Sunday 15/12/2013 Issue 15053 الأحد 12 صفر 1435 العدد
15-12-2013

صباح الحزن يا عرب !

لئن وصِفت الأحداث السياسية العربية على مدى السنوات الماضية بالربيع العربي ! فإنّ الواقع يكذبها! ولو حسب العرب كم نفس بريئة ذهبت ضحية ذلك الربيع الموهوم؛ لأدركوا أنه كان خريفاً جافاً أسقط كل أوراق الحياة وأحالها قاعاً صفصفاً إلاّ من رائحة الموت المختلطة بالدماء والدمار الذي حل بالعقول قبل الدور!

ولقد بات من المعتاد أن نستيقظ صباحاً على مجازر تروح ضحيتها أنفس طاهرة مثلما روّعتنا الحادثة البشعة الأسبوع الماضي في مستشفى مجمع العرضي باليمن، حيث ارتكبت يد الغدر والظلام جريمة لا أخلاقية فأثارت عقول ووجدان ومشاعر العالم وأدمت قلوبهم، حينما قام أفراد من تنظيم القاعدة بقتل عناصر الحراسة في بوابة المستشفى وعدد من العسكريين ومن ثم قتل مريضة وطبيبة حاولت الاختباء، والأدهى من ذلك هو استنجاد بعض الناس برجل يرتدي الزي العسكري دون علم منهم أنه ليس جندياً وإنما هو إرهابي، فعاجلهم بإلقاء قنبلة يدوية عليهم أودت بحياة الكثير منهم وأتبعها بقتل الآخرين بطلقات نارية!

وما يزيد الحزن هو تبادل التبريكات والتهاني بين عناصر القاعدة على مواقع التواصل الاجتماعي، ونشر صور احتفالات تلك العناصر الظلامية بهلاك أعضائهم في الهجوم الإرهابي، بعد أن تلطخت أيديهم بدماء المرضى والأطباء والمواطنين الآمنين! حيث بدا أنهم لا يعرفون سوى لغة العنف وإراقة الدماء وإرهاب البشر فكراً وسلوكاً وعملاً. وهو ما يثير تساؤلات عديدة أهمها: هل هذا الدين الذي يدعون الانتماء له يجيز مثل هذه المشاهد التي ارتكبتها أيديهم؟ بينما الإسلام دين الرحمة والعدالة لا يبيح قتل الآمنين، فكيف بالمرضى والضعفاء؟!

وليست هذه الفاجعة سوى واحدة من الفواجع التي ننام كل يوم ونستيقظ على أخبار تصلنا عن أشقائنا في سوريا وكذلك مصر وليبيا وما غزة عنهم ببعيد!

فأيّ حزن يسكن قلوبنا؟ وأيّ أسى ينغص علينا حياتنا ويجعلنا نخجل من حضن أبنائنا أو التلذّذ بلقمة هانئة أو التلحُّف برداء دافئ، بينما أطفال سوريا يموتون برداً ويتضوّرون جوعا؟! وبعضهم يعيش يتيماً، وكثير منهم مشردين بائسين!

أيها البرد ما أقساك وأنت تأتي على عادتك لتظهر سوءة العجز التي تحيط بنا سوى الأسف والشكوى لله فقط! (ونعم بالله).

وفي كل عام نستقبل الشتاء بتوجُّس وخيفة ! فلا يكاد يحل كل سنة حتى يحمل معه الحزن والشجن!

ففي حال الأمن والاستقرار في كل البلاد يعني دخول الشتاء الحميمية والدفء الأُسري.. أما في حال العرب فإنه يمثل الخوف والتوجُّس والشقاء و.. الموت!!

اللهم الطف بعبادك وارحمهم واكفهم شر المجرمين الظلاميين.

rogaia143@hotmail.com

Twitter @rogaia_hwoiriny

مقالات أخرى للكاتب