Thursday 26/12/2013 Issue 15064 الخميس 23 صفر 1435 العدد
26-12-2013

هل يشاهد أحد برامج التحليل الفني؟

سألت عدداً من الأصدقاء، من بينهم زملاء إعلاميون معروفون، عن مدى متابعتهم لبرامج التحليل الرياضي الفني التي تقدم قبل وبين شوطي وبعد المباراة.

في الحقيقة لم تأت الإجابة صادمة، فقد قال معظمهم إنهم لا يتابعون هذه البرامج إلا لدقيقة أو دقيقتين، وذلك لمشاهدة اللقطات المثيرة والأهداف، وما قد يكون فاتهم أثناء المباراة، أما باقي البرنامج فإنهم ينصرفون عنه إلى غيره!! ويبررون ذلك بأن برامج التحليل الفني لم تعد تقدم ما هو مطلوب منها بالفعل، ولم تعد تُقدم عن طريق خبراء فنيين يستطيعون إدارة الحوار بالشكل الصحيح، كما أنها لم تعد تستضيف أسماء لها ثقلها في عالم التحليل أو التدريب وقراءة المباريات، أصبحت هذه البرامج مجرد تقديم انطباعات وآراء شخصية وقراءات غير دقيقة لما يحدث في الملعب، فضلاً عن تدخلها في أشياء لا علاقة لها بالأمور الفنية، فالمحلل المعروف بميوله لناد ما، لا يجد غضاضة بالتدخل في الأمور الإدارية، وربما تصفية الحسابات القديمة مع إدارة النادي، والحديث عن الأمور التحكيمية وبوابات الملعب والحضور الجماهيري.. الخ، وهنا لا مشكلة في الحديث عن مثل هذه الأمور، ولكن ليس بالإسهاب الذي يقوم به البعض مما يخرج البرنامج عن صلب الموضوع وهدف البرنامج.

عندما تريد أي قناة أن تجذب المشاهد لبرامج التحليل الرياضي فعليها أن تختار أولاً الطاقم المناسب للبرنامج، فالبرامج المتخصصة يجب أن يتولى إعدادها أشخاص متخصصون مؤهلون يستطيعون إدارة العمل بشكل جيد ويكون لديهم إلمام كاف بما يتم مناقشته في البرنامج، كما يجب أيضا أن يكون مدير الحوار (المذيع) من أصحاب الخبرة والقدرة على تنويع الأسئلة وتفنيد آراء الضيوف، وهؤلاء الضيوف يجب انتقاؤهم بعناية، فليس كونك لاعبا سابقا أو إداريا سابقا مؤهلا كافيا للتصدي لعملية التحليل... ولكن!!أيضاً من المهم أن ينبه المحللون إلى أدوارهم الحقيقة، وعدم المبالغة في الخروج عن سياق البرنامج إلا لما تستدعيه الضرورة، ويكون على صلة مباشرة بالحدث الفني، أما الأشياء الأخرى فتترك للبرامج المتخصصة مثل برامج التحليل التحكيمي التي توفر تقنيات تمكن من إعطاء رأي صحيح من شخص مؤهل.. وليس من مجرد محلل فني قد لا تتجاوز خبرته في التحكيم خبرة المشاهد العادي.

في برامج التحليل يجب أن يتصدى للمهمة أشخاص محايدون وليسوا تابعين لأي من الفريقين المشاركين في الحدث، لأن العاطفة تلعب دورها أحياناً، وعوضاً عن تقديم ما يفيد المشاهد والراصد يذهب المحلل إلى الحديث عن فريقه ولماذا خسر، وكيف يعالج أوضاعة، ولماذا تتصرف إدارته بهذا الشكل.. الخ!!

