشكلة في الحياة عندما يقوم الإنسان ويكابر ويعتقد أنه صح ومن حوله على خطأ، وهذا تماماً ما ينطبق على إدارة الهلال المتعالية.

- غداً يدخل نادي النصر منعطفاً خطيراً جداً عندما يلتقي في آخر مبارياته مع الكبار والذي خاضها بدون خسارة مع العلم أن أفضل محور لدينا وهو إبراهيم غالب لن يكون حاضراً بسبب الإصابة.

- ما يحدث من تلاسن إعلامي بين المعسكرين الشبابي والأهلاوي يجب أن يتوقف وأن يتدخل العقلاء فجميعهم كيانات كبيرة وناديين عريقين لهما تاريخ كبير جداً ولا يليق ابداً أن تستمر مثل هذه المساجلات.

- رحل محمد الفائز رئيس نادي الاتحاد وكان من المفترض ومن الأدب رحيل بقية الإدارة من أعضاء مجلس ولو نوعاً من الوفاء لرجل تحمل الكثير من إساءات وإهانات قبل رحيله.

- أتصور أن نادي الهلال ونادي الفتح إذا ما استمرا على مستوياتهما والعناصر الموجودة لديهما سيعانون ويخرجون من الأدوار النهائية في البطولة الآسيوية والتي من خلالها يتواجد فرق قوية وجيدة.

- أتمنى استمرار اللاعب سعود كريري وهو من أفضل لاعبي الارتكاز لدينا في ناديه الاتحاد؛ فمغادرته تعني مزيداً من المشاكل للفريق الاتحادي والذي لا زال يعاني من ابتعاد بعض عناصره المؤثرين.

- بدأ نادي الاتفاق يعود إلى وضعه الطبيعي تدريجياً، وأتصور أن هذا راجع لتعاقدهم مع المدرب غوران والذي استطاع توظيف إمكانيات اللاعبين، وكل ما يجب عمله حالياً إعطاؤه مزيداً من الوقت.

خاتمة:

الغرب ليسوا عباقرة ونحن أغبياء.. هم فقط يدعمون الفاشل حتى ينجح.. ونحن نحارب الناجح حتى يفشل!!.

و نلتقي عبر جريدة الجميع الجزيرة ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي

مقالات أخرى للكاتب