Monday 13/01/2014 Issue 15082 الأثنين 12 ربيع الأول 1435 العدد
13-01-2014

انتكاسة انتخابية في غرفة جدة

لم تتمكن سيدة أعمال واحدة من الفوز في انتخابات الغرفة التجارية بجدة، وبدلاً من أن يتقدم تمثيل المرأة في الغرفة تراجع إلى الخلف! فهل المشكلة تكمن في نقص كفاءة السيدات المترشحات للانتخابات أم طبيعة العملية الانتخابية للغرف التجارية السعودية أم في النظرة الاجتماعية التقليدية للمرأة أم في سلبية سيدات الأعمال الناخبات اللاتي لم يمنحن أصواتهن للمرشحات!؟.

ربما يكمن السبب في كل ما ذكر أعلاه ما عدا نقص كفاءة السيدات المترشحات.. فمعظمهن أسماء معروفة مارسن النشاط التجاري وكان لهن حضورٌ قوي في الفعاليات الاقتصادية في جدة وفي عضوية لجان الغرفة المختلفة وهي لجان تقوم على المبادرة وليس لها عائد مادي مباشر بل إنها تستنزف وقت العضو وماله.

ما حدث هو انتكاسة لأن الدورة الماضية وما قبلها شهدت صعود عدة سيدات أعمال إلى عضوية مجلس إدارة غرفة جدة وإلى موقع نائب الرئيس! وقد كانت الدكتورة لمى السليمان، وهي نائب الرئيس، نشيطة جداً ومثلت القطاع الخاص في فعاليات دولية خير تمثيل وتركت انطباعات ممتازة لدى الآخرين من ممثلي الدول الأخرى، وقد لمستُ ذلك بنفسي أثناء مشاركات في مؤتمر العمل الدولي في جنيف.

صحيح أنها لم تتقدم للترشح لانتخابات غرفة جدة هذه المرة لكن هناك سيدات أعمال أخريات بنفس كفاءة الدكتورة لمى السليمان خُضْنَ الانتخابات الأخيرة ولم يفزن.. بالتأكيد هناك مشكلة في النظرة إلى المرأة، وقد روت الدكتورة لمى في مقابلة صحفية مؤخراً أنها أثناء عملها كنائب للرئيس لاحظت أن المعاملات في الغالب تذهب إلى زميلها الرجل الذي يشاركها في موقع نيابة الرئيس! ولم تكن الدكتورة لمى تشكو أو تشكك في كفاءة زميلها ولكنها كانت فقط تصف ما كان يجري.

وبالتأكيد يأخذ تمثيل ومشاركة المرأة أهمية «رمزية» كمؤشر لما وصلت إليه المرأة السعودية من كفاءة وخبرة وتعليم، لكنه أيضا يحتل أهمية «عملية» لكون المرأة صارت مشاركاً فعلياً على الساحة الاقتصادية، وهو ما يشهد به حجم رؤوس الأموال النسائية السعودية الذي تجاوز ستين مليار ريال حسب تقديرات رسمية سابقة لغرفة الرياض التجارية.

يجب احترام العملية الانتخابيية للغرف التجارية وقبول نتائجها رغم عللها الكثيرة، ولكن تبقى الفئة المعينة التي تقررها وزارة التجارة والصناعة وهي غالباً ما تتقرر لصنع توازانات ترى الوزارة أهميتها.

والمأمول أن تُعَيِّن الوزارة سيدات في المجلس لخلق التوازن المطلوب وتحقيق مشاركة للمرأة السعودية في إدارة الغرفة ومعالجة الانتكاسة التي حدثت في هذه الانتخابات الأخيرة.

alhumaidak@gmail.com

ص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض **** alawajh@ تويتر

مقالات أخرى للكاتب