Saturday 11/01/2014 Issue 15080 السبت 10 ربيع الأول 1435 العدد
11-01-2014

التفريط بالنجوم وإهدار المال

بيع عقد النجوم مسألة طبيعية في عصر الاحتراف.. خاصة عندما تضيق اليد داخل النادي في عجزه عن تأمين مبالغ يُسير فيها مصاريف الفريق.. وبيع العقود ليس موجودا عندنا فقط فهو حاضر في كل العالم.. وهناك أندية تضطر لبيع عقود نجومها لأنها عاجزة عن تأمين رواتبهم الضخمة فضلاً عن مُقدمات عقودهم..!

هُناك أندية نجحت في الاستفادة مادياً من عملية بيع عقود نجومها.. ومثلما نجحت في ذلك.. فهي فشلت في استثمار تلك المبالغ الكبيرة.. وقد تحول هذا النجاح إلى انفراط عقد النجوم.. وعدم الاستفادة المُثلى من المبالغ.. وأوجدوا ثغرات كبيرة في صفوفهم.. عانوا منها بشكل كبير..!

لعلنا باسترجاع السنوات العشر الماضية.. نجد بأن أندية الاتفاق والقادسية والوحدة.. هُم الأكثر بيعا لعقود لاعبيهم.. ونالوا من جراء ذلك الملايين.. فالأندية جعلت أهم أهدافها الحصول على المال مُقابل التفريط بالنجوم فإدارات الاندية تتصرف وفق مصالحها.. لا بمبدأ الاعتبارات التي يُفترض أن تقوم عليها الإدارات عند بيع عقود نجومها.. فالأندية جعلت أهم أهدافها القائمة بيع العقود.. لكن بدون تخطيط لمستقبل فرقهم..!

لقد باعت تلك الأندية عقود نجومها.. فماذا كانت النتيجة بعدئذ (؟!) لاشيء غير أنها خسرت النجوم.. ولم تستفد من العائد المادي.. وللتأكيد على ذلك فإن أندية مثل القادسية والوحدة هبطا للدرجة الأولى.. والاتفاق لم يتزحزح من مراكز الوسط..!

ولأن بيع عقود النجوم فيه كاسب وخاسر.. فإن هُناك أندية كانت الكاسبة في استقطاب النجوم.. كناصر الشمراني وياسر القحطاني وكريري وهوساوي.. بينما الخاسر هي الأندية التي فرطت بنجومها.. ولم تُعوض غيابهم وطارت ملايينهم في تسديد مُستحقات ربما تصل حتى لمُدرب لعبة تنس أو سباحة.!

ما نريد أن نصل إليه.. أننا بحاجة حين بيع عقود النجوم أن نستفيد من مبالغهم.. والاستفادة تكمن في تعزيز صفوف الفريق بلاعبين آخرين.. وجلب مُدربين مُتمكنين.. والصرف على الفئات السنية.. ولا أتصور أن أي من أنديتنا وتحديدا الثلاثة أندية عملت ذلك الأمر.. واستمرار الأندية تلك على سياستها أو إن قامت بذلك أندية أخرى ببيع عقود النجوم وصرف مبالغهم على مكاتب تأجير سيارات والتوقيع مع لاعبين مُنسقين.. سوف تكون له نتائج خطيرة وخطيرة جداً على مُستقبلهم وعلى أوضاعهم الفنية..!

روابح ليس مُدرباً بليداً..!

من مرحلة البناء وإعداد فريق جيد إلى مرحلة الوصول للهدف.. لم يحتج التعاونيون وقتا طويلا لتحقيقه.. فقد سار فريقهم في وضع صحيح واتجاه تصاعدي.. إلى أن وصل إلى ما هو عليه الآن من توافر النجوم.. وروعة في الأداء.. وايجابية في النتائج..!

التعاون وهو يخطو مرحلة التصحيح.. وُفق كثيرا في استمرارية الجهاز الفني بقيادة الجزائري توفيق روابح.. فهو حقق المُوازنة المطلوبة التي كفلت للفريق السير بخطى واثقة وثابتة.. فالمُتابع والمُدقق لحال التعاون.. يُدرك جيدا حجم العمل الكبير الذي قام به روابح.. وأهمها قدرة الرجل على التجديد.. والشجاعة والجرأة على ضخ مجموعة كبيرة من الأسماء الواعدة..!

هذا الجزائري شهدت التدريبات التعاونية تحت إشرافه انضباطا لاحدود له.. وسياسته في التعامل مع لاعبيه رائعة.. فرفع شعار من لايلتزم في التدريبات لامكان له في خارطة الفريق.. وقال بصوت جهوري تشكيلة التعاون للاعب المُنضبط.. وليست للمُستهتر..!

مُدرب لايخاف من نجم.. ولايُفرق في التعامل بين اللاعبين.. لاتملك إلا أن تحترمه.. ومُدرب يملك تلك الشجاعة بالاعتماد على الوجوه الشابة ويمنحها الفرصة تلو الأخرى.. وبتر أي عُنصر غير صالح.. فتلك صفات مُدرب مُحترف.. يبحث عن مُستقبل ناديه.. وليست صفات مُدرب بليد يبحث عن نتائج وقتية..!

توفيق ( وفق ) كثيرا مع التعاون.. وبدل حاله من حال إلى حال.. ولا أظن أن التعاونيين قد نسوا وضع فريقهم في المواسم الماضية.. فروابح جدد الفريق وبدل الطموح في لاعبيه وزرع الثقة فيهم وجعل من التعاون فريقا يُفاخر به عُشاقه الكُثر.. شاهدوا ماذا حدث للتعاون من ردة فعل أمام الشباب والاتفاق، ففي اللقاء الأول كان خاسرا بهدفين.. وفي لقاء الاتفاق الأخير كان مُتأخرا بثلاثة ومع ذلك عدل الفريق النتيجة.. إنها تدخلات ايجابية.. وروح زرعها مُدرب.. مع عدم إغفالنا للدور الكبير الذي يلعبه إداريا الفريق الدخيل والأبوعلي..!

قد أجد مُعارضة البعض ممن يستهوون المُعارضة فقط.. عندما يقولون كيف ذلك وقد انتقدت المُدرب في حالات كثيرة.. وهذا فيه تناقض واضح.. وله ولمن هو على شاكلته من المُعارضين أقول: إن المُدرب ليس معصوما من الخطأ.. وان كان هُناك من مأخذ عليه في بعض تدخلاته.. فذلك لا يُلغي أبداً قدرة الرجل على صناعة فريق رائع.. كما أنه ليس من العيب أن يُجرب ويُخطئ.. ولكن المُشكلة أن يستمر على الخطأ بعد رؤيته للصواب.. وأعتقد بل أجزم أن روابح من المُدربين الذين استفادوا من أخطائهم.. فهو إن أخطأ سرعان ما يتدارك ذلك.. وهذا يُحسب له لا عليه..!

أتمنى أن يُحافظ التعاونيون على مُدربهم.. وأن يُضاعفوا ثقتهم فيه.. فهو من خيرة المُدربين الذين مروا على تاريخ التعاون.. واستمراريته أطول وقت مُمكن.. سيستمر الفريق في وضعه الصحيح الذي سار عليه..!

لقطة

في لقاء الكبيرين الاتحاد والهلال ظهر مُختار فلاته وناصر الشمراني كأفضل اللاعبين وكلاهما قدما من الشباب..!

yazid1_5@msn.com

حسابي في (تويتر) almshyqh@

مقالات أخرى للكاتب