Wednesday 25/12/2013 Issue 15063 الاربعاء 22 صفر 1435 العدد
25-12-2013

التأهيل لمواجهة الحوادث

كان حديث المجتمع في الأيام الماضية هو سقوط طفلة في منطقة تبوك في بئر مجهولة أثناء نزهة كانت تقوم بها مع عائلتها, وفجأة وقع هذا الحادث المؤلم عندما اختفت الطفلة داخل بئر غير مستخدمة.. ومع فداحة الموقف والألم الذي سببه هذا الحادث لأسرة الطفلة ولمن تابع الموضوع, ترتفع مجموعة من الأسئلة:

أولاها: وجود البئر وعدم ردمها أو على الأقل إحاطتها بسياج لمنع وقوع هذه الحادثة, ولا نعرف من هو المسئول؟ أو لمن تعود ملكية هذه البئر؟ هل هي لجهة شخص؟ أم ملكية عامة؟

ثانيها: أما كان في المقدور إذا كانت هذه البئر معروفة وضع علامات تحذيرية احتراماً لحياة الإنسان بحيث لا يقترب منها الأطفال أو غيرهم؟

ثالثها: بعد وقوع الحادث أما كانت هناك وسيلة للإنقاذ على نحو سريع وعاجل فما تم فعله هو محاولات من الدفاع المدني, ثم تبريرات بوجود عوائق كثيرة تمنع الوصول إلى الطفلة التي وقعت في البئر من ذلك ضيق فوهة البئر.

وهنا يقارن الإنسان ما وقع لهذه الطفلة وحوادث في مناطق أخرى من العالم قد تكون أكثر تعقيداً من هذه الحادثة وتتم معالجتها على نحو سريع وبطرق علمية تثبت أن هناك تفكيراً مسبقاً حول إمكانية وقوع مثل هذه الأحداث.

إن مثل هذه الحادثة وغيرها من قبل إما تتطلب من الجهات ذات العلاقة مثل الدفاع المدني وغيره بتدريب الأفراد وتأهيلهم على كل أنواع الكوارث الممكن وقوعها وكيفية التعامل معها وأن يستفاد من تجارب الدول المتقدّمة.

إن هذه الواقعة تثبت وجود خلل في الأداء لا بد من معالجته فقد تكرر من قبل, فإن تظل المحاولات لأكثر من يومين دون الوصول إلى حل في قضية فيها إنقاذ لحياة إنسان تستدعي التفكير كثيراً في عملية التأهيل لمواجهة هذه الحوادث وما هو أكثر منها تعقيداً بدلاً من التبريرات والتعلل بالصعوبات..

إن هذه الحادثة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة فهناك حوادث كثيرة نشر عنها وحوادث لم ينشر عنها تثبت أن هناك حاجة ماسة إلى التأهيل والتدريب وأيضاً إلى الاستعداد لكل ما قد يقع دون أن تحد الأفكار بما وقع, وما ينتج عن عدم قدرة على معالجة الموقف.

ليس الكلام هنا موجهاً إلى الدفاع المدني وحده، بل إلى كل جهة تتعامل مع القضايا العامة ويكون هدفها إنقاذ الأرواح وهو عمل كبير ومهم لا نشك لحظة في الدفاع المدني وغيره وأنهم يقدمون تضحيات كبيرة, ولكن تظل القدرة على التعامل مع مثل هذه القضية في حاجة إلى إعادة نظر ومن ثم تكوين أفراد قادرين على ممارسة ومواجهة أي موقف وليست فقط قضايا الحريق وهو العمل الكبير والأهم للدفاع المدني.

مقالات أخرى للكاتب