Sunday 22/12/2013 Issue 15060 الأحد 19 صفر 1435 العدد
22-12-2013

موقفان مع د. الرشيد

حظيت خلال فترة عمادتي لكلية المعلمين بشرف أن أكون قريباً (نسبياً) إلى معالي الدكتور محمد الرشيد - رحمه الله رحمة واسعة وأسبغ عليه شآبيب رحمته. كنت في فترة توزيره عميداً لكلية المعلمين، وفي إحدى السنوات أقمنا حفل تخرجنا السنوي على شرفه وبحضوره. وبعد أن وصل - رحمه الله - إلى الحفل رافقته أنا ومجموعة من زملائي الى مكان جلوسه في الحفل، وفيما كان يهم بالجلوس توقف فجأة والتفت إلي طالباً تغيير مقعده، كنت لحظتها في غاية الحرج، فحضور الحفل والخريجون كانوا يقدرون بالمئات، وكانوا ينتظرون عما يسفر عنه الموقف. اعترض معاليه على كون مقعده مختلفاً عن بقية المقاعد، كان بالفعل مقعده مميزاً ومطرزاً وأعلى من مجاوريه قليلاً، وتفصله مسافة عن مجاوريه. وبالفعل قام منظمو الحفل باستبدال مقعد معاليه وأحضروا مقعداً لا يختلف عن مقاعد الحضور. أما الموقف الثاني فقد كان في تعليم حائل، كنا نحضر مناسبة تعليمية بحضور سمو أمير المنطقة، وفي أثناء التجوال التفت إليّ معاليه في عجالة وقال منفعلاً لقد أسأت إلى الوزارة في مقالك بالأمس، وكنت بالفعل قد كتبت مقالاً أنتقد فيه ممارسة إدارية متخلّفة ، فقلت لمعاليه، ليس في المقال أي إشارة صريحة إلى وزارة التربية، توقعت بعد تلك الحادثة ألا يجدد لي معالية فترة أخرى في العمادة التي كانت توشك أن تنتهي، وكانت المفاجأه أن جدد لي معاليه عمادتي للكلية.

أستاذ التربية بجامعة الملك سعود

مقالات أخرى للكاتب