Wednesday 08/01/2014 Issue 15077 الاربعاء 07 ربيع الأول 1435 العدد
08-01-2014

«بيتهوفن» يعزف سيمفونية «فخر القصيم»!!

«يا لشدة ألمي عندما يسمع أحد بجانبي صوت ناي لا أستطيع أنا سماعه، أو يسمع آخر غناء أحد الرعاة بينما أنا لا أسمع شيئاً، كل هذا كاد يدفعني إلى اليأس، وكدت أضع حداً لحياتي اليائسة، إلا أن الفن وحده هو الذي منعني من ذلك»... بيتهوفن الموسيقار العظيم كاد أن ينتحر عندما فقد حاسة السمع لكن «الفن» وحده جعله يتعلَّق بالحياة.

وفي كرة القدم «فن» الفوز هو فقط ما ينقذ حياة أي فريق, سنوات مضت والتعاون فريق يائس كاد أكثر من مرة أن يهبط, كان فريق «ميت» إلى أن جاء من ينعش قلبه من هؤلاء؟؟!!

وكأني أرى بيتهوفن اليوم يتوسط أحد شوارع بريدة في القصيم ويخرج كل معازفه هناك وبصوت عال يعزف أحلى سيمفونية؟؟!!

الأرض لا ينعشها إلا «الفن» و لا شيء اليوم في القصيم يعدل الوصلة الموسيقية «التعاون»؟؟!!

صوت بريدة وفخرها يعزف اليوم في دوري عبداللطيف جميل أحلى سيمفونية, الحياة من جديد هناك تنبض والنخيل باسقات تتباهى بـ»السكري» والناس تردد ما أحلاك يا الثالث... ما أحلاك...

عبد الحميد كرمالي»يرحمه الله» شيخ المدربين في الجزائر مات العام الماضي والناس هناك قالوا: مات التدريب؟!

أحبتنا في الجزائر أرضكم ما زالت «ولاَّدة» هنا في السعودية سفير الجزائر ابنكم توفيق روابح يعزف أحلى سيمفونية وكأنه بيتهوفن عندما يقف على خشبة المسرح؟؟!!

الموسيقار توفيق روابح مدرب كلاسيكي رجل هادئ يعمل بصمت جعل من التعاون فريق لا يختلف عن النوتة الموسيقية لكل لاعب مهمة محددة فقط, لله درك يا توفيق ماذا فعلت؟؟!!

«تعاون روابح» قطعة موسيقية لا تمل من سماع صوتها وأنت تشاهدها تعزف في أرض الملعب.

قائد الأوركسترا محمد القاسم رئيس نادي التعاون ورجاله في مجلس الإدارة من خيرة شباب القصيم, رجال في قلب رجل واحد يعملون باحترافية هم صنَّاع «فخر القصيم».

المال هو شريان الحياة, وإن كنتم تسألون من هم شريان حياة التعاون؟؟!!

أربعة لا خامس لهم الداعمون هم:

سليمان العمري, فهد المحيميد, عبدالعزيز الحميد, أحمد أبا الخيل.

هؤلاء الأربعة فقط لا غيرهم من يدفعون الملايين, أين بقية تجار القصيم؟؟!!

هناك من هم أرصدتهم حبلى بالملايين, هناك من أرصدتهم تعاني من السمنة المفرطة وهي لا تتحرك من البنوك, يا أبناء القصيم أين التجار لا يعقل أربعة فقط من يدعمون التعاون مالياً؟؟!!

قاتل الله «البخل» وبارك الله في أموال الأربعة...

الموسيقار توفيق روابح كان يحتاج بجواره من يضبطون إيقاع الفريق, العمل الإداري لا يقل أهمية عن العمل الفني, في التعاون جنديان مجهولان يعملان بصمت لا يبحثان عن الأضواء يعملان بإخلاص هما مدير الفريق عبدالله الدخيل وإداري الفريق عبدالله الأبو علي, هذان الشابان مكسب للرياضة السعودية في العمل الإداري فكر راق واحترافية جعلت الجميع يلتزم بضوابط داخل الملعب وخارجه والجميل في التوأمان «عبدالله» جعلا الجو الأسري في الفريق لا مثيل له.

