Friday 27/12/2013 Issue 15065 الجمعة 24 صفر 1435 العدد

مدير رعاية الشباب -سابقا- المخضرم «صالح القاضي» يقلب لـ(الجزيرة) أوارقاً من تاريخ الحركة الرياضية:

«الوزير الرياضي» .. بحث عن موهبتي .. وحسن آل الشيخ رشحني!

إعداد - خالد الدوس / تصوير - عبدالمجيد الكنعان:

*في تاريخ الحركة الرياضية بالمملكة ..رموز كبار , ورجال أوفياء, وشخصيات ريادية ..خدمت مسيرتنا الكروية بكل عطاء وإثراء.. وساهمت بتضحياتها الكبيرة وخدماتها الجليلة وبصماتها الخالدة في إرساء دعائم ( البناء الرياضي) المتينة, والنهوض بمكوناته..في حقبة كانت الرياضة محاربة اجتماعيا وفكريا وثقافيا.. غير أن هذه المعوقات وإرهاصاتها لم تقف (حاجزا) أمام هؤلاء الرواد في استكمال مشروع البناء والتأسيس للحركة الرياضية.

*ومن هذه الشخصيات الريادية التاريخية الأسـتاذ صالح القاضي(78عاما) الذي عاصر مسيرة الحركة الرياضية بالمنطقة الوسطى قبل أكثر من 60عاما, وتحديدا منذ أوائل عقد السبعينيات الهجرية عندما لعب لأهلي الرياض, ثم انضم لأول مجلس إدارة شكل رسميا للنادي العاصمي عام 1381هـ برئاسة محمد الصائغ, وبعد انتقاله لوزارة العمل والشئون الاجتماعية في أوائل الثمانينيات الهجرية , رشح لإدارة رعاية الشباب عام 1385هـ ,وساهم في صياغة وتنظيم العمل في القطاع الشبابي والرياضي.

*الجزيرة».. التقت الرياضي المخضرم (صالح القاضي)في لقاء تاريخي يقلب فيه أوراق تجربته الرياضية.. نتناولها عبر الأحداث التالية:

بيت (الزير) أول مقر..!!

علاقتي بالرياضة كانت بحي الشميسي بوسط العاصمة الرياض.. في أوائل عقد السبعينات الهجرية مع فريق الحي سمي (بأهلي الرياض) وكان يضم عدداً من لاعبي الحي ولاعبين من حي الباطن أبرزهم عبدالرحمن الموزان ومحمد بن رويشد وعبدالعزيز بن عسكر ومحمد بن سميح وراشد مطرف وعبدالرحمن العليق وكنا نتدرب يومياً في ملعب كان يقع بجوار مستشفى الملك سعود ( الشميسي سابقاً ) وكان يترأس الفريق آنذاك الشيخ عبدالله الزير الذي تبنى الفريق ودعمه بالكور والملابس وأمور الصرف ..ومن حبه للرياضة تبرع ببيته ليكون أول مقر لأهلي الرياض .

وأتذكر جيداً أن الشيخ محمد الصائغ -رحمه الله - تولى دفة الإشراف على فريق أهلي الرياض في منتصف السبعينيات الهجرية بحكم علاقته مع الزير.. كان من أبرز الداعمين للمدرسة .

«حصان» الأهلي..!!

«لعبت مع أهلي الرياض في خط الدفاع ,وتحديداً في مركز الظهير الأيمن وكان هناك تنافس بيني وبين زميلي عبدالرحمن الموزان الذي كان يلقب بالحصان لسرعته الفائقة وقوته البدنية.. طبعا كان هناك تنافس بين الأهلي وشباب الرياض (الشباب حاليا)و رفضت الانضمام إليه وفضلت البقاء مع المدرسة لوجود مجموعة من اللاعبين على مستوى من الفكر والعلم باعتبار أنهم كانوا يدرسون في المعهد العلمي الثانوي كعبد العزيز بن دوس وصالح الكنعان ومساعد بن صالح وابن بديع. وغيرهم ممن كانت تربطني بهم علاقة طفولية واستمرت حتى انضمينا لمدرسة الوسطى.

