Tuesday 31/12/2013 Issue 15069 الثلاثاء 28 صفر 1435 العدد
31-12-2013

قلوبنا مع أبي لمى

لعل من أشهر الهاشتاقات في موقع تويتر، وعلى مدى عشرة أيام، هو كل ما يتعلق بالطفلة المفقودة لمى الروقي، ست سنوات، التي سقطت في بئر ارتوازي فوهتها لا تزيد نصف متر، وذلك حسب إفادة والدها، وقد افتقدها في نزهة خلوية قرب هذا البئر الكمين!

هناك أمران غريبان، الأول هو أن تترك بئر بعمق يزيد عن مائة متر مكشوفة، دون اتخاذ أسباب السلامة، ودون أي تحذيرات حولها، والأمر الثاني هو كيف تصارع أجهزة الدفاع المدني لمدة عشرة أيام لمجرد استخراج طفلة من بئر؟ هل الأمر معقد وشائك إلى هذا الحد؟ هل الأجهزة ضعيفة وغير متطورة لإنجاز عمل مثل هذا، يحتاج إلى ساعات؟ أم أن أجهزة الدفاع المدني فعلاً متخلفة، ولا تتوفر لديه أجهزة قادرة على إنقاذ الطفلة، إن كانت على قيد الحياة، أو انتشال جثمانها إن كانت فارقت الحياة.

ومن هذين الأمرين أطرح أيضاً تساؤلين، الأول لو كانت هذه الحادثة في دولة أخرى، هل تحتاج فرق الدفاع المدني، وفرق الإنقاذ، في هذه الدول أكثر من ساعات، لإنجاز مثل هذا العمل الروتيني؟ خاصة أننا نشاهد حالات خطرة وشائكة في القنوات الفضائية، في مختلف الدول، يتم إنقاذها بمهنية وحرفية عالية جداً، فماذا ينقصنا لكي نكون في مصاف هذه الدول، الكوادر البشرية؟ لندرب الكفاءات الشابة على عمليات الإنقاذ في المدن، كما نطور الكفاءات لمكافحة الشغب! أم أن الأمر مرتبط بالأجهزة؟ إذا كان كذلك فنحن دولة وهبها الله سبحانه من الثروات الكثير، وعلينا تسخير هذه الثروات لخدمة الوطن والمواطنين في شتى المجالات.

التساؤل الآخر، إذا كانت مثل هذه العملية الروتينية استغرقت أكثر من عشرة أيام، ولا زالت فرق الإنقاذ، تحاول الوصول إلى الطفلة في البئر، فكيف سيكون الأمر إذا تعرضت المدن إلى كوارث بيئية مثلا، أو كوارث الطبيعة، من فيضانات أو زلازل، لا قدر الله، هل سيقوم هؤلاء بدورهم المنتظر في إنقاذ المواطنين من الكوارث، أم هم من يحتاج إلى الإنقاذ والمساعدة؟

أظن مثل هذه الحادثة الأليمة، التي جذبت اهتمام الشعب بأكمله، في مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة في تويتر، تحت هاشتاقات تتناول حادثة سقوط طفلة في بئر، وباسم الضحية لمى الروقي، لابد أن تستنفر كافة الجهات في منطقة تبوك على أعلى المستويات، وأن يحسم الأمر في غضون ساعات قليلة، فلم يعد الأمر إنقاذ طفلة سقطت في بئر فحسب، بل تحول الأمر إلى إنقاذ سمعة فرق الإنقاذ في بلادي، وأصبحت حتى الصحف في دول الجوار تتابع مثل هذه الحادثة، وتثير السؤال تلو السؤال، بل إن هناك من المواطنين الشرفاء والشجعان، يطالبون بأن تسمح لهم فرق الإنقاذ بالنزول في البئر، والمشاركة في الإنقاذ، لأن الأمر أصبح محزناً لنا كمواطنين، فضلا عن حسرة والديها، طوال عشر ليال متتالية، وأصبح مخجلا أن تعجز هذه الفرق والإمكانات عن إنقاذ طفلة لأكثر من مئتين وأربعين ساعة من العمل!

مقالات أخرى للكاتب