Sunday 12/01/2014 Issue 15081 الأحد 11 ربيع الأول 1435 العدد
12-01-2014

للبراءة من الفساد...!!

لعل من أول شروط مكافحة الفساد هو حسن اختيار قائد العمل، باختلاف مراتبه، ومنازله، ووظائفه..، وحسن الاختيار يتمثل بانتقاء الشخص المناسب في مكان اختياره،..

وأهم بنود «المناسب» هي الخبرة المعرفية والعلمية، والاختصاص، والكفاءة، والأسبقية في التجربة في كل ذلك..

ولا نتفوه كثيرا، بل لا نستطرد في تفاصيل قد أقرها العقل، وحكمتها الضوابط، وشرعها النظام، بل نذكِّر بها جملة لا تفصيلا : أن يكون «المناسب» من ذوي الخبرات، والمعرفة، والاختصاص، والخلق، وأول كل ذلك المعرفة الحقة بالرب، وبحدود ما أقره في شأن الطوية، والنية، والصدق، والأمانة، والإتقان، والتجرد عن الهوى، والنزاهة، والرجاحة، ونحوها...

فإن أُحسن أمر الاختيار، ضَمُنت المحصلات..!

فلا يأتي جاهل في عمله يتخبط، ويضل عن مسارب مسؤوليته، وتفاصيل خريطة الوصول إلى نتائج موجبة عنها، وحصاد مثمر فيها من جهة، ولا يعتمد على بطانة يتعزز بها كونها من معارفه فيطمئن إليها، أو من أقاربه فيضمن رضاهم، أو ممن أُوصي عليهم لمكسب ما.

ولا يهرف بما لا يُدرك في أمورٍ جادةٍ تخص حسن الأداء، وتتجه للاستزادة من الإنجاز، وتعزز دعامات الثبات، والتطوير..

إن حسن الاختيار إلى الآن لم يتحقق في كثير ممن تُسلم لهم وظائفهم، ممن يمارسون أعمالهم في تمييع لكثير من الواجبات ..، بينما يستزيدون مما يضعونه تحت بند «حقي، وصلاحيتي»...

وإلا ما وُجِدَت دائرةٌ يكثر فيها أقارب، وأصدقاء، وخاصة معارف، وموصى عليهم فيها..!!

بينما هناك فجوة عميقة بين استحقاقهم، وأولوية يتمتع بها غيرهم حرموا منها، ليسبقهم إليها أولئك المقربون..!!

وإلا ما وُجد من يعمل في غير اختصاصه لمحسوبية في اختياره،..

وإلا ما وُظِّف متخصصٌ في العلوم مثلا في وظيفة مالية..،

أو تربويٌ في مجال إدارة فنية ..!! ...- وهلم جرا.. -

وإلا ما انتظر خريجٌ سنواتٍ عجافا، بينما هناك من يتسلم وظيفة، وهو لم تفتر ابتسامة تخرجه في شفتيه بعد...!!

إن «حسن الاختيار» ضمن معايير دقيقة، وشروط بيِّنة، وجدية، هو أول سُلَّمات القضاءِ على الفساد.

وإعطاءِ كل ذي حق حقَّه..

تلك قيمٌ لا يتنازل عنها..،

ولا يسوِّف في أمرها كلُّ من ينشد البراءة من الفساد...

عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855

مقالات أخرى للكاتب