Sunday 05/01/2014 Issue 15074 الأحد 04 ربيع الأول 1435 العدد
05-01-2014

في شأنها تلك الأمَّارة..!!

من منع نفسه عن الخير جبرها على الشر.. انبثاقاً مما قاله الأقدمون: «من عود نفسه الشرَّ حرمها الخيرَ»..

وفي هذا السياق فإن مانع نفسه من الخير يزج بها في مضاربة ليست بين ربح هذا الخير, وخسارة ذلك الشر، بل بين شر أصغر, وشر أكبر..

وفي كل حالات مستويات الشرِ التي يكون فيها خاسراً تتفاوت درجات الخسارة..

ومنها ما يقع عليه, ومنها ما يقع على غيره..

وعكس ذلك من عوَّد نفسه على الخير، فهو في مضاميره سبَّاق معطاء, متفاعل منتجز, لا تغادره الأرباح، قلَّت أو كثرت، فإنه ذو مكسب، ومآل..

حتى المغامر في الحياة ذو نفسٍ..

إن عودها الصبر على وعورة مغامراته وصل بخيرها لقمم الجبال، وأعماق البحار، خيرها الذي تقتنيه..

وإن خالجته المخاوف كان كالرحى تصدر جعجعة بلا طحين.. شرُّها الذي تنتقيه..!

وحين يعوِّد المرءُ نفسه على الخير, فإنه يخوض كلَّ أشكاله، خيراً يمسه شخصاً، وكياناً، ومعاشاً، ونفعاً, واحتياجاً.. وخيراً يمس من حوله تفاعلاً, وتكافلاً وإفادة، ومنفعة وارتياحاً، وارتضاءً..

كلُّ ذي نفْسٍ يضارب بها، إما خيراً يسلك سبله.. وإما شراً يقتفي فنونه..

كل الناس يغامرون بأنفسهم نحو الحرمان.. وعدمه..

حتى الحطاب في الغابات والأحراش ناجياً بخيره.. أو هالكاً بشره..

حتى البائع حذو الجادة رابحاً بقناعته.. أو خاسراً بطمعه..

حتى المنشد في الطرقات يرفِّه عن الناس، وهو يقضي أمر عوزه, وفاقته.. رابحاً بصدقه, أو خاسراً بزيفه..!

حتى قائد الجند منتصر بخيرها أو منهزم بشرها..

وقاضي الحكمِ, ومعلم الفصل, وحافر المنجم, وسائق الخبر, وصانع الرأي, والساقي, والنادل, والرئيس, والمرؤوس..

وكل ذي جِنان تنضوي على نفس..

فإن لصاحبها شأن شرها وحرمانه.. فخسارته..

أو شأن خيرها وجنْيِه فمكسبه..!!

كلٌ بنفسه بصير, وعليها..

وكلٌّ يتاجر بخيرها, وبشرها..

فإما حرمانٌ يُخسر...

وإما ربحٌ ينمي..

عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855

مقالات أخرى للكاتب