Saturday 18/01/2014 Issue 15087 السبت 17 ربيع الأول 1435 العدد

الأرض والجمهوركيف تكون داعماً حقيقياً؟

دائماً ما نسمع في القراءة الفنية ما قبل المباريات عبارة (على أرضه وبين جماهيره) ويقصد بها أن هذين العاملين يدعمان الفريق المضيف ويعززان من أسهم تفوقه ولكن ما هو المقصود بالأرض والجمهور وكيف تدعم هذه العوامل تفوق الفريق المضيف؟؟

** الأرض نقصد بها دائماً عدة عوامل تدخل بشكل مباشر وفعلي في تقوية الفريق المضيف كأرضية الملعب وتعود اللاعبين عليها وعلى طبيعتها سواءً كانت مستوية أو بها بعض المرتفعات والمنخفضات والأخيرة داعم قوي جداً للمضيف حيث التعود عليها وعامل سلبي ومؤثر على الضيف، ومنها ما هو ضمني كطبيعة المناخ وخصوصاً عندما يكون الضيف قادماً من أجواء معاكسة تماماً لأجواء المضيف، ومنها أيضاً وجود اللاعبين عند أهاليهم وعدم تكبدهم مشقات السفر والتنقلات وقلة النوم والإجهاد البدني الذي يقلل من لياقتهم وأدائهم الفني، والإعلام بطرحه المتزن ودعمه وتحفيزه للاعبين، وأما بالنسبة لعامل الجمهور فهو لا يحتمل إلا حضور الجمهور بشكله الفعلي الحقيقي في الملعب وهنا بيت القصيد والمغزى من هذا المقال فهذا الجمهور إما أن يكون المكمل والمحفز لكل العوامل السابقة وإما أن يكون العكس ويحبط كل هذه الامتيازات التي تعين على تحقيق النتائج الإيجابية، وعندنا غالباً ما يحدث العكس للأسف وحتى لا يكون الأمر مجرد تنظير خالٍ من الفائدة سأذكركم هنا بمقولة نرددها جميعاً ويرددها الإعلام وهي صحيحة إلى حد كبير، فهل تذكرون أننا

نردد دائماً مقولة (حكامنا ولاعبينا يؤدون في الخارج أفضل من الداخل) أظن أن لا أحد يعارضني على اجترارنا لها في كل مناسبة يلعب فيها منتخبنا أو أنديتنا خارجاً!! فجمهورنا ذواق جداً ويعشق كرة القدم ومنتخبه ويدعم أنديته بشكل يصل حد الجنون في الغالب ولكن للأسف هذا العشق وهذا الهيام قد يكون عامل ضغط وإرباك وتثبيط وتحطيم في بعض الأحيان عندما يلعب على أرضنا أحد منتخباتنا أو أنديتنا في مهمات خارجية وحتى حكامنا يرتبكون ويخبصون في إدارة الكثير من المباريات وكل هذا يحدث ردات فعل عكسية وسلبية على من يؤدي تحت أنظار ومتابعة الجماهير في الملعب، حيث إننا نبالغ جداً في الحماس وفي ردود أفعالنا على بعض الكرات الضائعة أو اللعبات الغير مركزة والبعض قد يسب ويشتم اللاعب الذي يرجو منه في نفس الوقت أن يحقق له الفوز والإنجاز!! فضلاً عن إطلاق صيحات الاستهجان الجماعية والتقريعات والتوبيخات من الجماهير لمن يمثلنا على أرضنا!! وهذا بالتأكيد يصل إلى اللاعبين ويدخلون الكثير من المباريات بأثر رجعي منها وبشحن نفسي رهيب يجعلهم يحذرون جدا وأكثر من اللازم في أدائهم وهذا التحفظ غالباً ما يأتي بنتائج عكسية فهم بشر في الأخير ومثل هذه الممارسات ممن يفترض فيهم الدعم تشل الفريق تماماً وتدخله في وضع نفسي سيئ حتى لو كان في أفضل حالاته الفنية، وهذا ما لا نراه خارجاً مع الكثير من الجماهير التي تساند فرقها ومنتخباتها في الفوز وفي الخسارة وتظل تؤازر وتحفز وتشجع حتى نهاية المباراة وتحيي اللاعبين بعد نهاية المباراة بغض النظر عن النتيجة.

هذه الحدة والقسوة في التشجيع هي من تجعل لاعبينا وحكامنا يخفقون داخلياً، وهي ما تفسر في ذات الوقت إبداعهم خارجياً عندما يبتعدون عنها؟؟

صالح الصنات - الرياض

موضوعات أخرى