Monday 13/01/2014 Issue 15082 الأثنين 12 ربيع الأول 1435 العدد
13-01-2014

خطة آفاق جديدة .. والجامعات

هل يعتبر اجتماع اللجنة الإشرافية العليا لتنفيذ الخطة الإستراتيجية للتعليم العالي (آفاق ) يوم الثلاثاء الماضي وإن كان دوريا هل يعتبر اجتماعيا لطروحات جديدة مثل: اقتراح فتح جامعات جديدة، الانتقال إلى مرحلة إضافية من التعليم العالي، وتطوير مشروع الملك عبدالله للابتعاث، وتعزيز الجامعات والكليات الأهلية، وإعادة بناء خطة آفاق وفق المتغيرات الداخلية والخارجية, بالتأكيد انه ليس اجتماعا روتينيا يضاف إلى اجتماعات سابقة، فالخطة آفاق بدأ تنفيذها عام 1425هـ 2005م وتستمر بإذن الله إلى 1450هـ لكن الخطة وضعت في ظروف مختلفة عما هي عليه اليوم:

أولا : كتبت خطة آفاق قبل الربيع العربي (2010م) وتغيراته السياسية والاجتماعية والثقافية وانعكاساته على المنطقة العربية.

ثانيا : كانت أمام الخطة عندما كتبت معطيات سياسية واقتصادية لم تتشكل بعد فالملك عبدالله يحفظه الله لتوه قد تولى إدارة البلاد عام 1423هـ، وحكم عام 1426هـ فكان التوجه للتعليم العالي في بدايته.

ثالثا : الوضع الاقتصادي الداخلي كان في بدايات الطفرة الاقتصادية الثانية التي جاءت مع الملك عبدالله يحفظه الله، حيث وفر الأموال لمشروعات الدولة بما فيها التعليم العالي.

رابعا : دخل الاقتصاد العالمي خلال الفترة الماضية في هزة اقتصادية قلصت بعض التعاملات الاقتصادية العالمية وإن لم تتأثر منها المملكة ولكن أثرت على التعاملات الدولية .

خامسا: أكملت الطفرة الاقتصادية دورتها وفقا للمحللين الاقتصاديين والسياسيين ونحن في الربع الأخير من الطفرة الاقتصادية الثانية التي بدأت عام 1423هـ.

سادسا : نشأت صراعات جديدة وأصبحنا ضمن دائرة الصراعات الإقليمية بتدخلات إيران في سوريا والعراق والخليج.

سابعا : القلاقل التي تدور في اليمن ومصر وتونس وسوريا والسودان أثرت على التعاقدات مع أعضاء هيئة التدريس والكوادر المساندة المهنية والفنية.

ثامنا : عدم تفاعل قطاعات الدولة مع توظيف خريجي برنامج الملك عبدالله للابتعاث وشح الوظائف أدى ذلك إلى إرباك إداري.

تاسعا: تأخر وزارة البلديات والتخطيط والداخلية في إنجاز أطالس جديدة للمناطق والمحافظات والمدن السعودية (المخططات الإستراتيجية المعدلة), بضم المناطق النائية والقرى لمجمعات حضارية كبيرة, وإعادة النظر في الإشراف الإداري على المناطق وفق المتغيرات الحضارية الجديدة.

عاشرا: عدم توافق جامعات الداخل والخارج مع سوق العمل السعودي ومتطلباته غير الثابتة، وهذا يتطلب أفكارا جديدة ومزيدا من الأطروحات لتقريب المسافة بين الأطراف.

الحادي عشر: أمريكا ليست هي أمريكا السابقة، وأوروبا تغيرت بعد الربيع العربي وانهيار الاقتصاد العالمي،كما أن العالم يعيش تحولات سياسية واقتصادية جديدة. وهذا لا يعني أن الخطط تنسف جذريا وأيضا ليست مقدسة لا تمس فالمراجعة الدائمة وتطوير الخطة أصبح أسلوبا إداريا ناجحا. و أمريكا التي صنعت الخطط طويلة الأمد غيرت استراتيجياتها العسكرية مرات عدة في أفغانستان والعراق والآن تغير إستراتيجيتها بالشرق الأوسط (برمته) وتغير قواعد لعبتها السياسية والاقتصادية، وسياساتها النفطية . لذا فالتحولات نلمسها ونعيشها فهل ستصمد خطة آفاق أمام هذه التحولات (الهيكلية) والجذرية أم سنرى تغيرات وتعديلات على خطة آفاق التي اتصفت بالمرونة وربما المطاطية لتتواكب من أحداث الداخل والخارج.

مقالات أخرى للكاتب