Monday 30/12/2013 Issue 15068 الأثنين 27 صفر 1435 العدد
30-12-2013

وقى الله أرضَ الكنانة شرَّ المحن!

* مصُر أرضُ الكنانة التي نحبُّها أكثر مما يُحبّها نيلُها أو تحبَّه هي، تعيش منظومةً من التحوّلات المفصلية التي ستعيدُ رسمَ خارطة مستقبلها القريب والبعيد على نحو يحقّقُ بإذن الله طموحاتِ شعبها الكبير، ويخلصها من أوضار الماضي، أَمنيّة واقتصادية وسياسية واجتماعية وتنموية.

* *

* ونحن في هذه البلاد الطاهرة نرقب بكثير من التفاؤل المشوب بشيء من حذر نتائج هذا المخاض، ونرجو من الله العلي القدير أن يجعل خاتمته نهايةً سعيدة للأزمات الضارية التي عاشَها هذا البلدُ الشقيقُ على مدى ثلاث سنوات.

* *

* بدأ (الزلزال) السياسي فجأة في ذلك البلد العزيز يوم الخامس والعشرين من شهر يناير 2011م، حين غادر إنسانُها العادي زنزانة الصمت إلى الشارع بالآلاف.. يبوحُ بما في صدره، وظنَّ الناس يومئذٍ أنَّ ما حدث لا يعدو أن يكون تعبيراً عن حراك شعبي يُمارس بأسلوب عفويّ وسلميّ وحضاريّ معاً، هدفُه الأول والأخير إيصالُ رسالةٍ ما إلى مَن يُراد أن تبلغَه، وأنه ترجمةٌ لما يجيش في خاطره من هواجس وآمال، وكان العقلاءُ في كل مكان يتَمنَّون أن يبقى ذلك الحراك سلمياً وعاقلاً وسويّاً! وأن يبقَى السلوكُ المصاحبُ له حضارياً وإنسانياً!

* *

* وفجأة.. وبلا سابق إنذار (اخترقت) مواكب البوح (السلمي) طوابيرُ من (الوحوش الكاسرة) تريد أن تُقْصِي منجزاتِ الإنسان المصري ومكاسبَه نهباً وتكسيراً وتدميراً.. فيما أخذت الجموعُ الأخرى التي لا علاقة لها بغوغائية العنف والعبث تلتمسُ (النجاة) والفرارَ من عصابات الليل والنهار التي اجتاحَ أفرادُها الشوارعَ تحت غطاء الاحتجاج، انقلب جزءٌ من الاحتجاج المسالم إلى حمم من جحيم يعبث بالإعْمَار والأموال والأرزاق، بل وإزهاق الأرواح البريئة!

* *

* لم يعد سراً القول إن الحراك الذي بدأ في أرض الكنانة (مسالماً) قد (اختُطِفَ) بتحريضٍ من فئات داخلية وخارجية لا تروم الخير ولا السلام لتلك الأرض الطيّبة، وبدا جلياً أن ما تعرضت له العزيزة مصر من أصناف العبث بمنجزات الإنسان المصري وبنيته الحضارية، وتشويه حراكه الإنساني كان في معظمه (بفعْلِ فاعلٍ) حاول من خلاله الخروجَ بمصر من جادة البحث عن غد أفضل سلمياً وإرغامها على خوض مستنقع من الفتنة والانقسام والفساد!

* *

* وفي الوقت الذي أوقن فيه بأن ما حدث ويحدث في مصر شأنٌ داخلي، إلاّ أنني من جانب آخر، وكمواطن عربي، أراقب الحراك السياسي العاصف في أرض الكنانة بألمٍ وقلقٍ شديديْن خوفاً على كيان تلك البلاد واستقرارها وأمن حَاضِرها ومستقبلها.

* *

* وأود أن أختم حديثي اليوم بما ختمت به حديثاً سابقاً فأوجه نداءاً إلى المواطن المصري الشقيق قائلاً:

1) عبَّرْ عمّا تكنُّه نفسُك.. ولكن لا تدَعْ عملاءَ الدمار يخترقُون صفُوفَك (فيختطفُون) منك روعةَ الغد الذي تحلم بإنجازُه!

2) احذرْ أن تصادرَ إرادتَك أيادٍ خفيةٌ و(أجنداتٌ) مشبوهةٌ تتربص بك من داخل الحدود أو خارجها لا تشاطرك عاطفةَ الحب لمِصرَ ولا الخوفَ على حاضَرِها أو مستقبلها، بل تحْمِلُ في يدٍ وسائلَ الفتنة والتدمير، وفي الأُخْرى (أسلحةَ) الفَتْكِ لمن يعترضُ سبيلهَا من الأبرياء!

* *

مقالات أخرى للكاتب