Tuesday 14/01/2014 Issue 15083 الثلاثاء 13 ربيع الأول 1435 العدد
14-01-2014

رسالة إلى مندوب سورية بشار الجعفري!

هذه الرسالة موجهة إليك شخصياً، بصفتك مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، لقد تابعت تصريحك الأخير المسيء ضد بلادي، وباتهامك الباطل لها بالتحريض على الفحشاء والإساءة للإسلام؟! وأنت الموغل في وحل الكذب، ويغشاك الغبش والرماد، ويكتسحك السواد، وتترنح كذبيح، وتتقن أبجدية الزيف والخداع، وأنت الذي تصافحت ذات مرة بحرارة مع كبير مجرمي الحرب - شمعون بيريز- تحت قبة الأمم المتحدة ذاتها، يومها أدعيت أنك لم تتعرف عليه لضعف في البصر، وصدّقك البعض، ولم يصدّقك الآخرون، وأنا واحد منهم، لقد فاتك أن بلادي مهبط الوحي، وعمق البياض، ومركز الشعاع، ومبعث النور، وموطن الأحرار والسلام والأمان، ثم بقيت منذ تاريخ الأزمة السورية تنفث سمومك، وتتقيأ كلامك الأصفر تحت ذات القبة، وتحت ذريعة عجزك ووهنك وبهتك البائن والمكشوف، وكساح كلامك. لن أدخل في التفاصيل السياسية، بوضعها الراهن في سورية، ولكنني سأتكلم معك ومع رفاق - بعثك ونظامك - الذين يشبهونك منطقاً وأسلوباً وحديثاً وبهتاً من الناحية الإنسانية، فكيف تقبلون أن يجوع أهل سورية بنسائها وأطفالها وشيوخها، وتمنعون عنهم الغذاء والماء والدواء، والشرفاء من أهل الأرض قاطبة يتسابقون لحملها إليهم، وأنتم تردونهم على أعقابهم؟ بحجج واهية، وأعذار فاسدة، وأساليب ملونة، وطرق خادعة. فإذا كان نظامك السوري الذي تنتمي إليه قلباً وقالباً مضغة ونطفة جسداً وروحاً لا يستطيع القيام بواجبه الوطني، وأمانته الإنسانية، فلا تتهمون بذلك بلدي والخيرين معها، لقد شرّعتم بالحرب على شعبكم ذبحاً وتشريداً وحرقاً وهدماً، وتوعدتموهم بالويل والثبور وعاقبة الأمور، وحفرتم لهم القبور بعد أن هدمتم عليهم الدور، أحرقتم المدن السورية، وغطيتم سماواتها بسحب الدخان الأسود، وفعلتم الذي لم يفعله هتلر ولا ستالين ولا موسوليني ولا التتر ولا شارون ولا طغاة الأرض ومستبديها كافة. ومع أن سورية جميلة، إلا أن حربكم العشوائية الغاشمة أجبرتها على أن تكون دميمة، ولم يلفت انتباهكم صراخ الأطفال، وأنين الثكالى، وعجز الشيوخ، وذبول نبات الأرض، وبكاء شجر الياسمين الدمشقي، وحزن النوافذ المطلة على جبل قاسيون، ونضوب نهري الفرات والعاصي، وانكسار المآذن. منطقكم غريب وعجيب، ألا ساء ما تفعلون. ثم عليّ أن أسأل، ألستَ مسلماً تؤمن بالله ورسوله، فإن كنت كذلك فاستمع إلى ما قام به رسولنا العربي الكريم محمد بن عبدالله صلى الله عليه ولم: «في إحدى حملاته على بلدة يهودية كانت قد آذته أيما إيذاء، ذهب لقتالهم فتحصنوا في موقعهم جيداً، فما كان من أحد مقاتليه إلا أن جاء إليه قائلاً: يا رسول الله، هل ترى هذه الساقية التي تغذي البلدة بالماء، فهل نقطعها عنهم أم نسممها؟ فانتفض النبي عليه السلام قائلاً: إن هذه المياه تسقي الأطفال والنساء والمرضى، فإني أنهيكم عن ذلك نهياً قاطعاً. فالمقاتل الشريف يقاتل بسيفه ورمحه لا بلقمة العيش وشربة الماء»، كان ذلك مع اليهود، فهذا هو نبيّنا وقائدنا، وهذه أخلاقه، فهل سمعت بذلك، أم تغاضيت عنه؟ يا بشار الجعفري، أعرف بأنك تمثل نظامك في الأمم المتحدة، وتتقيد بتعليماته، ولا تحيد عنها قيد أنملة، وإن كانت مجحفة وبائسة ومؤلمة وظالمة، وأعرف بأنك لا تريد وزمرتك التي معك أن يصلح الحكم في بلدك، وتنقذه من جهل الجاهلين، وظلم الظالمين، لكي تبرئ نفسك أمام الله وأمام الناس، فأنت المسؤول أمام الله عن كل كلمة تتفوه بها، وعن كل زلة لسان، وحركة يد، وخطوة قدم، فتفوه إن تفوهت بأمانة، وقل إن قلت بأمانة، واكتب ما شئت لكن بأمانة، فالسوريون يا - بشار الجعفري - أهلنا وعشيرتنا ولن نتخلى عنهم مهما غدرت أنت وزمرتك والظالمون بهم، والعاقبة لهم أولاً وآخراً، وسترى بأم عينيك الهزيمة والنكوص نتيجة البهت وتزييف الحقائق والمواقف والبطولات، والتخفي وراء الجدران الهشة، والتدثر بالأسمال البالية، والتفيؤ تحت الظلال المائلة، وستكتب بنفسك ذات يوم رحلة التية العظيم، بعد أن تتشرد في طرقات المدن النائية، التي سيقتلك بردها والهجير.

ramadanalanezi@hotmail.com

ramadanjready @

مقالات أخرى للكاتب