التعليم أولا..!!

«استمريت في تمثيل أهلي الرياض حتى عام 1376هـ , فبعد تخرجي من المعهد العلمي الثانوي سافرت إلى مكة المكرمة والتحقت بكلية الشريعة بجامعة أم القرى وأنهيت دراستي الجامعية بحصولي على شهادة البكالوريوس تخصص شريعة عام 1379هـ وفي الموسم الذي يليه صدر قرار تعييني مدرساً في مدرسة عنيزة الثانوية في القصيم وبعد ثمانية أشهر عينت مديراً لثانوية اليمامة بالرياض (أول ثانوية بالعاصمة ) وعمري لم يتجاوز 23 سنة .

الصائغ تزعم المدرسة

انتهت علاقتي مع المدرسة الوسطى لاعبا..و لكن لم تنته حباً وعشقاً فبعد أن نقلت إدارة الشئون الرياضية من الوزارة الداخلية إلى وزارة المعارف في أوائل الثمانينات الهجرية وصارت وزارة المعارف المسئولة المباشرة على النشاط الرياضي ..تم تسجيل الأندية وتصنيفها رسمياً حيث تم تسجيل أهلي الرياض ضمن الدرجة الأولى (الممتاز حالياً ) وترشيح أبو عبدالله الصائغ لرئاسته رسمياً والزير نائباً له , تم اختياري ضمن أعضاء أول مجلس إداري لمدرسة الوسطى.. وأذكر كان في العضوية الشرفية عبدالعزيز بن عسكر وعبدالعزيز بن غيث وصالح بن كنعان وناصر بن عمير.

دوري المدارس

كان دوري المدارس في الماضي أفضل وأقوى من الآن. تنافسيا وفنيا.. أتذكر كان التنافس بين ثانوية اليمامة ومعهد الأنجال (العاصمة حالياً ) قوي ويحضى بمتابعة من بعض رؤساء الأندية والإداريين الذين كانوا يحضرون لمشاهدت الدوري المدرسي لجلب المواهب لأنديهم ..وأتذكر جيداً عندما عينت مديراً لثانوية اليمامة كنت حريصا على دعم المواهب بتوفير ملعب مهيأ ومناسب وأمام ذلك تقدمت بطلب لمعالي وزير المعارف آنذاك الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ -رحمه الله -نقل مقر ثانوية اليمامة من شارع الوزير إلى حي الناصرية بجانب معهد الأنجال وكان مديره آنذاك الشيخ المربي عثمان الصالح -رحمه الله -وكان مبنى المدرسة الجديد يضم ملعبا مجهزا فاشتد التنافس بين ثانوية اليمامة ومعهد الأنجال بحكم وجود ملعب يعد من أفضل الملاعب المدرسية بالعاصمة آنذاك.

وأتذكر أن المعهد كان يضم لاعبين متميزين اشتهروا في أنديتهم أمثال مبارك الناصر وعبدالرحمن السلوم وسليمان مطر( الكبش) وناصر بن سيف وطارق التميمي وميزرامان وجوهر السعيد ونادر العبد وصالح العميل ونبيل الرواف وغيرهم من النجوم.

انتقالي من المعارف

لم أستمر طويلاً في وزارة المعارف ففي عام 1382هـ انتقلت للجنة الرياضية العليا من وزارة المعارف إلى وزارة العمل والشئون الاجتماعية وتحويل مسمى النشاط الرياضي (إدارة رعاية الشباب ) وتولى إدارتها د0 عبدالله العبادي -رحمه الله وأذكر أن معالي الشيخ عبدالوهاب عبدالواسع وكيل وزارة المعارف آنذاك قال لي إن معالي الشيخ حسن عبدالله آل الشيخ يريدك عاجلاً.. وذهبت إلى مكتبه وقابلته وقال يا أخ صالح ..والله ماهو رخص فيك ولكن معالي الشيخ عبدالرحمن أبا الخيل وزير العمل والشئون الاجتماعية شخص عزيز علي ورعاية الشباب انتقلت إليه ولا يوجد بها إلا عبدالله العبادي وطلب مني رجلاً يملك الخبرة الرياضية والإدارية والتربوية اخترتك شخصياً لثقتي بنجاحك وأريدك مستقبلاً تكون مديراً لرعاية الشباب وبالفعل انتقلت إلى وزارة العمل بعد أن سمعت كلام الشيخ حسن آل الشيخ وتفاءلت به.