أحد المحللين يقول قبل المباراة كلاماً يناقض ما يقوله بين شوطيها، وبعد المباراة ينسف كل ما قاله سابقاً، بل إنه قد ينتقد مشاركة لاعب ما في المباراة، لكن هذا اللاعب يقدم مستوى جيدا، فيأتي المحلل بعد المباراة، لينتقد من يطالب بإبعاد اللاعب، والسبب هنا، هو عدم التحضير الجيد، وتدوين النقاط التي يتم الحديث عنها، وتعزيزها بأرقام حقيقية تبررها.بعض المحللين يأتي للأستوديو على عجل، يحصل من المعد على تشكيلة الفريقين، ثم تبدأ حفلة التنظير، لكن هل عاد إلى آخر مباراتين لعبهما طرفا المباراة، هل عاد إلى ما قاله النقاد عن مستوى الفريقين، هل تابع تدريبات الفريقين الأخيرة، وحضر جيداً للحديث عنهما.. للأسف لا، ومع ذلك يُصنف كمحلل فني، ويمنح وقتاً طويلاً.. دون فائدة!!

مراحل.. مراحل

- لم يجدوا في سعود كريري سبباً للانتقاد فتحدثوا عن تقدمه في السن رغم أنه أصغر من لاعبين يطبل لهم هؤلاء (النقاد) صباح مساء!!

- مذيع البرنامج تخلى عن دوره الرئيسي وأصبح متخصصاً في متابعة حجوزات اللاعبين على الرحلات، وأرقام كراسيهم، ومواعيد إقلاعهم!!

- في زمن (كل من هب ودب) أصبحت معرفة رقم كرسي اللاعب على الرحلة الجوية سبقاً ينتشي البعض بتقديمه لمتابعيه!!

- مر دور الثمانية لمسابقة كأس ولي العهد دون مفاجآت، وفرض المنطق نفسه، فتأهلت الفرق الأربع الأفضل.

- أستغرب تصنيف البعض لفوز الفتح على الأهلي بالمفاجأة، فالفريقان متشابها الظروف هذا الموسم، وفي الموسم الماضي حقق الفتح لقباً يبحث عنه الأهلي منذ 31 عاماً.

- وصل بهم الحال لمتابعة خصوصيات اللاعبين!!

- كانوا يؤكدون أن اللاعب النجم في طريقه لناديهم المفضل، وعندما رفض العرض واختار الأفضل أصبح كبيراً في السن ولن يقدم الإضافة المرجوة!!

- اللاعب الجديد لن يختلف كثيراً عن مواطنه الذي حضر بطائرة خاصة وحظي باستقبال غير معهود، ثم عاد دون أن يسجل هدفاً واحداً!!

- الصفقات الجديدة هدفها تحجيم مطالب اللاعب الهداف الذي يسعى للحصول على السقف الأعلى في مقدمات العقود التي دفعها ناديه!!

- لا أعتقد أن نادي النصر سيقصر مع هدافه الخطير محمد السهلاوي، ولن يتأخر في تحقيق مطالبه، فمن الصعوبة التفريط بلاعب هداف بقيمة السهلاوي في زمن شح فيه المهاجمون وندر الهدافون!!

- الأهلي يخسر تباعاً، ويخرج من مسابقة كأس ولي العهد، وبعض الإعلاميين المحسوبين عليه يهاجمون الهلال ويقللون من قيمة صفقة كريري!!

- يتحدثون عن كل شيء ويناقشون أوضاع كل الفرق، ويتدخلون في كل القضايا، وعند الحديث عن ناديهم وأوضاعه (يغيرون السالفة)!!

- الأهلي لا يحتاج للكثير حتى يعود... فقط مدرب يناسب قدرات الفريق، وكم لاعب في عدد من المراكز... فقط!!

- كان الأهلي على باب اللقب القاري، لكن الخسارة أعادته كثيراً للوراء!!

- بعد لاعبي الشعلة.. لاعبو الرائد يحاولون مخاشنة نيفيز بشكل مرفوض... لا تعليق!!

- الخشونة سلاح العاجزين...... و(المحتقنين) أيضاً!!

- في تصريح الرئيس المشجع (الشيء من معدنه لا يستغرب)!!

- في الهلال يخرج اللاعب الأجنبي، ثم يصر على التواصل مع النادي ولاعبيه وتهنئتهم بإنجازاتهم ومناسباتهم، وفي أندية أخرى يخرج اللاعب، ويصر على التواصل بطريقة مختلفة عن طريق شكاوى متعددة ومطالبة بحقوق في فيفا!!

- تعددت الأخطاء والمستفيد واحد!!

sa656as@gmail.com

aalsahan@ :تويتر

مقالات أخرى للكاتب