Wednesday 18/12/2013 Issue 15056 الاربعاء 15 صفر 1435 العدد
18-12-2013

حالة بدائية في الجوازات النسائية!

وصلني عدد ليس بقليل، من الشكاوى الموجهة ضد القسم النسائي بالمديرية العامة للجوازات، ولا أخفيكم، لم أعطِ أذنًا صاغية لما سمعت، نظرًا لتجربتي الرائعة مع الجوازات والتي كتبت عنها وأشدت بها في مقال لي نشر في هذه الزاوية بتاريخ 11-11-2010م، كان بعنوان: “رحلتي بين الأحوال المدنية والجوازات”، بل إنني اعتبرت أن هذه الشكاوى نوع من الدلع والمبالغة النسائية، قلت هذا الكلام في نفسي ولم أقله في وجه الشاكيات، لكنني الآن أعترف بما قلت وأطلب من الله أن يسامحني ومن تلك النسوة أن يحللنني على ما حاك في نفسي.. فقد شاء القدر أن أخوض التجربة بنفسي، حيث لم يدر في ذهني أن أرى أي شيء مما سمعت، فقد كانت لي تجربة سابقة قبل ثلاث سنوات، رأيت فيها إدارة متطورة وخدمات نوعية مميزة، وتوقعت أن أذهب وأجد تطورًا يزيد عما سبق، لأنه من المعروف أن الخدمات تتقدم لا تتأخر وتتراجع!

فوجئت عندما بدأت البحث عن تلك الأقسام المنتشرة سابقًا للجوازات في الأسواق، فلم أجدها، لم يتبقَ منها إلا الأنقاض، لذا عليك الذهاب إلى مركز الجوازات الرئيسي، بدأت الصدمة الأولى من صالة المدخل، والعدد الكبير المتكدس من النساء والروائح الكريهة المنتشرة بسبب عدم وجود أي نوع من التهوية، هذا ونحن في فصل الشتاء، يا ترى كيف هو وضع تلك الصالة في فصل الصيف؟ أظن بلا مبالغة، أنه سيُسجل حالات اختناق وضيق تنفس! ما علينا، قد نتجاوز الأمر في حال توفر الخدمات المطلوبة. لكن الصدمة الأكبر عند الدخول إلى ذلك الممر الضيق للكاونترات، أن كل اللوحات مكتوبة بخط اليد، ببساطة لأن القسم النسائي لا يوجد به أي جهاز كمبيوتر يوحي لك أنك تراجع دائرة متمدنة، هو جهاز واحد موجود لدى موظفة إصدار الإقامات، وبقية المكاتب والموظفات يعملن على نهج كان آخر من استخدمه الناس في عام الفيل، حيث إن كل المعاملات ورقية ويتم التعامل معها كتابيًا بخط اليد!

اللوحات الإرشادية هي في واقعها ليس فيها أي إرشاد، لذا أفواج النساء تضطر إلى الذهاب إلى مكتب رئيسة القسم النسائي، وملاحقتها والسير خلفها والحناجر تردد الدعوات لها لإنهاء الإجراءات، وترى النساء يطاردن رئيسة القسم من مكان لآخر، وفي مكتبها تجدهن متجمهرات حولها حتى أن الزحام يصل إلى وقوفهن إلى جانبها خلف المكتب وليس أمامه، وعندما يضيق عليها التنفس نظرًا لعدم وجود أي تهوية فإنها تغضب منهن بسبب الفوضى، وتخرج وتتركهن حتى يتأدبن ويقفن بطريقة منظمة!

في الواقع، حال النساء المراجعات مؤلم للغاية، وحال الموظفات أكثر إيلامًا، فهذه هي الإمكانيات المتاحة لهن، فمن أين سيخترعن أدوات لتقديم الخدمات غير المتاح لهن.. المضحك المبكي، أن على كل مُراجعة أخذ رقم، والأرقام عند رئيسة القسم، هذه الأرقام عبارة عن أوراق صغيرة تمت قصقصتها باليد والكتابة عليها بحبر أزرق، طبعًا لا يوجد أي مؤشر على الكاونترات لرقم المراجعة، ولا المراجعة تعرف معاملتها تنجزها من أي كاونتر، لأنه ببساطة هذه الكاونترات غير مرقمة.

وضع القسم النسائي في الجوازات، سواء نوعية الخدمات، أو مبنى ومكاتب هذه الخدمات، بلغ من السوء ما يعجز القلم عن وصفه، المؤسف في الأمر، هو التراجع لا التقدم والتطور!

www.salmogren.net

مقالات أخرى للكاتب