دعم الحركة الرياضية

بعد أن نقلت خدماتي إلى وزارة العمل والشئون الاجتماعية بدأت بالعمل في إدارة رعاية الشباب مع مديرها آنذاك الدكتور عبدالله العبادي وكنا نعمل لساعات طويلة بدعم من وكيل الوزارة عبدالله المرشد والوكيل المساعد للشئون الاجتماعية فهد العيسى وبالإضافة إلى محمد الزايدي وساهمنا في وضع التصورات والمقترحات الإيجابية التي ساهمت في بناء الحركة الرياضية الشبابية وبعد سنتين أو تزيد من العمل الدوؤب .. أصدر معالي الشيخ عبدالرحمن أبا الخيل قراراً بتعيني مديراً لإدارة رعاية الشباب عام 1385 /1386 , ولاشك أن هذا القرار وضع على كاهلي مسئولية عظيمة بالنهوض بالحركة الرياضية والشبابية بما يتماشى مع القيم والمعايير الاجتماعية الأصيلة حيث تم استحداث بعض المسابقات المحلية ووضعنا ميزانية ثابتة للإدارة بحكم حجم العمل والمسئولية وتعدد مهامها ووفق الإمكانيات المحدودة آنذاك استطعنا أن ندعم هذه الحركة حتى مجيء الأمير خالد الفيصل عام 1386هـ.

نهائي 1385هـ

في نهائي كأس الملك عام 1385هـ الذي حضره الملك فيصل -رحمه الله-بين الأهلي والاتفاق كنت أجلس بجوار معالي وزير العمل والشئون الاجتماعية عبدالرحمن أبا الخيل,وبعد تتويج الفريق الفائز قال -الملك الراحل -للوزير أباالخيل ماعندكم إلا هذا الملعب يقصد ملعب الصائغ..؟! قلنا طال عمرك هذا الموجود فأمر -رحمه الله -دراسة إمكانية إنشاء ملاعب في بعض مناطق المملكة وأتذكر جيداً أن أبا الخيل طلب مني دراسة الموضوع ووضع التصورات والرؤى بما يساهم في بناء ملاعب رياضية ملائمة فسافرت لسوريا ومعي رشيد دشان وهو خبير رياضي وحكم دولي سوري وتم الاطلاع على بعض المنشآت الرياضية هناك والاجتماع مع خبراء مصممين وبعد أن رسمنا التصور الهندسي على أساس إنشاء ملعب رياضي بمدينة الرياض ,عدت للعاصمة وكلي أمل ورغبة بإنشاء ملعب رياضي حديث , غير أن ضعف الميزانية آنذاك شكلت عائقا.. لم تساعدنا في تحقيق آمالنا وترجمة تطلعاته كمسؤلين, لأن تطوير وتحسين الأداء الرياضي لن يتم إلا عن طريق توفير الملاعب الرياضية والمنشآت الجيدة .

** ** **

السيرة الذاتية

الاسم صالح محمد القاضي من مواليد عنيزة في الخمسينات الهجرية متزوج وأب لثلاثة أولاد وأربع بنات.عمل في وزارة المعارف ثم وزارة العمل والشئون الاجتماعية، وتقاعد عام 1404هـ مبكرا على المرتبة 13 وتفرع للمحاماة

المؤهل بكالوريوس تخصص شريعة عام 1379هـ,

موضوعات أخرى