Sunday 12/01/2014 Issue 15081 الأحد 11 ربيع الأول 1435 العدد
12-01-2014

التعليم والثقافة: من يصنع الآخر (2)

تحدثت الأسبوع الماضي عن التأثير المتبادل بين ثقافتنا المحلية وتعليمنا، وكان السؤال الذي تناولته هو: هل تقافتنا المجتمعية المحلية بما علق بها من شوائب وتشويهات في بعض جوانبها هي التي شكلت وما تزال تشكل روافد تغذي تخلف تعليمنا، أم أن تعليمنا بما فيه من قصور وضعف وأدلجة (خارج تنظيمه الرسمي) هو الذي أسهم في استمرار تغذية تخلف ثقافتنا. في اعتقادي الشخصي أن التعليم نفسه يمكن أن يبني ثقافة نوعية متطورة، شريطة أن يكون هذا التعليم نوعياً منفتحاً، ويجد دعماً سياسياً غير محدود, بكلمات أخرى التعليم يجب أن يكون هو الحصان وليس العربة. هناك من يرى أن تغيير أو تطوير الثقافة المجتمعية السائدة هو أمر يكاد يكون مستحيلاً في المستقبل المنظور، بل ودونه خرط القتاد. في اعتقادي أن التعليم يمكن أن يصنع ثقافة جديدة، وهذه الثقافة الجديدة ستشكل بدورها مناخاً يتفتح فيه التعليم وبتقدم. الذين يعتقدون بصعوبة تغيير ثقافة المجتمع عليهم أن يتذكروا أن شركة أرامكو كانت تستعين بأفراد شبه أميين من البادية، وفي مدة وجيزة، تجد هؤلاء الأفراد مثالاً رائعاً في الانتماء لمؤسستهم، وإخلاصهم لعملهم وإتقانهم لمهاراته، أتدرون لماذا؟ لأن النظام هناك يوفر فرص تدريب حقيقية للفرد، ويعتني به على المستوى الإنساني، ويقدم لهم عطاءً مجزياً، وفوق كل ذلك يخضعهم لمحاسبة شديدة وفق معايير مهنية عالية، وهذا ما نفتقده في تعليمنا، لذا فإن الثقافة الحالية ستستمر في خنق التعليم وسد أفقه.

أستاذ التربية بجامعة الملك سعود

مقالات أخرى للكاتب