Wednesday 08/01/2014 Issue 15077 الاربعاء 07 ربيع الأول 1435 العدد
08-01-2014

تاريخ (دستوري) للكيان الاتحادي!

على عكس ما كان ينتظره البعض ويتوقعه البعض الآخر، تقدمت خمس شخصيات اعتبارية من أعضاء شرف نادي الاتحاد بطلبات رسمية للترشح لمنصب رئيس نادي الاتحاد (الشاغر) في اليوم الأخير المحدد لتقديم الطلبات لدى اللجنة الخاصة بمقر النادي، حسبما تنص عليه الأنظمة واللوائح، ويتطلبه وضع النادي وأحواله ومستقبله.

لم تنجح المحاولات المستميتة التي بُذلت، ولم تثمر جهود التكريس التي نُظمت وما عمل عليه البعض منذ استقالة المهندس محمد الفايز في الضغط على أعضاء مجلس إدارة النادي (المنتخب والمستمرة ولايته) لدفعهم إلى الاستقالة الجماعية، ولم تنجح في التأثير على صناع القرار وقادة الرأي العام الاتحادي (الحُرّ) باستغلال المساحات الورقية و(المناحة) الفضائية مع إعلان فتح باب الترشيحات لمنصب الرئيس للموافقة على توجُّه (القفز على النظام) وتغيير الجمعية العمومية العادية لاختيار رئيس المنصب الشاغر (دستورياً) إلى جمعية عمومية غير عادية لاختيار مجلس إدارة بالكامل (رئيس وأعضاء). ولما تأكد ذلك لم ينجح أيضاً تغيير الأسلوب والهدف والطريقة والاتجاه إلى محاولات (استجداء) القرار أو (استعداء) السلطة على النادي، ودفعها إلى إصدار قرار (إعفاء) إدارة (منتخبة)، وتمهيد الطريق لإدارة مكلفة أو انتخابات جديدة، في محاولة لإبقاء النادي متقلباً على صفيح ساخن وتحت رحمة أهواء شخصية وتقلبات التغيير وعدم الاستقرار وفوضى الدخول والخروج السنوية لإدارات تبقى مسيرة، وهي الفوضى (المصطنعة) التي جاءت بثمانية رؤساء لمقعد النادي الساخن خلال خمس سنوات فقط، في سابقة لم تحدث من قبل في أي نادٍ قبل الاتحاد، ولن تحدث في غيره، والمرجو والأمل ألا تتكرر في النادي الكبير والعريق وبقوة النظام وسلطة اللوائح، بعد أن (صمد) رجالاته خلال الفترة القصيرة الماضية، وتحملوا الكثير من (لغط) بعض الإعلام الورقي والكثير من (سقط) بعض الإعلام الفضائي وبعض مسيريه المحسوبين والمنتفعين والموالين لشخصيات اتحادية، سواء ممن كانوا معروفين من قبل، أو ممن كشفوا عن وجوههم وتوجهاتهم، وفقدوا (مهنيتهم) المزعومة بانحيازهم المكشوف، وارتمائهم وارتدائهم الفاضح جلباب فئة وتوجُّه ومعسكر على حساب مصلحة النادي وفق رغبة الأغلبية من رجالاته وصناع قراراته، أو كان عليهم على الأقل البقاء على الحياد والانحياز إلى جانب اللوائح والأنظمة، وليس الانسياق إلى الأهواء وأصحاب المصالح الخاصة.

كلام مشفر

· بعض الإدارات الرياضية لا تحقق بطولات لأنديتها، لكنها تكتب تاريخاً يُذكر ويدوَّن بمداد من ذهب في سجلات الزمن من خلال (صناعة) قرارات تحول مسار التوجهات، وتصنع أو تهيئ أرضية لتحقيق إنجازات، يكون لها فيها اليد الطولى.

· وفي تاريخ الاتحاد رؤساء وإدارات عديدة لا تُنسى في هذا الاتجاه منذ ولادة الثمانيني الوقور، فالانطلاقة خلدت إدارات وإدارات، وهناك إدارات خلدتها بطولاتها وإنجازاتها، وهناك إدارات خلدتها صناعتها وخطواتها وإصلاحاتها وقراراتها الإدارية، وأنصفتها الأيام ولو بعد حين بالحق والحقائق.

· يحسب لأعضاء مجلس إدارة نادي الاتحاد بقيادة عادل جمجوم ومجموعة المستقبل صبرهم وتمسكهم وموقفهم الصلب وما تحملوه في سبيل ذلك لمصلحة النادي وإصرارهم على إكمال فترتهم القانونية بحثاً عن الاستقرار لترتيب الأمور وتنظيم الأوضاع وتنظيف النادي من (شوائب) وآثار التغيير المستمر والمتقلب والسريع.

· ويحسب أيضاً لرئيس هيئة أعضاء شرف النادي وبعض كبار رجالاته وصناع القرار موقفهم الشجاع وتمسكهم العلني وصمودهم وثباتهم وإصرارهم على أن تكمل الإدارة فترتها والمضي في طريق الاستقرار.

· وجاء تأييدهم لموقف أعضاء مجلس الإدارة بالاحتكام للنظام، وهو (الخطوة) الأولى والأهم في وقف العبث والفلتان والضياع والتسيب الذي عاشه وعانى منه النادي خلال السنوات الماضية، وهو ما لم يكن يُرضي أو يوافق عليه كل اتحادي مخلص. وأحسب أن ذلك سيصنع (دستورياً) تاريخاً جديداً للنادي الكبير العريق.

· وبقي أن يكمل المجلس دوره بفكرة (المناظرة) المقترحة بين المرشحين في حضور اللجنة التنفيذية وبعض كبار أعضاء الشرف لانتقاء واختيار الرئيس الأنسب والأقدر والأصلح للمرحلة القادمة، من خلال ملفه وبرنامجه الانتخابي قبل تقديمه للجمعية العمومية.

· وأقترح أن يُسمح فيها بحضور بعض وسائل الإعلام؛ لتكون (شاهداً) على العرض، ويكون الاختيار للصحفيين الموثوق بهم والقنوات الفضائية التي بقيت على الحياد لضمان النشر والنقل الصحيح الحيادي والأمين، أو أن يقتصر الأمر على القناة الرسمية.

· وأخيراً، يبقى - من وجهة نظري - دور الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وهو أن (تدعم الشرعية) النظامية والقانونية في النادي وإكمال خطوات عقد الجمعية العمومية، وهي الأولى بأن تكون الحارس والمنفذ للوائح التي وضعتها، وتكون مع النظام والشرعية، وليس ضدهما، ومع الكيان ومصلحته، وليس مع الأشخاص ومصالحهم، وهناك فَرق.

مقالات أخرى للكاتب