هذه المنظومة الناجحة تحتاج لصوت إعلامي «ذكي» يعزل الفريق عن أي حرب إعلامية أو ظهور إعلامي بصورة مبالغ فيها, المركز الإعلامي في نادي التعاون بقيادة الزميل عبدالرحمن السلوم له الأثر الكبير في جعل الفريق ضمن الكبار من حيث الحضور الإعلامي المؤثِّر في الساحة الرياضية, جهد جبار يرسم خارطة طريق الفريق إعلامياً بشكل متزن ويعتبر التعاون ثاني ناد سعودي يملك موقعاً رسمياً في الإنترنت دشن مؤخراً.

قبل هؤلاء جميعاً هم رجال الملعب اللاعبون المحليون والمحترفون الأجانب هم صنَّاع هذا المنجز.. أنتم اليوم مع الكبار في القمة لا تتوقفوا واصلوا العطاء حتى النهاية, يا رجال اصنعوا المجد لكي يسجل في تاريخكم.

كل شيء جميل في التعاون إلا شيء واحد ما هو؟؟

جماهيره!!

أين عشاق السكري المدرجات مهجورة أعداد مخجلة تحضر المباريات والفريق في القمة مع الكبار, التعاون اليوم ثالث الدوري وأنتم جالسون في الاستراحات والبيوت ما ذا تفعلون؟!

رشفة قهوة وتقدعون سكري... ما بالكم أيها العشاق؟!

السكري الحقيقي في الملعب تذوّقوا انتصاره, اذهبوا هناك فاليوم يحتاج لكم «التعاون» أكثر من أي وقت مضى, أنتم أمام إنجاز يرفع رؤوسكم, وكأني أرى التعاون «فخر القصيم» يصافح الآسيوية... ادعموا فريقكم من المدرجات وليس من الاستراحات!!

قبل أن يبدأ الموسم الرياضي السبت 11 رمضان 1434هـ العدد 14905 كتبت هنا مقالاً بعنوان «التعاون ثورة عشق» كنت حينها مؤمن بأن الفريق سيكون مع الكبار بشرط الإدارة تركز على عملها وتتحرر من نظرية مؤامرة الحكام ضد الفريق وهذا ما حدث, عندما كتبت حينها لم أقرأ كف توفيق روابح، بل قرأت الأمل في عيون محمد القاسم... مقتطفات مما كتبت بعنوان « التعاون ثورة العشق»:

(وأي ناد خلفه رجال بحجم فهد المحيميد وسليمان العمري وعبد العزيز الحميد وأحمد أبا الخيل وغيرهم مكانه مع الكبار وليس مع الصغار فرجال كهؤلاء ثروة لا تقدَّر بثمن... عشاق حقيقيون صامدون في الأزمات وفي كل الظروف تشرق معادنهم الأصيلة ونكتشف سر عشقهم، فهؤلاء الرجال مكانهم منصات التتويج تكريماً لإخلاصهم لناديهم... فهل من تكريم يليق بحجمهم بملامسة ذهب؟!

يمتاز التعاون بإدارة شابة برئاسة محمد القاسم قادرة على قيادة الفريق بشكل مميز بشرط أن يؤمن مجلس الإدارة بنفسه وأن يتحرر من ثقافة المؤامرة التي دفع التعاون ضريبتها طيلة السنوات الماضية فلا تجعل الإدارة «المؤامرة» شماعة تعلق فيها الأخطاء فقط... فالعمل الناجح يتجاوز كل الصعاب بنكهة الإنجاز.

لله درك يا تعاون أي عشق في قلوب جماهيرك فهم ثروتك الحقيقية وهم جماهير الوفاء وفي كل المواقف نكتشف سر إخلاصهم... في العام الماضي تذوّقنا «خلاص» الأحساء بنكهة الفتح... فهل حان ميلاد «ثورة العشق» التعاونية لنتذوق «سكري» القصيم كبطل في منصات التتويج مع الكبار؟؟!!. ).

لا يبقى إلا أن أقول صوت موسيقى التعاون لا يجرؤ أحد في بريدة اليوم أن يقول لها كفى, الجميع يستمتع بسماع نغمها وطربها, كان بيتهوفن عندما يقف على خشبة المسرح ليعزف وصلته الموسيقية الشهيرة ضوء القمر يقول «كل البشر سيصبحون إخوة» ... وكأني أسمع صوت قائد الأوركسترا محمد القاسم يقول «كل القصيم سيصبحون تعاون»!!

** هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصحيفتنا «الجزيرة» كل أربعاء وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.

i.bakri@live.com

مبتعث دراسات عليا بالإدارة الرياضية - أمريكا - تويتر @ibrahim_bakri

مقالات أخرى للكاتب