Thursday 09/01/2014 Issue 15078 الخميس 08 ربيع الأول 1435 العدد
09-01-2014

المشاهد لا المخرج (عاوز كذا)؟!

المشاهدة الجماعية عبر التلفزيون عند العرب (جزء من المتعة)، لأنك تشعر أن معظم الناس يتابعون ما تراه أنت عبر (تلفزيونك المنزلي) ذات اللحظة ويتأثرون به!

في الغرب قد تكون الفردية والخصوصية أكثر وضوحاً (عدا دور السينما) بالطبع، هذه القاعدة العامة والمتعارف عليها، ولكن شبكة (نتفليكس الأمريكية) تسعى إلى قلب قواعد اللعبة التلفزيونية في أمريكا أولاً، ثم العالم ثانياً؟!

السر يكمن في دمج (التلفزيون بالإنترنت)، وأعتقد أننا تحدثنا في (مقال سابق) قبل عام تقريباً في هذا الأمر، وكيف أن التلفزيون مهدَّد بالانقراض بشكله الحالي، وطريقة عمله التقليدية، ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم، حققت الشركة الأمريكية التي بدأت نشاطها العام 1998م (بتأجير الأفلام عبر اسطوانات، ثم تطورت بإرسال نسخ مسجلة من الأفلام)، أرباحاً خيالية من طريقة عمل التلفزيون الجديد، واحتلت بحسب (وول ستريت جورنل) واحدة من أكثر (5 مراتب ربحاً) في البورصة على مؤشر (ناسداك) العام الماضي، بفضل توجهها نحو سوق التلفزيون الجديد؟!

حتى وقت قريب وبنسبة كبيرة كان، المنتج أو المخرج أو المعد وما زال هو من يقدّم باقة مختارة من المواد والبرامج المعروضة للمشاهد، ومع تطور القنوات أصبح الخيار أكبر أمام المشاهد للذهاب للمحطة التي تعرض ما يناسبه، الأمور تطورت قليلاً وأصبحت التلفزيونات الناجحة فقط (تحرص) على عرض ما يريده المشاهد، بعد دراسات واستطلاعات.. إلخ!

العهد الجديد سيكون أكثر صعوبة، لأن المشاهد سيصبح قريباً هو من يرتب برامج (قناته التلفزيونية) وينتج بعضاً منها لتعرض ما يريد، وسيصبح دور التلفزيونات هو دور (الناقل الأمين) بين المنتج والمشاهد، وبهذه الطريقة تخطط (نتفليكس) الآن للحصول على أرباح شهرية تتجاوز الـ(70 مليون دولار) في حال أقنعت (10 ملايين مشاهد فقط) بالانضمام للعهد الجديد!

التحوّل للمرحلة الأخيرة لا يتم إلا بعد المرور بالمراحل الثلاث السابقة، والتي تتطلب توقف ممارسة دور (الأب) في المؤسسة الإرسالية الإعلامية، ودراسة نفسية المشاهد، وتقديم ما يطمح إليه، لا ما يريده المنتج؟!

أنا أعرف محطات في المنطقة ستتحول إلى (أجهزة خشبية) بهذه الحسبة، إذا لم تلحق بالركب، وتقدّم للمشاهد ما يريد؟!

وعلى دروب الخير نلتقي.

fahd.jleid@mbc.net

fj.sa@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب