Saturday 11/01/2014 Issue 15080 السبت 10 ربيع الأول 1435 العدد
11-01-2014

لماذا.. ثم لماذا ؟.. لهذا..!!

تعارف الناس بإسناد كل حرفة لصاحبها، ووسم الصانع بصنعته مذ عهدَ الإنسان حفْرَ القبر.. والبئر..

ومذ بنى الطين، والرمل.. ودك الحديد، ورفع الوتد العتيد..

ومذ ذبح الشاة، وسلخ لحمها، ومذ ابتكر ليأكلها.. فجمع لشيِّها حطب ناره ليطبخها..!

ومذ تقاتل على الدنيا فسن السيف، وابتكر القوس، وطور في الرمية ليسددها..

وصار رامياً، وحفاراً، وحداداً، وخشاباً، و.. و..!!

لذا «أعطِ القوس باريها، والخبز خبازها» ليس من عواهن الحكمة في القول..

بل إمعاناً في الثقة بمهارة المحترف في صنعته..

وعليه تطورت الثقة في اختصاص الفرد، وذهب في تنافسه يضرب في ميدانه جهداً؛ لينال بروزاً، وتمكناً..

مثل هذا ينطبق تماماً على بقية مجالات الحِرف والمهن، سواء اليدوية، أو الفكرية.. وأخيراً الصناعية، التقنية، العلمية، الأكاديمية والإبداعية..

ففي مجتمع الناس تعددت الاختصاصات، بل تجزأت في المجال الواحد..

وغدا لها ذيول، وتفاصيل، وأوصاف، ومفردات.. وقواميس..!

وهناك من المجتمعات من يُفرَّغُ فيها المبدعون لينتجزوا، والمفكرون لتتدفق آراؤهم، بغية نهضة الفكر، واتساع رؤية الحياة، وإيجاد حلول لأزماتها.. بوصف هذه الفئة القادرة على التغيير الأمثل والأثمر.. في حين هذا الإجراء لم يصل بعد للعرب..

ولا غرابة، فهم لا يزالون على مائدة غيرهم يتسابقون في الأكل، والاحتذاء...!

ومفكروهم يُهمشون.. ويُصفح بقيمهم عرض التنابز بالمفرَّغ من القيمة..!!

إن أمر إسناد الصنعة لمحترفها في جميع المجالات يؤتي ثماره، ولا يتوانى في كل بيئة ومجتمع يحرصان على الجدية، والموضوعية، واحترام الوقت، والاختصاص، والجهد، والنتائج..

لكن في الواقع يتفشى تسليم مفاتيح أبواب ليست لذي اختصاص..

وهناك من يمكَّنون من مقاعد ليست في مراكب خبراتهم..

ومثل هذا وبال على النهضة، وتعطيل للغاية، وهدر للمقدرات سواء المادية، أو البشرية..

جهداً، ومالاً، وفكراً، ومعرفة، وخبرة، واقتداراً..

وبعد، يشكون لماذا الخواء يعم كثيراً من المؤسسات..؟

والتعطيل يخيم بليله على «الملفات»..

والفساد يلحق بالنتائج، والمسارات..؟!!

عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855

مقالات أخرى للكاتب