Saturday 18/01/2014 Issue 15087 السبت 17 ربيع الأول 1435 العدد
18-01-2014

شيخ شمْل ... قبيلة «القواقلة»!

مواقعُ التواصل الاجتماعي، باتت جزءاً من حياتنا اليومية، معنا في حركاتنا وسكناتنا، لم نكن يوماً، في حقباتنا السالفة، نحلم في طرف منها، حتى اندلعت حرب الثورة المعلوماتية العصرية، وانفجرت ينابيعها، فتلقفها عالمنا المغلوب على أمره، بقضها وقضيضها، منبهراً بتقنيتها العالية، فانقسم حولها إلى فسطاطين، فسطاط أحسن التعامل معها، فانتفع بها ومنها، ونفع وطنه وأمته واستغلها استغلالاً، لا مثيل له في الدعوة إلى الله، ونشر فضائل الأخلاق، وجسّد اسمها ولغتها، يوم أن جعلها بالفعل، متكأ له في التواصل مع أهله، وذويه، وأصدقائه، ومعارفه، والدفاع عن وطنه، وأحسن التعامل معها بالحكمة والتوازن، فنال بذلك شرف المهنة وشرف التقنية، المفترضتين، فطار اسمه بالذكر الحسن، معرضاً عن القال، والقيل، وكثرة السؤال، وما يلفّ حول ذلك من الدسائس البغيضة، أما الفسطاط الثاني، فهو من شكّل لنفسه، أكاديمية يخرّج منها الأتباع، الذين يسبّحون بحمده ويهلّلون، يوسّع من خلالها مشاريعه الاحتوائية، بين الشباب الغضّ، استغل فخذ (اليوتيوب) وفخذ (الفيس بك) والفخذ الأوسع انتشاراً والأكبر تأثيراً للقبيلة، فخذ (تويتر) استغلالاً بشعاً، من أجل توسيع دائرته المادية، وقاعدته الجماهيرية، هذه الفخوذ (كما تسمى عند أصحابها أهل القبيلة أو القبائل الفعليين) يجمعها شمل واحد، شيخه المدعو (قوقل) هذا هو شيخ شمل هذه القبيلة أو القبائل المتفرقة، الذي يجمعها، إن تفرق دمها، ويدل عليها ويعرف بها، إن أردت جزئياتها المتفرقة، بمختلف الأمصار، كتبتُ في هذه الجريدة مقالات كثيرة عن تويتر وعملائه، المتوترون، ومن بينهم، الثرثارون، والمهرطقون، والمهايطون، والمحرضون، والمؤلبون، من هذه المقالات على سبيل المثال لا الحصر (تويتر...والفخ) و( المتوترون...وحلم الضبعة) أكشفُ من خلالها، أوراق المرتزقة، الذين لم يفتؤا يؤلبون ويحرضون ضد وطنهم وقيادته، ويثيرون الشبهات، ويبثون ما يزعمون أنه فتاوى لهم في الدين، لا تزيد إلا إثارة، وكرهاً لعلماء الدين المعتبرين، يودّون لو جلبوا الثورات من حولنا، ليختلط الحابل بالنابل، ويذهب ريحنا، ويتحقق ما هم يحلمون به، وما هو بمتحقق، أبناء العمومة والفخوذ، لشيخ شملهم (قوقل) يكشفون لنا كل لحظة، تلك السموم التي يبثها الشياطين الحمر، بالوطن والمجتمع، يجعلون من الحبة قبة، وينشئون فروعاً جديدة، لوكالة (يقولون) يبثون من خلالها الإشاعات الشيهة بالسرطانات، بغية خلخلة نسيج المجتمع، ابن العم « تويتر» الفخذ الأقرب لقبيلة (القواقلة) يغص بأصحاب الأهواء المريضة، وبأصحاب القلوب القاتمة، وبأصحاب الأفكار المشوشة، وبأصحاب الشهوات والشبهات، منهم من أقحم نفسه بالسياسة، ومنهم من أقحم نفسه بعلوم ليس له حض منها، والطامة الكبرى من يروج لبرامجه، يتناول فيها قضايا مجتمعية حساسة، قابلة للاشتعال، ينشر من خلالها غسيل المجتمع عبر الفضاء، تشم منها رائحة التحريض والتجييش والشحن العاطفي، ومنهم من يطلق الفرقعات العاكسة لشخصه، القاسم المشترك بين هذه النوعية وتلك، التنكر للوطن وقيمته، والانقلاب على نعمة الأمن والاستقرار ورغد العيش، أحدهم يحمل اسماً مستعاراً، أظنّه فاقد لصوابه، يوم أن أرسل رسالة على الخاص في حسابي بتويتر، يقول أنت أكثر من نعرف، يكتب عن الوطن ويمجد فيه، وبقيادته، قل لي- والكلام له - ماذا قدّم الوطن لأهله، قلت له، أولا استح على نفسك، هذا كلام كبير! وأريد أن أسألك سؤالاً واحداً، تجبني فيه بصراحة، هل أنت الآن تعي ما تقول؟ قال هل تظنني سكرانا؟ قلت لا أتهمك، لكن إذا كنت تعي ما تقوله، فقط عرّف باسمك؟ لأتحاور معك بالطريقة السليمة، إما تقنعني أو أقنعك، ويبدو لم يعجبه كلامي، فقال،أنت مطبّل من الدرجة الأولى، قلت له، إذا كان التطبيل، من أجل حبّ وطني وقيادته، فليشهد التاريخ، بأني المطبّل الأول دون منازع، هذه نوعية من فخذ (التواترة) من قبيلة (القواقلة) لا أخالها إلا أنها تعصف ذهنها في سبيل الشيطان الرجيم، بدلاً من عصفه لصالح وطنها، لكننا في الوقت ذاته، نحمد الله أن المواطن الصالح، في هذه البلاد الطيبة، يدرك مآلات هذه النوعية، مقلوبة الفكر، فتجده يمضي في سبيله، ولا يلوي لترهاتها، موقناً بضلالها التام...ودمتم بخير.

dr-al-jwair@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب