Monday 13/01/2014 Issue 15082 الأثنين 12 ربيع الأول 1435 العدد
13-01-2014

ومضات

ومات واحد من عصابات الاحتلال الأولى التي عاثت في فلسطين وشعبها تقتيلاً وتهجيراً غداة قيام ذلك الكيان المغتصب عام 1948م، بعد أن ظل جيفة هامدة طوال سنوات تحت أجهزة الإنعاش الطبية. هذا الكيان الذي لم يستقو إلا بخلافات وتشتت مقاصد الدول العربية والإسلامية، والذي ضرب حوله سوراً عازلاً نتيجة نفسية الخوف المتجذِّرة في عقلية هذا الشعب الخليط من شذَّاذ الآفاق ومنبوذي الشعوب.

هذا الجدار العازل هو أحد مؤشرات بداية انحدار هذا الكيان، إلى جانب تزايد الهجرة العكسية منه إلى أمريكا وأوروبا، وتساقط مؤسسي هذه الدويلة وكبار قادتها تباعاً، إلى جانب انطفاء الحماس لهذا الكيان المأزوم لدى شريحة الشباب نتيجة سياسة دولتهم الإجرامية وغيرها الكثير مما لا يتسع المقام لذكره. مات شارون المشرف على مذابح مخيمي صبرا وشاتلا عام 82م في لبنان، مجرم الحرب الذي تغاضت عنه محكمة لاهاي ومجلس الأمن رغم مذابحه في فلسطين، لكن أين يفر من عزيز مقتدر.

عنيزة وأصدقاء البيئة

لدينا رصيد أخلاقي لا تمتلكه أي أمة أخرى على الأرض، إنما أزمتنا تأتي من تراجع وتدهور تطبيق وترجمة عديد من قيمنا في سلوك وتعامل الكثيرين من بني جلدتنا. ليس هذا تعميماً بالطبع، كما أن هذه الأمة لا تموت، بل تأبى إلا أن تتحرّك وتعلن هذه الحقيقة بين الحين والحين. وما المبادرات المجتمعية عوضاً عن الحكومية، إنسانية وخيرية، ثقافية وفكرية، إلا دلائل على حياة هذه الأمة وإن مرضت، فمردها إلى النهوض بإذن الله. مبادرة بلدية عنيزة تجاه عاملي النظافة في هذا الشتاء القارس، والذين أجبرتهم ظروفهم وحاجتهم لتوفير لقمة العيش لأبنائهم، أتوا من بلاد بعيدة مغتربين، فهم بين غربة وعوز، بالكاد يغطون أجسادهم، يرفعون عن الشوارع وصناديق النفايات ما لو تركت لتسببت في تلوّث وأوبئة لن نقدر على صدها. دعوة بلدية عنيزة للجمهور للمشاركة في اللمسة الإنسانية لهذه الفئة تأصيل وترجمة لقيمنا كمجتمع إسلامي، وإحياء للقدوة التي تاه الجيل بحثاً عنها. تسمية عامل النظافة بصديق البيئة، وعونه بما تجود به أيادي أهل الخير وهم كثر بحمد الله إلا أنهم بحاجة إلى من يذكّرهم ويدلهم على الخير، وهذا الاحتفاء بهم من قبل بلدية عنيزة وأهلها الطيبين، مبادرة حضارية تستحق عظيم الاحترام ووافر الامتنان، وبهذه ومثلها نرتقي.

لاعب مانشستر يونايتد وصورة العرب

لم يجد لاعب مانشستر يونايتد صورة تنكرية يظهر بها في حفلة أفضل - حسب تفكيره - من أن يظهر بزي عربي مرتدياً حزاماً ناسفاً. أقول بكل أسف ما دام عالمنا العربي يعيش أوضاعاً مزرية من حروب وقتل، ليس هذا فحسب، لكن الأدهى حمى تصوير ما يرتكب وبثه في هذا الفضاء المفتوح عبر الإنترنت، والذي أقل وصف لهذا الطوفان الإعلامي الشعبي أنه أصبح مسعوراً. لكن على كل حال لعلي أذكر بأن الفجر يطلع بعد اشتداد الظلام، وأن مع العسر يسرا، (مع) دلالة سرعة وقرب الفرج بعد الشدة، قولوا آمين.. رعاكم الله.

romanticmind@outlook.com

تويتر @romanticmind1

مقالات أخرى للكاتب